مهدي القزويني











مهدي القزويني



(1307 ه- 1366 ه)

السيد المهدي بن أبي الجواد هادي بن أبي الحسن ميرزا صالح ابن السيد مهدي القزويني الکبير، عالمٌ فاضلٌ وشاعر أديب معروف.

ولد في قضاء الهندية حوالي سنة 1307 ه 1890 م، أرسله والده إلي النجف للدراسة قبل بلوغه العشرين، فحضر هناک دروس الإمام السيد محمد کاظم اليزدي الفقيه ثم حضر دروس العلامة الشيخ هادي آل کاشف الغطاء.

وبعد وفاة والده وأخوين له يکبرانه، نهض المترجم بزعامة الأسرة القزوينية في الهندية أحسن نهوض. وکان مکثراً من النظم مجيداً، غزير العلم، أديباً واسع الاطلاع.

توفي سنة 1366 ه 1947 م وشيع جثمانه إلي مثواه الأخير في النجف الأشرف.

من أشهر شعره وأجوده قصيدة له يمدح فيها جده أميرالمؤمنين علياً عليه السلام يقول فيها:


يا لائميَّ تجنبا التفنيدا
فلقد تجنّبتُ الحسان الخودا


لکنني أصبحت مشغوف الحشي
في حب آل محمد معمودا


قوم أتي نص الکتاب بحبهم
فولاهم قد قارن التوحيدا


فلقد عقدت ولاي فيهم معلناً
بولاء حيدرة فکنت سعيدا


صنو النبي وصهره ووصيه
نصاً بفرض ولائه مشهودا


هو علة الإيجاد لولا شخصه
وعلاه ما کان الوجود وجودا

[صفحه 93]

قد کان للروح الأمين معلماً
لما تردد حائراً ترديدا


هو ذلک الشبح الذي في صفحة
العرش استبان لآدم مرصودا


هو جوهر النور الذي قد شامه
موسي بسينا فانثني رعديدا


ومذ انجلي بصر الخليل وشاهد ال
-ملکوت کان بحزبه معدودا


کم سر قدس غامض فيه انطوي
فلذاک فيه استيقنوا المعبودا


هو واجب هو ممکن هو أول
هو آخر قد حير الموجودا


يا جامع الأضداد في أوصافه
جلت صفاتک مبدأ ومعيدا


لم يفرض اللَّه الحجيج لبيته
لو لم تکن في بيته مولودا


للأنبيا في السر کنت معاضداً
ومع النبي محمد مشهودا


فلقتل جالوت وهتک جنوده
طالوت باسمک قد دعا داودا


ولکم نصرت محمداً بمواطن
فيها يعاف الوالد المولودا


من قدَّ عتبةَ وابن ود ومرحباً
والعبدرين[1] وشيبة ووليدا


ومن استهان قريش في بطحائها
وملکتهم- وهم الملوک- عبيدا


من ذلل العرب التي لولاه ما
ذلت وما ألوت لملک جيدا


من أبهر الأملاک في حملاته
ولمن تمدّح جبرئيل نشيدا


(لا سيف الا ذو الفقار ولا فتي
إلّا علي) حيث صاد الصيدا


من راح يتلو في قريش براءة
وسواه عنها قد غدا مطرودا


ومن اغتدي في فتح خيبر مقدما
وسواه کان الناکص الرعديدا


ولکم کفي اللَّه القتال بسيفه ال
إسلام يوم الخندق المشهودا

[صفحه 94]

أردي بها عمرو بن ود بضربة
قد شيدت دين الهدي تشييدا


أسني من القمرين کان وإنما
عميت عيون معانديه جحودا


نفسي الفداء له إماماً صابراً
فقضي جميع حياته مجهودا


في طاعة الرحمن أفني عمره
بل لم يزل في ذاته مکدودا


لم يلق من بعد النبي محمد
إلا الأذي والظلم والتنکيدا


حتي إذا انبعث الشقي وقد حکي
بعظيم جرأته شقي ثمودا


وافاه في المحراب صبحاً ساجداً
ولکم أطال إلي الإله سجودا


فاستل مرهفه وهد بحده
حصنا علي دين الهدي محدودا


فأصاب طلعته الشريفة خاضباً
منها کريمته دماً خنديدا


فهوي صريعاً ثم صلي قائلاً
قد فزت واللَّه العظيم سعيدا


أرداه والإيمان في محرابه
وأصاب من دين النبيِّ وريدا


في ليلة القدر التي قد شرفت
فيه خبا مصباحها الموقودا


تتنزل الأملاک فيها کلهم
وعليه کان سلامها تعديدا


جاءت تشيع جسمه وتعود في
النفس الزکية للإله صعودا


يا ليلة نادي الأمين بفجرها
قتل الوصيُّ أخو النبيُّ شهيدا


(قد هدمت واللَّه أرکان الهدي)
والعلم أمسي بابه مسدودا


والصوم من حزن عليه وجوبه
من حيث کان بشهره مفقودا


وأمضُّ ما يشجي النبي وقوعه
وله المدامع خددت أخدودا


فرح ابن آکلة الکبود بقتله
بشراً وأعلن في دمشقٍ عيدا


ذهب الذي أمسي شجيً في حلقه
وقذيً بعينيه فبات رغيدا


لهفي لآل محمد من بعده
مدوا الي سيف الضلال الجيدا[2] .

[صفحه 95]


صفحه 93، 94، 95.








  1. العبدرين: مرَّ التعريف بهم في ترجمة السيد جعفر الحلّي.
  2. البابليات: 3 ق 161:2.