مرثية صعصعة بن صوحان
ألا من لي بانسک يا اُخَيّا [صفحه 422] طوتک خطوب دهر قد توتي فلو نثرت قواک الي المنايا بکيتک يا علي بدَرِّ عيني کفي حزناً بدفنک ثم اني وکانت في حياتک لي عضاة فيا أسفي عليک وطول شوقي وانتظم الإيمان، فعليک مني أفضل الصلاة والسلام، بک اشتد ظهر المؤمنين، واتضحت أعلام السبل، وأقمت السنن، وما جُمِعتْ لأحدٍ مناقبک وخصالک، سبقت إلي إجابة النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم مقدماً مؤثراً، وسارعت إلي نصرته، ووقيته بنفسک، ورميت بسيفک ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم اللَّه بک کل ذي بأس شديد، وذلّ بک کل جبّار عنيد، وهدم بک حصون أهل الشرک والکفر والعدوان والردي، وقتل بک أهل الضلال من العدي، فهنيئاً لک يا أمير المؤمنين، کنت أقرب الناس من رسول اللَّه قربي، وأولهم سلماً، وأکثرهم علماً وفهماً، فهنيئاً لک يا أباالحسن، لقد شرّف اللَّه مقامک، کنت أقرب الناس إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم نسباً وأولهم إسلاماً، وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الحير نصيباً. قال صعصعة بن صوحان: الولي التقي، الجواد الحيي، الحليم الوفي، الکريم الخفي، المانع بسيفه، الجواد بکفه، الوري زنده، الکثير وفده، الذي هو من ضئضئي أشراف أمجاد ليس بأقعاد ولا أنکاد، ليس في أمره ولا في قوله فند، ليس بالطايش النزق، ولا بالرايث المذق، کريم الابناء، شريف الآباء، حسن البلاء، ثاقب السناء، مجرب مشهور، وشجاع مذکور، زاهد في الدنيا، راغب في الآخرة. [صفحه 423]
ذکر ابن ابي الحديد ان صعصعة بن صوحان العبدي رثا أميرالمؤمنين علياً عليه السلام بهذه الأبيات:
ومن لي ان ابثک ما لديّا؟
لذاک خطوبة نشراً وطيا
شکوت اليک ما صنعت اليا
فلم يفن البکاء عليک شيا
نفضت تراب قبرک من يديا
وانت اليوم اوعظ منک حيا
ألّا لَو أنّ ذلک ردَّ شيا
صفحه 422، 423.