مصطفي الكاشاني











مصطفي الکاشاني



(1268 ه- 1336 ه)

السيد مصطفي ابن السيد حسين ابن المير محمد علي ابن محمد رضا، ينتهي نسبه الي الإمام الحسين السبط عليه السلام، عالمٌ فاضلٌ شاعر.

ولد في کاشان، وعند بلوغه السابعة شغف بتحصيل علوم الدين فکان ينزوي من أجل أن يقرأ. وفي سن العشرين ارتحل الي أصفهان عندما کانت مرکز العلم فمکث فيها أربع سنوات درس خلالها الفقه والأصول والعلوم العقلية، وکان يلقي الدروس علي طلاب حوزته العلمية حتي عام 1312 ه 1894 م حيث غادر عندها إلي النجف الأشرف التي مکث فيها حتي رمضان من السنة التالية 1313 ه 1895 م، فحج بيت اللَّه الحرام ثم عاد إلي النجف واتخذها مقرّا يلقي الدرس ويتم التصانيف التي شرع فيها في أصفهان.

ولما احتل الانجليز البصرة عام 1332 ه 1914 م التهب غيرة إسلامية فاتفق مع جمع من أعلام النجف وذهبوا للدفاع عن البصرة واستقام في ساحة الحرب في العمارة والقرنة عدة أشهر زعيما للمجاهدين، ولطول مدة مکوثه ورداءة ماء المنطقة مرض مرضا شديداً اضطره للعودة إلي النجف في أواخر عام 1333 ه 1915 م، وبقي يعالج نفسه حتي أوائل عام 1334 ه 1916 م، حيث وصلت أنباء تضعضع المجاهدين فقرر وجماعة من العلماء الذهاب إلي الکاظميين ومنها إلي ساحة الحرب التي کانت يومذاک في العمارة، وما إن وصل

[صفحه 52]

الکاظميين حتي اشتدّ عليه مرضه فبقي يعالجه حتي وفاته عام 1336 ه 1918 م، ترک عدّة مؤلفات قيّمة، ودفن في الرکن الجنوبي الغربي للإمامين عليهماالسلام.

وله يمدح الإمام علياً عليه السلام قوله:


شمت برق الحمي وآنست ناراً
فاحبسا العيس کي نحيِّي الديارا


فذکرت الحمي ومعهد أنسي
والشذا من نَسيمه أسحار


خل عنک النسيب يا صاح کم ذا
¸¸¸ذکر الحي والحمي والديارا


وحِزِ الفخر والعلي بعليٍّ
واقضيَنْ في مديحه الأوطارا


هو صهر الرسول بل نفسه مَن
طاب نفساً ومحتداً وفخارا


وابن عم له أخوه أبومن
بهمُ عالم الکيان استنارا


ومنها:


أنت مولي الوري بما نص خير ال
-رسْل يوم الغدير فيک جهارا


إلي أن يقول:


ليس فوق النبي غير إلهٍ
خالق الخلق رفعة وافتخارا


وعلي کتفه ارتقيت يقينا
فلذا لبُّ من غلا فيک حارا


ملأ الخافقين فضلک حتي
لم يجد مبغض له إنکارا


وله من أخري فيه:


أشمس أفق تبدت أم محياکِ
والمسک قد ضاع لي أم نشر رياکِ


سللت سيفاً علي العشاق منصلتاً
من جفن طرف سقيم منک فتاکِ


کذي فقار علي يوم سُلَّ علي
أصحاب بغي والحاد وإشراک


مولي الأنام الذي طافت بحضرته
کرام رُسْل أولي عزم وأملاک

[صفحه 53]

وفيها يشير إلي شفاء عينيه:


يا نفس لوذي بقبر الطهر لاجئة
فإنه في صروف الدهر ملجاک


کما شفي اللَّه من عينيک سقمهما
من کل هول من الأهوال نجاک


وله من إحدي قصائده السبع التي مدح بها الإمام علياً عليه السلام عند شفاء عينيه من الرمد الطويل جاء فيها قوله:


شَفَيتَ من رمد عيني القريحة إذ
رقت قلوب قست مما أقاسيهِ


مالاذ ذو عاهة قط بتربته
إلا ومن جملة العاهات يشفيه


ولا لجا قط مکروب بسدته
إلا ومن کربات الدهر ينجيه


وعبده المصطفي يرجو شفاعته
في الحشر وهو من الأهوال کافيه


ومن قصيدته الرابعة قوله:


لهم ضمنت بذا فاللَّه يجعلنا
من العبيد لکم يا موفي الذمم


لولا شفاؤک سقما حل في بصري
ما کان شمليَ في الدنيا بملتئم

[صفحه 54]


صفحه 52، 53، 54.