حسين الجامع
الاستاذ حسين بن حسن الجامع القطيفي شاعر أديب، ولد في بلده القطيف السعودية عام 1384 ه 1964 م ودرس في مدارسها ثم التحق بالجامعة فحصل علي بکالوريوس زراعة عام 1408 ه ثم عمل مدرّساً، قرض الشعر في سن مبکّرة علي عادة غيره من الشعراء، وکثير من شعره في المناسبات الدينيّة والاجتماعيّة والرسميّة وله مجموعة مطبوعة واحدة وما يزال يواصل شوطه الادبي مشارکاً في المنتديات والملتقيات في بلده. وله من قصيدة البيعة الکبري قوله: صدي خطوات سري في الأثير وعاد ليروي لنا قصة عشية عاد رسول الهدي وقد جاءه الوحي من ربه فأوقف من کان في رکبه وأعلمهم أمر باري الوري وجاء له حينها الصاحبان ولکن لعمرک ماذا جري ويوم السقيفة ما شأنه؟ [صفحه 390] حنانيک أسدل عليها الستار أباحسنٍ يا نجيَّ الهدي ويا صارماً شقَّ جنح الدجي ويا نفس أحمد دون الوري رأينا سواک أخا يومِهِ ربأت بنفسک عن إمرةٍ وبايعت کرهاً وقد ضيَّعوک أباحسنٍ يا نشيد الفداء لأنت السبيل لدار الخلود وأنت الملاذ لنا في الحياة وأنت المؤمَّل في النائبات وحبُّک يسري بأعراقنا وباسمک نهتف لا ننثني ومرقدک الفذُّ لمَّا يزلْ وقبة قبرک ملجا الوري وله من اخري عنوانها يا أباالأمة قوله: يا أباالأمة شوقاً وسلاماً أيها الغارق في عشق الهدي أيها الباذل نفساً حرةً أنت والحق کيانٌ شامخُ [صفحه 391] وحکمت الناس في شرعته ونشرت العدل يا رائده کنت للأيتام ظلاً وارفاً ولقد کنت لمن أرعبهم کنت تأتيهم وقد نام الوري وبجنح الليل يا راهبه أيها الکرارُ يا ملحمة أنت من ربِّک حقاً غضبةٌ بحسام في يدٍ فاتکةٍ کنت طوداً والوغي ملتهبٌ کم هِزَبْرٍ خُشِيَت سطوته فإذا ما وضعت أوزارها لک في کل بلاءٍ آيةٌ فهي کالشمس بدت ساطعةً أيُّ حربٍ خاضها الحق فلم أببدر الدين يا فارسها أم بأحدٍ حين فرَّت عُصبةُ فأقمت السيف في أعدائه لم تدع بيتاً بلا نائحةٍ اما الثالثة وعنوانها بکائية النجف فمنها قوله: [صفحه 392] الکونُ مضطربٌ تنتابه الظلمُ والدِّينُ قد فُصِمت للحشر عروته ولليتامي عويلٌ بعد کافلها وذي المحاريبُ لا تنفکُّ ذاهلة وللأذان نشيجٌ بعد عاشقِه وذي الملائکُ تنعي في صوامعها وجبرئيلُ له نوحٌ وتعزية فما الذي حلَّ في الدنيا وطبَّقها لا! لم تزلزل ولکن راعها حدث خطبٌ له ظلَّتِ الألبابُ حائرة رزءُ الوصيِّ وهل رزءٌ يشابهه؟ أليس حيدرة نفس الرسول ومن أليس حيدرة مصداق دعوته أليس حيدرة باب العلوم ومن في ومن به اللَّه جلَّي کُلَّ غاشيةٍ ومن به اللَّه باها في السما شرفاً يامن بحبِّ علي قلبه ثملٌ عرِّج علي النجف السامي فإنه به فإن بلغت الحمي فاخضع لديه وقل: حتي متي نتلظّي حسرةً وأسيً [صفحه 393] فکم سُقينا- ولم نصبر لها- غُصصاً بفقدنا في السنين العجفِ قادتَنا وحوزة النجف الغرّاء مُذْ عرفت من أجلکم بنيتْ، من علمکم نهلتْ ولم تکن زمرةُ الأنذال غافِلةً سجنٌ وقتلُ وتشريدٌ وتصفيةٌ وفي ظروفٍ توالت وهي مبهمةٌ فسل عِراق الردي ما ذنبهم فله [صفحه 394]
(1384 ه-...)
أعاد لنا ذکريات الغديرْ
علي مسرح البرِّ وقت الهجير
من الحج يتلوه جمع غفير
بآية «بلّغ» بشأن الأمير
ومن سار منهم بذاک القفير
فبايع صنوَ النبي الحضور
يزفانها بيعة للوزير!!
بعيد وفاة البشير النذير؟!
وما منع المرتضي أن يثور؟
فقد نسي القوم يوم الغدير!!
ويا علماً خلَّدته الدهور
فشيَّد دين العزيز القدير
ويا عالما بالکتاب المنير
ووحدک حلقت فوق النسور
وقد حلق القوم حول السرير
وسلَّمتَ إذ لم تجد من نصير
ويا تمتمات بثغر الصغير
وغيرک يهدي لنار السعير
وعند الممات وعند النشور
وأنت الظلال بلفحٍ الهجير
نشب عليه حناناً طهور
فذکرک فيه شفاء الصدور
يلوذ به خائفٌ مستجير
تعالت فليس لها من نظير
أيها الرافع للمبدأ هاما
ذبت في اللَّه اشتياقاً وهياما
في رضا المختار راحت تتسامي
قد تجلَّي فيک بدءاً وختاما
تتبنَّاه مقالاً ونظاما
ليعيش الناس أمناً وسلاما
ولذا عاشوا بمغناک کراما
شبح الفقر ملاذاً ودعاما
بجراب الزاد يا غوث اليتامي
رحت تحييه دعاءً وقياما
في سبيل اللَّه عزماً وحُساما
صبَّها اللَّه علي الکفر انتقاما
قطَّرت شفرته الموت الزؤاما
تتلقَّاه نبالاً وسهاما
رحت ترديه علي الرغم رغاما
نزل الوحي ليزجيک وساما
أيها الآيةُ تعطيک مقاما
لجميع الناس إلّا من تعامي
تَکُ في عرصتها الفرد الهماما
حين أفنيت بها الشرک حماما؟!
عن رسول اللَّه خوفاً وانهزاما؟!
وعن المختار بدَّدْتَ الظلاما
من بيوت الشرک يندبن الرِّماما
والناسُ في وحشةٍ يجتاحها الألم
ومدمع العدل والتوحيد منسجم
وذي المساکين في أحشائها ضرم
وکيف لا وعليها قد أُريقَ دم
وللتلاوة حزنٌ قاتلٌ عرم
والعرشُ منتحبُ واللوحُ والقلمُ
سَدَّ الفضاء بها في طيِّها قسم
أزُلزِلَتْ أم عليها حلَّتِ النقمُ؟
تدکدکت للثري من وقعِه القمم
وفي اللهاةِ ثوتْ من حوله الکلم
ففيه أُرديَ طه المصطفي العلمُ
وقَّاه بالنفس والأعداء تزدحِم؟!
منهاج حکمته والمنهل الشبمُ؟!
صدره يزدهي التشريع والحِکَم؟!
عن النبيِّ وقد ريعت لها الهِممُ؟!
ملائکاً، فإذا هم عنده خدمُ؟!
وبالولاء تسامت طينةُ ودمُ
قبر به ثوت الأخلاق والقيمُ
«طال انتظارُ ولم يرفع لکم علم»
يکاد يطغي علي آمالنا السأمُ؟!
وکم علي أُفقنا قد خيَّمت ظلمُ
تکاثرت في البناء الشامخ الثلمُ
يؤمُّها للمعالي العُرب والعجمُ
في حفظکم بقيتْ، تسمو وتحترمُ
عنها، فراحت من الأعلام تنتقمُ
وبالموالين ظلماً تلصق التهمُ
يغتال بين ذويه المرجع العلمُ
رأيٌ تضيق به الألواح والکلمُ
صفحه 390، 391، 392، 393، 394.