عبدالکريم آل زرع
الشيخ عبدالکريم آل زرع التاروتي القطيفي، شاعر فاضل ولد في القطيف عام 1381 ه 1961 م من اسرة ملتزمة ودرس في مدارسها ثم أکمل مشواره العلمي في الحوزة العلميّة فأخذ يتردّد علي حلقات دروسها بين يدي اساتذتها الأکفاء وکان قد اخذ نفسه بمختلف ضروب العلم والثقافة ومنها تکوّنت ثقافته الشعريّة فشارک في الاحتفالات والمنتديات مشارکة فاعلة وطرق في شعره الاجتماعي اغراضه المعهودة وما يزال يواصل شوطه العلمي والثقافي وله من قصيدة عيد الغدير قوله: تبسم صاحبي فرحاً وقالا أتيت تخبُّ بي قدماي شوقاً وکل جوارحي لسماع مدح ال فاسمعني بحبک في علي فقلت ومهجتي حسري لأني أأمدح من به فکري تغذي أأمدح من به قلمي تروَّي أأمدح سيداً عجزت عقول ال أأمدح من أري في کل شي ء أأمدحه وما أدرکت کنهاً [صفحه 382] فما أدري أأجترُّ القوافي وما اسطاع القريض له امتداحاً ولو يا صاحبي أقحمت شعري لعدنا لم نقل شيئاً لأنا علي رغم العصور ورغم فنٍّ وإبداع تنمنمه الليالي ورحب من خضم الفکر حي برغمهم فإن أباترابٍ اذا طالوا رأوا فيه شموخاً فهم يا صاحبي خجلي صغار وکل الناس من شرقٍ وغربٍ عليّ رغم أنفهم أمامٌ يدين له الوري حقاً فمن ذا عليٌ ثورةٌ ومنارُ وحيٍ عليٌ صارم الإسلام أردي وأرغم رغم کل الناس طراً عليٌ للعلي أسدي خلوداً عليٌ جامع الأضداد لکن فمن يبکي بمحراب دموعاً يعفر خده ذلاً وشکراً يذوب بحب خالقه اشتياقاً ويقطع فکره عن کل دنياً [صفحه 383] ومن يرتاد أبيات اليتامي فيفتح قلبه الحاني إليهم ويطعمهم ويکسوهم ولکن عليٌ کان للضعفاء سوراً هو الطود العظيم بساح حربٍ هو الأسد الهزبر إذا تمشي يثير الرعب في صفي کماةٍ عليٌ سيد العلماء طراً وشمس العلم والعلما بدور وجاءت آية التبليغ تدعو وقام المصطفي الهادي خطيباً ونصَّبه علي الإسلام موليً يحلق حيدرٌ في أفق فکري وقدساً تعرج الألباب فيه سلاماً للغري وساکنيه سلاماً من شجٍ صبٍّ حزينٍ لقدسِ نال منه البغي نيلاً عليٌ في قداسته عليٌ فإن غطي العوالم منه صيتٌ فذاک لأنه وترٌ عظيمٌ [صفحه 384]
(1381 ه-...)
أتيت لأسمع الشعر الزلالا
إليک وخافقي يهوي الجمالا
إمام المرتضي جاءت عجالا
بديعاً يسکب السحر الحلالا
عديم حينما أصف الجلالا
وأدرکت الحقيقة والخيالا
ففاض مداده صوراً وسالا
-عباقر أن تحدَّ له مجالا
له أيدٍ تشع به نوالا
وذاتاً من سناه ولا خصالا
ويأبي الشعر في قلمي اتکالا
ولا غطي فضائله ونالا
مع الشعراء نمدح ما تلالا
علي نقصٍ فهل نصف الکمالا؟
يحيل الرمل أفئدةً حبالي
فينمو يضرب الشهب اختيالا
غزا السدم اطلاعا واحتلالا
بدا سراً خفياً لن ينالا
حوي کل المعالي لن يطالا
حيال سنا تسامي واستطالا
وإن صدوا أو اختاروا الضلالا
ومولي رامه الباري تعالي
عدي الکرّار قد خلق النضالا؟
أضاءت في دجي الجهل الذبالا
سيوف الکفر مذ کانوا صقالا
لأهل الشرک آنافاً طوالا
وللحسَّاد قد کتب الزوالا
تري فيها کمالاً واعتدالا
عصيٌ أن تري منها انهمالا
واجلالاً وحباً وابتهالا
يشفُّ لعالم القدس انتقالا
إذا مارام للباري اتصالا
بجوف الليل لا يشکو کلالا
يراهم في ولايته عيالا
ليبقي طاوياً لم يبق مالا
وللأيتام قاطبة ثمالا
تکاد تقول قد ملک القتالا
أمام الجيش يحتکر النزالا
بسطوته يميناً أو شمالا
وسيد منبر يسل السؤالا
فمن ذا قاس بالشمس الهلالا
فلا رأياً هناک ولا جدالا
وکل الکتب دوَّنتِ المقالا
ليحمل بعده النوب الثقالا
وأذکر قبة سمت اختيالا
وتسعي حول بهجته نهالا
ولثماً منه ترباً أو رمالا
تفرَّي قلبه ولهاً وزالا
ألا قد خاب منه من استنالا
وقد صعبت علي أحدٍ منالا
بمعجزة جنوباً أو شمالا
ولم يلد الزمان له مثالا
صفحه 382، 383، 384.