ابوبکر بن شهاب
السيد أبوبکر بن شهاب العلوي الحسيني الخضرمي، عالمٌ فاضل وأديب شاعر، ولد في حضرموت اليمن عام 1262 ه 1846 م ونشأ فيها وتلقي علومه في حواضرها واشتغل بالتأليف منذ فتوّته وله مصنفات مأثورة في مختلف العلوم وله ايضاً ديوان شعر کبير قسمٌ منه في مدائح أهل البيت عليهم السلام ومراثيهم، توفي في الهند عام 1341 ه 1922 م. وله من قصيدة اسماها (النبأ اليقين في مدح أميرالمؤمنين علي عليه السلام): علي أخو المختار ناصر دينه وأعلم أهل الدين بعد ابن عمه وأوسعهم حلماً وأعظمهم تقي وأولهم وهو الصبي اجابة فکل امرئ من سابقي امة الهدي أبي الحسن الکرار في کل مأقطٍ فتي سمته سمت النبي وما انتقي فدت نفسه نفس الرسول بليلة له فتکات يوم بدر بها انثنت سقي عتبة کاس الحتوف وجرّع ال [صفحه 57] وفي أحد أبلي تجاه ابن عمه بعزم سماويٍ ونفسٍ تعودت أذاق الردي فيها ابن عثمان طلحة وعمرو بن ود يوم أقحم طرفه دنا ثم نادي القوم هل من مبارزٍ تحدَّي کماة المسلمين فلم تجب فناجزه من لا يروع جنانه وعاجله من ذي الفقار بضربةٍ وکم غيرها من غمة کان عصبه به في حنين أيَّد اللَّه حزبه سل العرب طراً عن مواقف بأسه وناشد قريشاً من أطلَّ دماءَها أجنَّت له الحقد الدفين وأظهرت ولما قضي المختار نحباً تنفّست أقامت ملياً ثم قامت ببغيها قد اجتهدت قالوا وهذا اجتهادها أليس لها في قتل عمَّار عبرة أليس بخمٍّ عزمة اللَّه أمضيت بها قام خير المرسلين مبلغاً هو العروة الوثقي التي کل مَن بها أما حبه حب النبي محمد [صفحه 58] شمائل مطبوع عليها کأنها حنانيک مولي المؤمنين وسيد ال فلي قلب متبول ونفس تدلَّهت وداد تمشّي في جميع جوارحي متي تنقضي أيام سجني وغربتي وهل لي إلي ساح الغريين زورة إذا جئتها حرمت ظهر مطيتي واني علي نأي الديار وبينها منوط بها ملحوظ عين ولائها اليک أباالريحانتين مديحة [صفحه 59]
(1262 ه- 1341 ه)
وملّته يعسوبها وإمامها
بأحکامه من حلّها وحرامها
وأزهدهم في جاهها وحطامها
إلي دعوة الإسلام حال قيامها
¸¸¸ان جلَّ قدرا مقتد بغلامها
مبدد شوس الشرک نقّاف هامها
مواخاته إلا لعظم مقامها
سري المصطفي مستخفياً في ظلامها
صناديد حرب أدبرت في انهزامها
-وليد ابنه بالسيف مرّ زؤامها
وفلّ صفوف الکفر بعد التئامها
مساورة الأبطال قبل احتلامها
أمير لواء الشرک غرب حسامها
مدي هوَّة لم يخش عقبي ارتطامها
ومن لسبنتي عامر وهمامها
کأن الکماة استغرقت في منامها
إذا اشتبَّت الهيجاء لفح ضرامها
بها آذنت أنفاسه بانصرامها
مبدّد غماها وجالي قتامها
وقد روَّعت أرکانه بانهدامها
تجبک عراقاها ونازح شامها
وهدَّ ذري ساداتها وکرامها
له الودَّ في اسلامها وسلامها
نفوس کثيرٍ رغبة في انتقامها
طوائف تلقي بعد شرّ أثامها
لجمع قوي الإسلام أم لانقسامها
ومزدجر عن غيها واجترامها
الي الناس إنذاراً بمنع اختصامها
عن اللَّه أمراً جازماً بالتزامها
تمسک لا يعروه خوف انفصامها
بلي وهما واللَّه أزکي أنامها
سجايا أخيه المصطفي بتمامها
-منيبين والساقي بدار سلامها
بحبک يا مولاي قبل فطامها
وخامرها حتي سري في عظامها
وتنحل روحي من عقال اغتمامها
لأستاف رياً رندها وبشامها
وحرّرتها من رحلها وخطامها
وصدع الليالي شعبنا واحتکامها
قريب اليها مرتوٍ من مدامها
بعلياک تعلو لا بحسن انسجامها
صفحه 57، 58، 59.