مدين الموسوي
السيد جابر بن محمد الجابري. شاعرٌ أديب وکاتبٌ صحفي. ولد في عام 1377 ه 1957 م- من أسرة ذات سيادة وشرف وفضل ونشأ في النجف الأشرف متأثّراً بحرکتها الثقافية والأدبيّة ومشارکاً في نشاطاتها الأدبيّة فجاء شعره امتداداً لأسلوبها ومدرستها وهاجر من العراق عام 1400 ه 1980 م وشارک في نشاطات المعارضة الاسلامية العراقية في ايران، ثم تنقَّل بينها وبين سوريا ولبنان، ونشر الکثير من قصائده في الوسائل الاعلامية المختلفة وصدرت له مجموعات شعريّة عدّة وشارک في ملتقيات ومؤتمرات ثقافيّة وأدبيّة متنوّعة، ويعدُّ هو وبعض اخوانه من طليعة الحرکة الأدبية الاسلامية وساهم ثم استقلَّ اخيراً بإصدار مجلة القصب الأدبيّة من بيروت، ولا يزال يواصل مشواره الأدبي والاعلامي المميَّز وتربطه بإخوانه ادباء العربيّة علائق عديدة. وله في أميرالمؤمنين من قصيدة بعنوان: أمير بيوت الوحي قوله: أفض في يدي من کل قافية بحرا وردَّ إلي عيني رؤاها فإنها وفکّ يدي من أسرها فيک ساعةً ولم تر أندي منک للحب منبتاً [صفحه 372] لانک مل ء الروح تهتز کالرؤي سددت عليَّ القول لا أنت مانع فهات الرؤي محرورة الطيف تنحني لأرسم وجدي فيک عذرا مجملا «أمير بيوت الوحي» لست مغاليا أغالب فيک الوجد ليلاً منورا فما بين روح ايقظت في رفيفها فلوح لي في کل أفق غمرته وأسرح في معناک، فيضاً مطهرا وقاربت فيک الخلد أکشف سره توحدت في ذات الرسول، فکنتها ومالت لزنديک القلوب تحوطها لقد صوبت فيک السماء سهامها فکنت- کتاب اللَّه- يحکي رسالة لتفخر بالقرآن نهجاً وثورة وأُسري في علياک مجداً مخلداً تجلي لنا يوم الغدير رسالة کما الشمس تعطيها السحائب هالة تجملت الصحراء تلبس عريها لتحضر عرس الوحي يحمل صوته [صفحه 373] إذا لم تکن کف سري الوحي حولها أحق بأمر اللَّه تؤتيه حقه فمن ذا يُقيل الرکب غير امامة سوي راحة تقضي مع اللَّه ليلها أطلت بک الأخري بريقا مطهرا وما بين يوميک العصيّين جنة تجملت الدنيا تريک نعيمها وأرخت علي کفيک وافر درها فطلقتها لم تدنها منک زينةٌ وغيرک يهواها قياناً ودلةً فبين أکفٍ نازعتک سقيمةٍ وبين يد تؤوي من الجوع أهله وعينين، عين تحرس اليتم ليلها أري أمة ضاعت وتاهت دروبها إليک أميرالمؤمنين أُفيضه مزجت به في غربتي الف ليلة وما زلت ادعوها نعيما وجنة ولاؤک لي عرس يزف مع النهي وإن طلبت مهراً ثرياک غاليا وله ايضاً: (موکب النور) منها قوله: [صفحه 374] هاک قلبي بعد القطيعة عهدا وافترش أضلعي لروحک مأوي بدمي خضت تستبيح کياني يا أمير الندي وحسبک مجداً أنت ألهمتني هواک فراحت أنت اغريتني بکل عبيرٍ کلما زادني هداک اقتراباً أنت موليً لکل قلبٍ ابي وأنا عدتُ من رحابک أجلو أحمل الجمر في هواک نعيماً حينما بلّغ الرسولُ وأفشي قال هذا أبوالحسين وصيٌّ وهو موليً للمؤمنين وکهفٌ وهو عندي کما لهارون موسي طالقٌ عندک الحياة اذا ما فمضي سيفک الهصور يلاقي ولديک القويُّ رکن ضعيفٌ ولديک الضعيف رکنٌ قويٌّ عَجِبَ العدلُ کيف تملأُ کفٌ أنْ يري نصف ما يريد مُجاباً إنّ سيفاً لديک ذلّ رقاباً هل سمعت القلوب.. تطحن جرحاً کيف تغفو جفون سيفک صبراً [صفحه 375]
(1377 ه-...)
لعلَّ بحور الشعر تلهمني شعرا
بحبّک لا زالت مغيّبةً سکري
فما رغبت إلا علي يدک الأسرا
ولم تلق وجداً من ضرامته أضري
إذا جنحت يوماً تعود بها دهرا
وحاشا يديک البحر أن تمنع القطرا
علي نبعک المعهود يلهمها سحرا
وآخر همي فيک أن أبلغ العذرا
ولا ناطقاً زهواً ولا قائلاً هجرا
وصبحاً مندي أعشب الجدب والقفرا
هواک، وقلب اذهل الروح والفکرا
بنورک إعجاز وغيب لي غمرا
واُبحر في المعني فيأخذني المجري
فنازعني في کل مکتومة سرا
لتملأ من صدر الرسول بک الصدرا
ذراعاک، تفري دونها مهجة حري
وکنت لمرماها کنانتها البکرا
ينوء بها صمتاً، وتنطقها جهرا
ويحملک القرآن في يده فخرا
الي آخر الدنيا فسبحان من اسري
مکتمة لم ترو حرفاً ولا سطرا
لتنشرها نوراً وتمنحها طهرا
وليس من الصحراء انقي اذا تعري
بلاغ رسول تمم النعمة الکبري
طوافاً کما يسري بکعبته الغرا
لتمضي به في کل مانعة أمرا
مسددة لم تخش مسلکها الوعرا
وقبل طلوع الفجر تبسطها فجرا
تفيض علي الدنيا کأنَّ لها نذرا
من الخلق الوهاج يغمرها عطرا
ومرت علي عينيک يانعة خضرا
لتحلبها ضرعاً وترکبها ظهرا
تجملها البيضا وتفتنها الصفرا
تهزّ له في کل سانحةٍ خصرا
تدير کؤوس الليل مترعة خمرا
لتغمرهم وداً وتوسعهم برا
وأخري بقصر الشام غافية سکري
تضيق بها صحرا وتلفظها صحرا
ولاء صفا لم يبغ حمداً ولا شکرا
مخضبة للآن لم تُطلعِ الفجرا
وفيها مخاض العسر احسبه يسرا
ثريا هوي يزهو بها الليل والمسري
وکان دمي مهراً، فما ارخص المهرا
واتخذْهُ لنصلِ حبّک غمدا
إنّ في اضلعي لوجدک مهدا
فدمي قد غدا لنهجکَ وِرْدا
أنْ يکون الندي لکفّک مجدا
اعيني من هدي مسارک تندي
طلّ من منبع الولاء وَنَدّا
زادني عن يد الصغائر بُعدا
صاغ أوراده لنهجک عقدا
عن عيون الدجي لنورک بُردا
وأري الذمّ في ولائک حمدا
سرَّ ما شاءت السماء وأبدي
وإمام له الصحائف تُهدي
يُکملُ الشوط والمسار المُندّي
حاملاً حجتي ليحفظ عهدا
صغت فيها من العدالة عقدا
کل من صار للرسالة ندّا
حينما يحملُ المطامع قصدا
حينما يحملُ الرسالة وجدا
راحتيه بما يحاولُ جُهدا
ويري بعض ما يُرادُ مُرَدّا
سمنت من دم الضعيف وأردي
نزَّ من اضلع الصدور ونَدّا
وهي قد اتعبت عداتک سُهدا
صفحه 372، 373، 374، 375.