محمد آل فرج اللَّه











محمد آل فرج اللَّه



(1300 ه- 1367 ه)

الشيخ محمد ابن الشيخ جواد ابن الشيخ محمد آل الشيخ فرج اللَّه الجزائري الربيعي الأسدي، المنتهي نسبه إلي العالم الورع التقي الشيخ فرج اللَّه ابن الشيخ سليمان ابن مفتي الجزائر (جنوب العراق) الشيخ محمد بن الحارث ابن الأمير صالح أمير ربيعة الملحان.

من أسرة علمية دينيَّة معروفة، اتّصفت بالتقوي والفضل في جلّ رجالها الماضين، والمترجم له هو والد المعاصر الحجة المجاهد الشيخ حسن فرج اللَّه.

ولد في ناحية من ضواحي القرنة تسمّي (الشرش) عام 1300 ه 1883 م، وأرسله والده الفاضل الي النجف الأشرف فدرس علي أيدي اساتذة منهم الشيخ جعفر السوداني ثم علي علماء مشهورين آخرين مراحل دراسته الحوزوية المختلفة.

وقد شهد له بالفقاهة امثال الشيخ محمد حسين آل کاشف الغطاء حيث تربطه به صلة وأخوّة وثيقتان، وجرت بينهما اشعار ومراسلات.

کان يتحلّي بالصفات الکريمة والفضائل الحميدة، موهوباً بالحافظة وقوة الذاکرة، موفور الجلالة مهاباً، خشناً في ذات اللَّه، لا سيّما بعد أن تفرّغ للتبليغ والوعظ والقضاء بين الناس بصفته حاکماً شرعياً.

له بعض المؤلفات المخطوطة منها: مختصر التفسير ليوم الغدير، خير

[صفحه 96]

الأنباء في فضل محمد علي الأنبياء، النهضة في خطأ صاحب اليقظة، المنهاج في اثبات المعراج، ردٌّ علي الشيخيّة، عصمة الأئمة، اضافة الي ديوان شعره. توفي عام 1367 ه 1948 م.

وله من قصيدة:


کم بتُّ ليلي طموح الطرف لم أنمِ
أرعي الکواکب في داج من الظلمِ


أبيت والوجد منه الشمل ملتئمٌ
وشمل صبري أمسي غير ملتئم


فکلما رمت کتم الحبّ فهنَ به
مدامعٌ کانسکاب العارض السجم


وهل أطيق لکتم الحبّ کيف وقد
لواعج الشوق أودت بي الي العدم


ما هاج وجدي شوقٌ نحو کاظمةٍ
ولا التصابي صبا بي نحو ذي إرم


ولا الخليط غداة البين أزعجني
فزادني فوق وجدي وجد مصطلم


لکن شجاني وأجري الدمع نار أسي
شبّت لها جذوات الحزن في خرم


منازلٌ لبني عدنان قد ضُربت
قدماً لهنّ ستورٌ في شبا الخذم


وقد أنيطت عليها من مهابتها
سرادقٌ دون غبراها سما النجم


کانت بحيث بها الأملاک عاکفةٌ
کالبيت في غيره الحجاج لم تقم


يا راکباً لسحوب في السري غلساً
يسوقها لحثيث السير والجثم


لم يعيها في السري التعنيف إن وثبت
تطوي مبارکها للبيد والأکم


عرّج علي طور سينا والتثم کرماً
لترب قبر إمام العرب والعجم


وقل له إن تکن لم تدر ما صنعت
ميٌّ بأبناک أولي الطول والنعم


فها هم في الثري صرعي جسومهم
ما بين منجدلٍ دامٍ ومصطلم


وله من قصيدة:

[صفحه 97]

بتّ أهمي الدمع کالغيث انسجاما
لا أري طيب الکري إلا حراما


حتي قال:


أيها الراکب کُوماً في السُّري
تقطع البيد أُکاماً فأُکاما


عج بسينا طورها ملتثماً
جدثاً قد طاول النسر مقاما


يا له من جدثٍ زاکٍ لقد
ضمَّ في تربته ذاک الإماما


واقتصد في السير واخضع خاشعاً
لمقامٍ بالتقي والبرّ قاما


وله من قصيدة أخري قوله:


سرت غلساً ينجاب فيهن فدفدُ
نجائب في المسري تغور وتنجدُ


حتي قال:


حماة نمتها للعلي أنفس العلا
فهم للعلي والمجد فرعٌ ومحتدُ


لهم من لويٍّ في الوري السبق خلّةٌ
ومن أحمدٍ ايمانه والتهجُّد


ومن حيدرٍ يوم الکريهة موقفٌ
ومن فاطم العذراء قد طاب مولد


فيا سائلي تعداد کلّ رزيّة
رويدک قل لي أيّ رزء أُعدّد


أغصب ابنة الهادي النبي تراثها
وفيه بنصّ الوحي نصّ محمّد


لعمرک أم غصب الوليّ مقامه
وعن حقِّه ظلماً يذادُ ويجحد


وقد أخرجوه من خباه ملبَّباً
ومن خلفه الزهرا تقوم وتقعد


أم ارداء اشقاها المرادي بسيفه
له وهو في محرابه يتهجَّد

[صفحه 98]


صفحه 96، 97، 98.