محسن الأمين
السيد محسن الأمين العاملي، علمٌ غني عن التعريف شهيرٌ بالعلم والفضل والأدب والتأليف والاصلاح، مرجعٌ دينيٌّ، ولد في جنوب لبنان سنة 1282 ه 1865 م من أسرة دينيّة علمية شريفة، وکانت علائم النبوغ والنشاط تلوح عليه منذ فتوّته التي لاقي خلالها مصاعب ومتاعب خرج منها أصلب عوداً، وخاض غمار الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية قبل هجرته الي النجف الأشرف وبعد ذلک، وحين التحق بالحوزة العلميّة رقي سلّم دراساتها بکفاءة مشهودة عند علمائها ورجالها المبرّزين، حتي استوي مرجعاً دينيّاً، ثم قفل الي الشام حيث أسّس عدّة مشاريع رائدة ونشر المذهب الشيعي وأعاد اليه الکثير من ابنائه الضائعين في غمار غيرهم، واشتهر بفکره الاصلاحي کما اشتهر بمؤلفاته القيّمة العديدة ومن ابرزها موسوعته الکبيرة اعيان الشيعة وکتبُه في الخطابة والأدب الحسينيين اللذين سعي الي تجديدهما ورفدهما فهو أديب کبير وشاعرٌ لغويٌّ متضلّع، اضافة الي مساهماته في مجالات الفقه والأصول والتفسير والتاريخ وغير ذلک بما ترک ثروة معرفيّة طائلة، توفي قدس سره في بيروت سنة 1371 ه 1951 م. وکتب السيد الأمين يرثي أميرالمؤمنين عليّاً وولده الحسين عليهم السلام قصيدة مطلعها: [صفحه 112] يا دار ميَّ باللوي إلي أن يقول: يالائمي في الحب لو ذق الهوي إن شئت أن ما إن صبا قلبي إلي ولا شجاني شادنٌ ولا ذکرت جيرة لکن لآل المصطفي آل الهدي آل التقي أمسي فؤادي لهم أما علي فله کان من الهادي کمث حل من العلياء في وکم له مناقب تنبو عن الحصر ولا قام به الدين ولو وقام دون المصطفي يجاهد الأعداء عن يثبت في الشدات لم يضرب هامات العدي متن النبي قد رقي فهل علمت ما جري [صفحه 113] أُخّر عن مقامه غادره ابن ملجم عمَّمه بالسيف في عمَّم رأسا بسوي ال من ضربة بسيفه فهدّ أرکان العلي أللَّه ماذا صنعت أرداه في شهر الصيا أعمال کل الخلق لو واغتاله في مسجد ال سوف يعض في غد حين يري جزاءه فيالها مصيبة جلت علي کل الوري وکل أملاک السما بکي لها ما بين أک بکي لها البيت الحرا عج لها الحجيج بال وأرغمت من العلا ال وأبدلت صبح الهدي يا عجبا للذئب قد [صفحه 114]
(1282 ه- 1371 ه)
حياک فيض الديِّمِ
أنصفتني لم تلم
تلومني ثم لم
ظبي الحمي المنعَّم
بالعارض المنمنم
بانوا بذات السلم
وجدي وطول ألمي
آل العلي والهمم
کأنه في ضرم
في الفضل أسمي قدم
-ل ساعد ومعصم
أعلي الذري والقمم
سمت مناط الأنجم
تطاق عدّاً بفم
لا سيفه لم يقم
بالصارم المصمم
جهادها لم يحجم
يبرح ولم ينهزم
في کل يوم أيوم
يکسر کل صنم
عليه أم لم تعلم
ظلماً ولم يقدم
خضيب رأس بدم
محرابه لم يرم
-فخار لم يعمم
تبت يدا ابن ملجم
برکنها المنهدم
کف القضاء المبرم
م فاجر لم يصم
لا حبّه کالعدم
-له الشريف الأعظم
بنانه من ندم
ولات حين مندم
أودت بکل مسلم
من مفصح وأعجم
من رزئها في مأتم
-ناف منيً وزمزم
م وربوع الحرم
-نوح بکل موسم
أنف الذي لم يرغم
بليل غي مظلم
أودي بنفس الضيغم[1] .
صفحه 112، 113، 114.