مصطفي الکاشاني
السيد مصطفي ابن السيد حسين ابن المير محمد علي ابن محمد رضا، ينتهي نسبه الي الإمام الحسين السبط عليه السلام، عالمٌ فاضلٌ شاعر. ولد في کاشان، وعند بلوغه السابعة شغف بتحصيل علوم الدين فکان ينزوي من أجل أن يقرأ. وفي سن العشرين ارتحل الي أصفهان عندما کانت مرکز العلم فمکث فيها أربع سنوات درس خلالها الفقه والأصول والعلوم العقلية، وکان يلقي الدروس علي طلاب حوزته العلمية حتي عام 1312 ه 1894 م حيث غادر عندها إلي النجف الأشرف التي مکث فيها حتي رمضان من السنة التالية 1313 ه 1895 م، فحج بيت اللَّه الحرام ثم عاد إلي النجف واتخذها مقرّا يلقي الدرس ويتم التصانيف التي شرع فيها في أصفهان. ولما احتل الانجليز البصرة عام 1332 ه 1914 م التهب غيرة إسلامية فاتفق مع جمع من أعلام النجف وذهبوا للدفاع عن البصرة واستقام في ساحة الحرب في العمارة والقرنة عدة أشهر زعيما للمجاهدين، ولطول مدة مکوثه ورداءة ماء المنطقة مرض مرضا شديداً اضطره للعودة إلي النجف في أواخر عام 1333 ه 1915 م، وبقي يعالج نفسه حتي أوائل عام 1334 ه 1916 م، حيث وصلت أنباء تضعضع المجاهدين فقرر وجماعة من العلماء الذهاب إلي الکاظميين ومنها إلي ساحة الحرب التي کانت يومذاک في العمارة، وما إن وصل [صفحه 52] الکاظميين حتي اشتدّ عليه مرضه فبقي يعالجه حتي وفاته عام 1336 ه 1918 م، ترک عدّة مؤلفات قيّمة، ودفن في الرکن الجنوبي الغربي للإمامين عليهماالسلام. وله يمدح الإمام علياً عليه السلام قوله: شمت برق الحمي وآنست ناراً فذکرت الحمي ومعهد أنسي خل عنک النسيب يا صاح کم ذا وحِزِ الفخر والعلي بعليٍّ هو صهر الرسول بل نفسه مَن وابن عم له أخوه أبومن ومنها: أنت مولي الوري بما نص خير ال إلي أن يقول: ليس فوق النبي غير إلهٍ وعلي کتفه ارتقيت يقينا ملأ الخافقين فضلک حتي وله من أخري فيه: أشمس أفق تبدت أم محياکِ سللت سيفاً علي العشاق منصلتاً کذي فقار علي يوم سُلَّ علي مولي الأنام الذي طافت بحضرته [صفحه 53] وفيها يشير إلي شفاء عينيه: يا نفس لوذي بقبر الطهر لاجئة کما شفي اللَّه من عينيک سقمهما وله من إحدي قصائده السبع التي مدح بها الإمام علياً عليه السلام عند شفاء عينيه من الرمد الطويل جاء فيها قوله: شَفَيتَ من رمد عيني القريحة إذ مالاذ ذو عاهة قط بتربته ولا لجا قط مکروب بسدته وعبده المصطفي يرجو شفاعته ومن قصيدته الرابعة قوله: لهم ضمنت بذا فاللَّه يجعلنا لولا شفاؤک سقما حل في بصري [صفحه 54]
(1268 ه- 1336 ه)
فاحبسا العيس کي نحيِّي الديارا
والشذا من نَسيمه أسحار
¸¸¸ذکر الحي والحمي والديارا
واقضيَنْ في مديحه الأوطارا
طاب نفساً ومحتداً وفخارا
بهمُ عالم الکيان استنارا
-رسْل يوم الغدير فيک جهارا
خالق الخلق رفعة وافتخارا
فلذا لبُّ من غلا فيک حارا
لم يجد مبغض له إنکارا
والمسک قد ضاع لي أم نشر رياکِ
من جفن طرف سقيم منک فتاکِ
أصحاب بغي والحاد وإشراک
کرام رُسْل أولي عزم وأملاک
فإنه في صروف الدهر ملجاک
من کل هول من الأهوال نجاک
رقت قلوب قست مما أقاسيهِ
إلا ومن جملة العاهات يشفيه
إلا ومن کربات الدهر ينجيه
في الحشر وهو من الأهوال کافيه
من العبيد لکم يا موفي الذمم
ما کان شمليَ في الدنيا بملتئم
صفحه 52، 53، 54.