محمد السماوي











محمد السماوي



(1292 ه- 1370 ه)

الشيخ محمد بن طاهر بن حبيب بن حسين بن محسن بن ترکي الفضلي السماوي، شاعر اديب وعالم وفاضل مؤلّف.

ولد في السماوة في سنة 1292 ه 1875 م ونشأ بها علي أبيه هاجر إلي النجف عام 1304 ه 1887 م فأخذ المبادئ علي بعض المشايخ منهم الشيخ حسن بن صاحب الجواهر ثم حضر علي الفحول أمثال شيخ الشريعة والشيخ محمد طه نجف. أجازه السيد حسن الصدر والسيد محمد الهندي في الاجتهاد.

رجع بعد ذلک إلي مسقط رأسه حيث بقي فيه حتي عام 1330 ه 1912 م،

[صفحه 108]

عيّن بعدها عضوا في مجلس الولاية الخاص في بغداد خمس سنين، ثم ارتحل إلي النجف عند احتلال الإنجليز للعراق.

اشتغل في أواخر العهد الترکي وحتي سقوط بغداد کمحرر لجريدة الزوراء الرسمية الناطقة بالترکية والعربية لمدة سنتين.

له مؤلفات بلغت سبعةً وعشرين کتابا.

توفي في النجف الأشرف في 1370 ه 1950 م ودفن بها.

وله في مدح الإمام عليّ عليه السلام قوله:


أطلع بدراً علي أراک
وماس منه علي حنين


غزال غزا فهيأ
له عدة الحروب


محيّاه إذ تلألأ
سبي أوثق القلوب


بفرع إذ تکفّأ
رمي الشمس بالغروب


ومعطف ناضر يحاکي
بمتنه الذابل الرديني


حتي قال:


ويا طائر الحشاشه
عزيز علي تفحص


أترجو لک البشاشه
من العرض الذي نص


فإن تبتغي الأراشه
فمن حبه تخلص


لمدح مولي به فکاکي
من کل شي ء وکل شين


علي العلي الممحض
من الخير خير رهط


ومن بالفخار بيض
عناوين کل خط

[صفحه 109]

ورب الولا المفوض
بحل له وربط


وفارج الهم في الضناک
من بدر أو أحد أو حنين


وصي النبي الأولي
به في جميع حکم


ومن قال فيه قولا
علا في غدير خم


ألا من أکون مولي
له فليک ابن عمي


فضل بعض علي تباک
وظل بعض قرير عين


تعاليت بالعلو
وخلفت کل غايه


فمن قال بالغلو
له من سناک آيه


ومن له علي الدنو
أحييک بالنهايه


فإن هذا هو امتلاک
لا ذاهب التبر واللجين


وله يرثي الامام اميرالمؤمنين عليه السلام:


تذکر بالرمل جلاسهُ
فهاج التذکر وسواسهُ


أيا وحشة ما وعاها امرؤ
وآنس في الدهر إيناسه


تمثل ليلة غال الشقي
بها علم القسط قسطاسه


أتاه وقد اشغلته الصلاة
وأهدأت النفس انفاسه


علي حين قد عرجت روحه
ولم تودع الجسم حراسه


فلو أنه داس ذاک العرين
بحيث يري الليث من داسه


لفر الي الموت من نظرة
وألقي الحسام وأتراسه

[صفحه 110]

ولکنه جاءه ساجداً
وقد وهب اللَّه إحساسه


فقوي عزيمته واجترا
فشق بصارمه راسه


وهد من الدين أرکانه
وجذ من العدل أغراسه


وغيّض للعلم تياره
وأطفأ للحق نبراسه


فمن للعلوم يري فکره
ومن للحروب يري باسه


ومن لليتيم ومن للعديم
يبدّد عن ذا وذا ياسه


قضي المرتضي بعد ما قد قضي
ذمام القضا بالذي ساسه


قضي حيدر العلم فالعالمون
أضاعوا الصواب بمن قاسه


قضي سيد الناس بعد الرسول
وغادر في حيرة ناسه


أعنِّي علي النوح يا صاحبي
فقد جاوز الحزن مقياسه


ألسنا فقدنا إمام الهدي
وبدر الفخار ومقباسه


وله يمدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام:


لمعان البرق إذا أومضْ
أمضي بحشاي ظبا أومض


حتي قال:


سودت صحائف اعمالي
وبمدح أبي حسن تبيض


وحباه الأمر وولاه
فيمن يهواه ومن يبغض


سيخاصم من عاداه غداً
بقويّ خصام لم يدحض


وبقول المولي فليرفع
والناصب ذلک فليخفض


أمعز الدين براحته ال
-بيضاء وصارمه الأبيض


فأقام الهادي في (خم)
والجمع هنالک لم ينفض


يدعو ويحرض لو عقلوا
ما کان دعاه لما حرض


هذا مولاکم بيعته
حتم وولايته تفرض


فتباسطت الأيمان له
وعلي يده کل يقبض

[صفحه 111]


صفحه 108، 109، 110، 111.