قاسم محيي الدين











قاسم محيي الدين



(1314 ه- 1376 ه)

الشيخ قاسم بن حسن بن موسي، يتصل نسبه بمحيي الدين، فاضلٌ شاعر.

ولد في النجف وتوفي والده وعمره سنة واحدة، فکفله جده، وبعده خاله. قرأ المقدمات علي أفاضل عصره والعروض علي السيد رضا الهندي، ثم حضر حلقات المشاهير في الفقه، والأصول کالسيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ أغا ضياء العراقي.

سافر إلي سورية ولبنان عام 1353 ه 1934 م، والتقي هناک بأعلام من أقربائه ومن أُسر: آل الزين، وآل شرف الدين، وآل الفقيه، وآل الحر، وآل عسيران، وآل الأمين، والتقي مع علماء الثالوث وکانت له معهم مناظرات وظهر عليهم بها، وکان له هناک کل نهار وکل ليلة مجلس يغصّ بفضلاء أهل العلم فتدور فيه شتي مد اولات المعرفة، ترک عدة مؤلفات قيمة. توفي عام 1376 ه 1956 م.

وله قصيدة مطلعها:


لشقيق الخد سري أرجُ
مذ فاح به ارتاحت مهجُ


إلي أن يقول:


عطفاً فلقد لهج العُذّا
ل بعذلي فيک وما فلجوا

[صفحه 126]

أذني عنهم صَمّا وفمي
بثناء أبي حسن لهج


هو معتصمي في الدين وفي الد
نيا ولضائقتي فرج


نوراً قد کان ولا شمس
تبدو في الأفْق ولا برج


أدهشت الجيش برد الشم
-س بحيث مسيرهم دلج


ولقد أودعت علوم الغي
-ب فواضحَ نهجک قد نهجوا


فجهابذة الأحبار نُهي
درسوا عرفانک وانتهجوا


کلّوا عن درک حقيقتک ال
-عليا وبجهلهمُ اعتلجوا


أوضحتَ صراط الدين فدي
-ن اللَّه بنورک منبلج


لاغرو إذا الأملاک رأوا
تاجاً نعليک به ابتهجوا


يا نفسَ محمَّد قبل الکو
ن فلا إيجاد ولا بلج


فاسأل سور الفرقان فکم
فيها نص بک ينبلج


لولائک عنديَ عقد لا
شُبَهٌ تَنفيه ولا حجج


وله قصيدة مطلعها:


في فيه جري ماء الکوثرْ
فشکوت له العطش الأکبرْ


حتي قال:


(قد قال لراشف مبسمه)
«إنا أعطيناک الکوثر»


لذوي الألباب بطلعته
وبناصع غرته حيّر


والعابد يسجد إن يره
ومن الإکبار له کبر


لم يعرف فيه سوي العرفا
ن ولم ينسب فيه المنکر


باللَّه عليک فلا تحرق
مَن ودَّ أباحسن حيدر

[صفحه 127]

أقسمت بأني قد محّض
-تُ الحب له حتي أقبر


فببهجةِ حسن بهاء سنا
ء ضياءِ أبي حسن أفخر


وبأيسرِ وصف منالِ کما
لِ جلالِ مديحک لا أقدر


أنّي للناقد أن يُبدي
معنيً في وصف أبي شبّر


آياتُ معاليک الإعجا
ز وساطعُ شأنک لا ينکر


وتضيق عن الإحصار منا
قب مجدِ جلالک أن تحصر


إذ أنت قسيم الجنة وال
-نيران غداً يوم المحشر


وعقيد الحقّ وساقي الخل
-ق بما قد ساغ من الکوثر


قد آثره طاها بالعل
-م وبالأسرار له استأثر


ودعاه أميراً دون الصح
-ب فمنکر ذلک لا يُعذر


فابصر آياتِ فضائله
فيها الإقناع لمن أبصر


مَن غيرُک نارُ مهنّدهِ
بقلوب أعاديه تسعر


مَن صبَّ الحتف علي الأبطا
ل وجمع کتائبهم دمَّر


مَن سدَّ حصون الشرک بما
قد بدَّد من هامٍ تنثر


آمنتُ بحيدرَ مولي الخلق
علي رغمٍ لمن استکبر


ورفضت لأجلک کل عدا
ک وإن کانت کل المحشر


فارحم من هامَ بحبّک يا
مولاي وللشکوي أظهر


فالعفو لمن قد ساء أيا
مولاي من المولي أجدر

[صفحه 128]


صفحه 126، 127، 128.