حبيب محمود
الاستاذ حبيب آل محمود القديحي، شاعرٌ أديب ولد في القطيف عام 1388 ه 1968 م، ونشأ وترعرع فيها متأثّراً بأجوائها الثقافيّة والأدبيّة حيث اکمل شوطاً من دراسته وهو في غمار ذلک يحرص علي القراءة الذاتية والتثقيف الشخصي فترعرعت فيه الملکة ونضجت يساعده في ذلک شغفه بالتراث ثم المعاصرة، ويوجّهه استاذه الأديب السيد حسن ابوالرحي الذي يعترف له بأبوته الأدبيّة ورعايته، وهو يواصل الآن نشاطه الأدبي في الاحتفالات والمنتديات، وله اکثر من مؤلّف مخطوط في الشعر وغيره. وله من قصيدة: أتيتُک في إثر القوافي النواضرِ أعرني من معناکَ ومضةَ بارقٍ فقد جفّ في کفي اليراعُ وشط بي وبت وأسفار اللُّغي بين واردٍ معادُ معانٍ لا يبل بها الصدي فکيف أغني والشحاريرُ لم تدعْ تساميتَ عن هذي وتلک محلّقاً فيا مبدأً لم يتّئد لمساومٍ [صفحه 410] ويا سورة من محکم الخلد آيُها عجبتُ لقومٍ زايلوک ضلالةً وزجّوا بها زجاً لقومٍ لو انتهوا فکيف... وقد کنتَ الوصيَّ وکلُّهم علي غُرّ آياتٍ تغنّت صريحةً وکنت- وقولي فيک تحصيل حاصل - وتاريخ بذلٍ لا يُنافسه المدي وکفاً کست عاري العقيدة بالظُّبا ولکنه «تدبيرُ ليلٍ» تألّبت تولاه منهم جاهلون تلاعبوا فللّه ما أحلاک في بردة الأسي فلمّا تأنّتْ واستمالک ضرعها فباتت علي کتفيک مملکةُ الوري لم تلق بالاً في بنيها بأنهمْ لتشرق فجراً في نفوسٍ کبت بها فسجّلتَ في صفحات عمرک سيرةً فللّهِ ما أبهي محيَّاک مشرقاً وکيف... وقد غذَّاک منهل أحمدٍ فربّيتَ نفساً ما اشرأبّت لبارقٍ إلي أن طوت سفر الحياة وأغمضت [صفحه 411] فعِش يا أباالسبطين في کنف المدي وشمس هُديً لا يبلغُ الدهر شأوُها وأمثولةً في موکبِ المجدِ غضةً طواها خِضَمُّ الدهر في معجم الرّدي [صفحه 412]
(1388 ه-...)
فهل في جداکم فيضُ إلهام شاعرِ
وهبني من ريَّاک نفثةَ ثائرِ
خيالي وتاهتْ في مداک خواطري
وآخر لا يغني عن الرِّيِ صادر
وسفسطةٌ في نافر بعد نافرِ
لمثلي لحناً عبقريّ التواتُر
بقدسک عن مستورِها والسّوافر
ويا همةً لم تنقطع لمساير
تراقص إرغاماً لکل مناظر
فعاثوا بدين اللَّه عيث مخاطر
لغايتهم ما عدلوا ريش طائرِ
عليمٌ بخمّ والوصايا العواطر
بکلّ سنيٍّ من خلالِکَ ظاهرِ
کتاباً تهادي کلّ سطرٍ بساحر
وليسَ يداني حمده شکر شاکرِ
وکانت لها أحمي حميٍّ وخافرِ
عليه قلوبٌ زائغات البصائر
بقدرک، شأن الحاقد المتناحر
وقد قرنوا قرماً لتلک النظائر
تساميت عنها، غير عابٍ بزاجر
وکفّک منها صافرٌ أيّ صافر
ذوو شرفٍ سامٍ وآخرَ صاغرِ
صروف الليالي في ضباب المصائر
تبزُّ شُعاع الصبحِ، لاح لساهر
تخايل في مغناک حلو المفاخر
نميراً من العلياء عذبَ المصادر
ولم تَتَجنَّبْ غير ذامِ المعاير
عيون إباءٍ، ما استهامت بساحرِ
سجلّ خلودٍ رائعِ المتن ظاهرِ
ويسقط عن إدراکها کلَّ طائرِ
تفسّر للأجيال آيَ المفاخرِ
ولکنّها لمّا تزل في الضمائر
صفحه 410، 411، 412.