جاسم محمد الصحيح











جاسم محمد الصحيح



(1384 ه-...)

الاستاذ جاسم بن محمد بن أحمد الصحيح، شاعر أديب ولد في السعوديّة الأحساء عام 1384 ه 1964 م وانهي دراسته في بلده حتي حصل علي بکالوريوس هندسة ليعمل موظفاً بشرکة النفط، نظم الشعر منذ فتوّته متأثراً بشعراء بلده والآخرين من البلدان العربيّة، وشعره حسن السبک وقد صدر له ديوان بعنوان: ظلّي خليفتي عليکم. وما زال يواصل مشواره الأدبي الثقافي من خلال مشارکته في المنتديات والاحتفالات، حيث يعدُّ من طليعة الشعراء الشباب في منطقته الأحساء.

وله من قصيدة عنوانها: هَدْهِدْ لَظَاکَ:


هَدْهِدْ لَظاک.. إلي متي الغليان!!!
حُمَّتْ بِوهج جراحک الأزمان


وتفجّر التاريخُ باسمک ثورةً
تجري وراء رکابها النيران


غضبان تقتحم العصور کأنّما
يرميک من أحشائه برکان


وأنا وراءک شعلةٌ أبديّة
في صدرها يتألَّقُ الإيمان


أختالُ في النار الّتي کتبت علي
عينيَّ، أنّک للقلوب جنان


وأذوبُ في القبس المطرَّز جمره
بهواک حيث يقدَّس الذوبان


يا حاطم الأوثانِ إنَّ حطامها
اتحدت قواه وعادت الأوثان


عادت ويا للويل أيّة عودة
في خطوها تتأنّق الأضغان

[صفحه 395]

ورسالة النور التي انطلقت علي
کفَّيک تاه بمدّها العنوان


وبقيت أنت هواجساً قدسيّةً
تشتاق لو غمر الحياة أمان


تتواثب الأکفان فيک وان تکن
نسجت لغير جلالک الأکفان


وتهزّک الأرض التي يقتادها
ظلمٌ فلا يتمرَّد الدوران


إيهٍ أمير المتعبين... إلي متي
تبقي، وهمُّ ضميرک الإنسان


ما زال يربطک الشقاء بأهله
عبر الهوي، ويشدُّک الحرمان


أدمنت في عشق السماء کرامةً
للأرض... بورک ذلک الإدمان


وفتحت صدرک للشجونِ... وحسبُها
ما عانقته بصدرک الأشجانُ


هي صرخةُ النور استفاق سعيرها
في جانحيک فثارت الألحان


وتوثّبتْ فإذا الحياة ينيرها
نبضٌ بروحک مبدعٌ فنَّانُ


ألقي عليَّ ظلاله فتردّدت
بخطوطي الفرشاةُ والألوان


وعلي انتفاضات التحرُّر في دمي
عکفت تقيم طقوسه الأوطان


وتنفَّس المستضعفون فزجَّ بي
مابين أوردة اللظي طوفان


واهتزَّ في وکر الحروف علي فمي
نسرٌ وهرولَ في دماي حِصَانُ


يا سيِّدي... أيهزُّ سمعک صادحٌ
بالشعر يزعم أنّهُ کروانُ؟!


أتطيبُ نفسکَ حين يورِقُ مجمرٌ
بالمدح فيک وينتشي فنجانُ؟!


حاشاک إنّک ما انطلقت قوادماً
نوراء کي يزهو بک الطيران


لکن لتسکبَ في الشموس صفائک ال
أزليَّ حين يعوزُها اللمعان


حاشاک إنّک ما انهمرت مواهباً
روحيَّةً ليحوطک العرفان


لکن لتشربک النفوس فيرتوي
فيها الحمام ويظمأُ الثعبان

[صفحه 396]

يا سيّدي.. وکأنَّما انسلخ المدي
ممّا غرستَ، وأجهضَ الوِجدانُ


هذي الحقيقة لا تزال عروقها
ظمآي يکادُ يعقُّها الخفقانُ


وتکاد تُتَّهم الورود بحسنها
والنخل بالکرم الأبيِّ يدان


يا سيّدي... هدهد لظاک فلم يکن
ليذيب من آلامنا الغليان


ما دام يشجيک (ابن آدم) إن شکا
ألماً وصودر من يديه حنانُ


يا سيّدي... والشعر أصلب ساعداً
من أن تکتّف عزمه الأثمان


الشعر أبعد في انطلاقه روحه
من أن تحاصر أفقه القضبانُ


الشعرُ أنت أبوهُ في شرع الهوي
ومتي استساغ عقوقک الولدانُ؟!!


الشعر ما برحت تؤجُّ عروقه
بدماک حيث ترعرع القرآن


والمتعبون أمانةٌ أودعتها
بضميره وسيخسأُ الخوّانُ


ستموت في الميلاد کلُّ قصيدةِ
لم يکسُها بشقائِه عريانُ


ستموت في الميلاد کلُّ قصيدةٍ
لم يرتجفْ في عُمْقِها جوعانُ

[صفحه 397]


صفحه 395، 396، 397.