كاظم سبتي











کاظم سبتي



(1258 ه- 1342 ه)

الشيخ کاظم بن الشيخ حسن بن علي بن سبتي، خطيبٌ شهير وعالمٌ فاضل أديب، ولد في النجف الأشرف سنة 1258 ه 1842 م من أسرة اصبح المترجم له باني مجدها اللاحق حيث تدرّج في سلّم العلم والفضيلة علي ايدي علماء عصره کالعلامة الشيخ محمد حسين الکاظمي والملاّ لطف اللَّه المازندراني وغيرهما اضافة الي رقيّه في فن الخطابة ملتحقاً بأحد مشاهير الذاکرين حتي أصبح ذا طريقة خاصة معروفة مشاراً اليه بالبنان لا يضاهيه أحدٌ من معاصريه في الأسلوب والأداء، مما اغني المنبر الحسيني ودفع به الي النضج والموضوعيّة، وهو الي جانب ذلک شاعرٌ متذوّق ممتلک لأدوات اللغة والتعبير مشارکٌ في النشاطات الاجتماعية والثقافيّة، توفي عام 1342 ه 1923 م. وله من قصيدة قوله:


خطبٌ ألمَّ برکن الدين فانهارا
أوري الغداةَ بقلب المصطفي نارا


فأيُّ حادثةٍ في الدين قد وقعت
فألبسته من الأشجان أطمارا


کرّت وقد شمّرت عن ساقها فرمت
فجدّلت بطلاً في الحرب کرارا


هذي المحاريب أين القائمون بها
والليلُ مرخٍ من الظلماء استارا


جار الزمانُ عليهم کم بهم ملأ ال
-دنيا مصاباً وکم أخلي لهم دارا


هذي منازلهم بعد الأنيس فلا
تري بها غير وحش القفر زوّارا

[صفحه 60]

أضحي المؤمل للجدوي يجيلُ بها
طرفاً وليس يري في الدار ديّارا


باللَّه يا راکباً حرفاً معوّدةً
طيَّ السباسبِ أنجاداً وأغوارا


يمم بها بمني من غالبٍ فئةً
وجوهها سطعت في الليل أقمارا


مطعامة الجدب إن کفٌّ به بخلت
وأُسرةُ الحرب إن نقعٌ لها ثارا


فأيُّ طود هديً من مجدکم مارا
وأيُّ بحر نديً من جودکم غارا


هذا عليٌّ أميرالمؤمنينَ لقيً
مضرجاً بدمٍ من رأسه فارا


قد حجّب الخسفُ بدراً منه مکتملاً
وغيّض الحتفُ بحراً منه تيارا


أودي ومن حوله للمسلمين تري
من دهشة الخطب إقبالاً وإدبارا


وافتْ اليه بنوه الغرُّ مسفرةً
عن أوجهٍ تملأ الظلماء أنوارا


تدعوه والعين عبري تستهلُّ دماً
والحزن أجّج في أحشائها نارا


يا نيّراً غاب عن أفق الهدي فأري
أفق الهدي لا يري للصبح اسفارا


أبکيک في الجدب مطعاماً سواغبها
وفي لظي الحرب مقداماً ومغوارا


فلا أري بعد حامي الجار من أحدٍ
يجيرنا من صروف الدهر لو جارا


فلا بدا بعده بدرٌ ولا طلعت
شمسٌ ولا فلکٌ في أفقها دارا

[صفحه 61]


صفحه 60، 61.