محمد هاشم عطية
الاستاذ محمد بن هاشم بن عطيّة، أديب شاعر وکاتب مؤلف، ولد في مصر ونشأ بها وتلمذ علي ادبائها وعلمائها، وتدرّج في الدراسة الاکاديميّة حتي تخرّج في العربيّة وعلومها ومارس التدريس في مصر والبلاد العربية الأخري، وفي العراق حيث کان استاذ الأدب العربي بدار المعلمين العالية في بغداد لسنوات عديدة، وحيث شارک الوسط الأدبي العراقي ونشر بعض نتاجه في الصحف والمجلات، وزار النجف الأشرف والتقي أعضاء جمعيّة الرابطة الأدبية، توفي عام 1373 ه 1952 م. وله في أميرالمؤمنين وشبله سيد الشهداء عليهم السلام: سما فوق مسري النجم محتده الاسمي وأرمد أجفان العلا من طلابه وجارته هوج الريح تبغيه ضلة حسين ومن مثل الحسين وانه بناها فأعلي والسوابق ترتمي وصحبها هيجاء من حيث شمّرت فصار له ذاک الفخار الذي به [صفحه 117] ولم يخش يوم الغار ان أرصدوا له فقام وفي برديه أنوار غرة فلما رأوه عاينوا الموت جاثما وقالوا: علي سلّه اللَّه صارما علي بناه اللَّه اکرم ما بني حوي بالحسين الحمد والمجد والندي ولکن قوما تبَّر اللَّه سعيهم فاخفوا دبيب الکيد عنه وجرّدوا وله في زيارته الي النجف الأشرف قصيدة عنوانها «النجف الأغر» استهلها بقوله: أمن بغداد أزمعت الرکابا حتي قال: فعدّ عن الصبا والغيد واطلب ففي النجف الأغر أروم صدق عشقت لهم- ولم أرهم- خلالا متي ما تأت منتجعا حماهم لقيت لديهم أهلي وساغت وهل انا ان أکن أنمي لمصر عجبت لمادح لهم بشعر وان ينظم وليدهم قريضا [صفحه 118] غرائب منهم يطلعن نجدا أولئک هم حماة الضاد تعزي وأوفاها اذا حلفت بعهد وکيف وفيهم مثوي علي وقدماً کان للبطحاء شيخا نجي رسالةٍ وخدين وحي وما کأبي الحسين شهاب حرب وليس کمثله ان شئت هديا ولا کبنيه للدنيا حليا متي تحلل بساحتهم تجدها وان شيمت بوادقهم لغيث هم خير الائمة من قريش حباهم ربهم حلما وعلما وحببهم الي الثقلين طرا فمن يک سائلاً عنهم فاني فلن تلقي لهم ابدا ضريبا مصابيح علي الافواه تتلي وما دعي الاله بهم لأمر [صفحه 119]
(...- 1373 ه)
وحير في آثاره النثر والنظما
معاقد مجد توهن العزم والحزما
فما أدرکت شأوا ولا بلغت مرمي
لمن نبعة الوحي المقدس اذ يسمي
بابطال بدر دونها تعلک اللجما
فانسي الجبان الحرب والبطل القدما
علت شوکة الاسلام دون الوري قدما
علي الحتف سيفا او يرشوا له سهما
يکاد لدي اشراقها يبصر الأعمي
فطاروا شعاعا لم يجد لهم عزما
ليوسع دار الکفر من بأسه هدما
وعلمه من فضله العلم والحلما
ونور الهدي والبأس والجسد الضخما
أرادوا به حربا وکان لهم سلما
کتائب تستسقي الدماء اذا تظمي
وخليت المنازل والصحابا
الي الأشياخ في النجف الرغابا
حلا صفو الزمان بها وطابا
تر الأحساب والکرم اللبابا
تربعت الأباطح والهضابا
الي قلبي مودّتهم شرابا
لغير نجارهم أرضي انتسابا
ولا يخشي لقائلهم معابا
أراک السحر والعجب العجابا
ويزحمن الکواکب والسحابا
عروقهم لأکرمها نصابا
وأطولها اذا انتسبت رقابا
بنوا من فوق مرقده قبابا
وکان لقبة الاسلام بابا
اذا ضلت حلومهم اصابا
اذا الاستار ابرزت الکعابا
ولا ان شئت في الاخري ثوابا
ومرحمة اذا الحدثان نابا
فسيحات جوانبها رحابا
تحدر من سحائبه وصابا
واذکاهم واطهرهم اهابا
ونزل في مديحهم الکتابا
وزادتهم لسدته اقترابا
أنبئه اذا احتکم الصوابا
اذا الداعي لمرکمة أهابا
مدائحهم مرتلة عذابا
تعذر نيله الا استجابا
صفحه 117، 118، 119.