عباس محمود العقاد











عباس محمود العقاد



«... وإنّک لتنحدر مع أقاب الذرية في الطالبيين أبناء عليّ والزَّهراء مائة سنة ومائتي سنة وأربعمائة سنة، ثم يبرز لک رجل من رجالها فيخيَّل إليک أنَّ هذا الزَّمن الطويل لم يبعد قط بين الفرع وأصله في الخصال والعادات، کأنَّما هو بعد أيّام معدودات لابعد المئات وراء المئات من السِّنين، ولا تلبث أن تهتف عجباً: إنَّ هذه لصفات علويَّة لا شک فيها، لأنَّک تسمع الرَّجل منهم يتکلَّم ويجيب من کلِّمه، وتراه يعمل ويجزي من عمل له، فلا يخطئ في کلامه، ولا في عمله، تلک الشجاعة والصَّراحة، ولا ذلک الذکاء والبلاغ المسکت، ولا تلک اللوازم التي اشتهر بها علي وآله وتجمعها في کلمتين اثنتين تدلان عليها أو في دلالة وهما: (الفروسيَّة الرِّياضية(.

طبع صريح، ولسان فصيح، ومتانة في الاسر يستوي فيها الخلق والخلق، ونخوة لا تبالي ما يفوتها من النفع إذا هي استقامت علي سنَّة المروءة والإباء».