محمد سعيد الحبوبي
السيد محمد سعيد ابن السيد محمود ابن السيد قاسم الحبوبي ، عالم شهير وشاعر کبير ومجاهد معروف. ولد في الحُوَيش / النجف الأشرف في 1266 ه / 1849 م. حفظ القرآن الکريم عن ظهر قلب وهو لمّا يزل طفلاً ، ثم درس الأدب ومقدمات العربية علي خاله الشيخ عباس الأعسم أحد أدباء وفضلاء ذلک العصر. هاجر إلي نجد ليلحق بأبيه الذي أستقر هناک لشؤون تجارته ، فانشغل مع والده في التجارة وما تبقي من يومه بعد إتمام عمله کان يقضيه في تعلم فنون الفروسية والقتال إضافة إلي استمراره في قراءة کتب الأدب والمنطق والحکمة والفقه حيث کان والده قد جلبها معه من النجف الأشرف، ممّا صقل شاعريته المبکرة. عاد إلي النجف الأشرف عام 1284 ه / 1867 م وکان دون العشرين عاماً ، التحق إثرها بأندية الأدب فتلقفته المحافل ورددت قصائده وموشحاته عقدين من السنين. لکنه قرر في العام 1304 ه / 1887 م أن ينصرف عن الشعر إلي الفقه فينغمس في دراسته ، فقد تتلمذ علي جملة من کبار العلماء منهم: الشيخ محمد حسين الکاظمي ، والشيخ محمد الشربياني ، والشيخ رضا الهمداني ، والشيخ موسي شرارة ، لکن انقطاعه کان للشيخ محمد طه نجف أحد کبار الفقهاء يومذاک وصاحب الطريقة الحديثة في التدريس حتي خاطبه بقوله: [صفحه 47] أبنت مدارک الأحکام حتي وقد درس الأخلاق والتصوف والرياضيات علي الملا حسين قلي. وکانت له زمالة مع السيد جمال الدين الأفغاني. أما جهاده ضد الإنگليز فهو أشهر من أن يکتب عنه ، توفي في العام 1333 ه / 1915 م. قال في تخميس بيتين للشيخ حسن زاير دهام: بعيشک، ان ناجت سراک النواجيا ألا أيها الوادي أُجلک واديا إمام هديً، عمَّ البرية عدله فانت- وحق المرتجي فيک فضله- حقيق لک الفخر الذي ليس مثله وقال أيضاً في تخميس أربعة أبيات للشيخ حسن زاير دهام: وهادي رشاد يقتفي الحق إثره فقل لامرئٍ (لم يشرح اللَّه صدره) سبيل (عليّ) شرّف اللَّه قدره فما نفحات الرند من نفحاته وکم فاح بالمعتل من نسماته يضوع عبيق المسک من حجراته [صفحه 48] خصيب ووجه الأرض ينصاح مجدبا ومذ شمت برقا لم يکن منه خلبا أنخت بجنبيه رکائب شزّبا أما وأريج في شذي عرفه الشذي لئن کان حبي من شظي النار منقذي فکم في حماه يحتمي العاثر الذي [صفحه 49]
(1266 ه- 1333 ه)
أبنت لنا اللباب من القشور
فعرج علي وادي (الغري) مناديا
أقام بواد فاخر الشهبَ رمله
فلا الفلک الأعلي يساويک مفخرا
أبان سبيلاً يعبق الطيب نشره
سبيل (عليّ) طيب العبقان
إذا نفحت بالطيب ست جهاته
کما ضاع نشراً نابت العلجان
وينجح إن لم ينجح السعي مطلبا
فعدن سماناً، وانقلبت کسلطان
ومرقد سرٍ ما مشي فيه محتذي
ألمّت خطاياه عليه بنيران
صفحه 47، 48، 49.