محسن الخضري
أبوعبداللَّه الشيخ محسن بن محمد بن موسي بن عيسي الخضري شاعر فاضل مشتهر. ولد في النجف ونشأ فيها، حضر في الفقه علي الشيخ راضي سبط الشيخ جعفر، وفي الأصول علي الشيخ مرتضي الأنصاري وتلميذه ميرزا حسن الشيرازي. ورغم کونه کثير الشعر إلا أن ما عثر عليه ولده الشيخ جواد لم يکن سوي غيض من فيض، لأنه لم يکن يهتمّ بنظمه ففقد أکثره. توفي في النجف الأشرف عام 1302 ه 1885 م وکان خارجاً لاستقبال الشيخ محمد باقر الأصفهاني ولما وصل إلي سوق الحدادين في المشراق شکا فؤاده فعاد إلي بيته وتوفي في الطريق، وکان قد عمل قصيدة في استقباله وقد تليت بعد ذلک لکن في غياب المادح والممدوح لان الأصفهاني مات بعده بلا فاصل. کان ذلک في شهر صفر ودفن في الصحن الشريف في حجرة مقابلة لحجرة استاذه الشيخ الانصاري. وله مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الإمام علي عليه السلام قوله: عصيت وشاتي في هواک وعُذَّلي ولست أري بالوامق المتزلزل جهنم کان الفوز عندي جحيمها [صفحه 11] هواک غدا في القلب أول خاطر فيا من بمرآه الجلاء لناظري إذا هبَّ من قدس الجلال نسميها بحبّک قلبي من قديم تکونا أتؤذي لظيً عبداً غدا بک مؤمنا بأنک مولاه وأنت قسيمها لقد سلکت من نهجها شر منهجِ وظلّت لمن عاداک تأوي وتلتجي من اللَّه غفراناً وأنت خصيمها [صفحه 12]
(...- 1302 ه)
وقد طاب تأنيبي عليه ولَذَّ لي
أباحسن لو کان حبک مدخلي
عليه انطوت في يوم بدئي ضمائري
بأسمائک الحسني أُروّح خاطري
ولم يطق الکتمان بل صار معلنا
وکيف يخاف النار من کان موقنا
أناس عَشت من نورک المتبلجِ
فوا عجباً من أمة کيف ترتجي
صفحه 11، 12.