عبود الأحمد النجفي











عبود الأحمد النجفي



(1366 ه-...)

الاستاذ عبود أحمد أسد النجفي، شاعرٌ أديب، ولد في النجف الاشرف عام 1366 ه 1947 م، وحصل علي الشهادة الإعدادية متوقفاً عن الدراسة لظروفه الخاصة ثم اشتغل ببعض الاعمال الحرّة في بلده العراق وبلدان اخري کالسعوديّة، وايران التي هجّر اليها عام 1400 ه 1980 م مع من طردوا من وطنهم العراق اثر الحملة المشهورة بُعيد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، حيث عمل لفترة طويلة في مؤسسة آل البيت لاحياء التراث قبل ان يضطرّه المرض الي ترکها، وکان قد تأثّر بالجو الأدبي الحافل في النجف الأشرف ممّا غرس لديه بذرة الموهبة الشعريّة التي رعاها وسقاها دأبُه هو وأخوه الفقيد المغفور له الشاعر ابراهيم الأحمد، ثم ساهم الي جانبه في رفد الحرکة الأدبيّة والثقافية بالنتاج الشعري المتواصل الذي صدرت منه حتي الآن مجموعة شعريّة عنوانها اهتزاز الذاکرة، وما زال شاعرها يواصل دوره الي جانب اخوته ادباء المهجر.

وله من قصيدة: الغدير العذب قوله:


عانقتُ نبعَکَ فأخضرَّت به مقلي
وراح يسبقُني شوقي لمنتهلي


هذا غديرک يا روحي به التمسي
ما ترتجين وبالايمان فاکتحلي


إنّي لأبحث عن نبعٍ ارومُ بهِ
اشراقةَ الروحِ من دوامة الوجلِ

[صفحه 353]

فما وجدتُ سوي نبعِ الغدير وقد
هوي اليه فؤادي بالاسي العضلِ


فيا شعاعاً بعمقِ الذاتِ منفذهُ
وقد تمازجَ في أطيافه أملي


ويا غديراً له قد کنت مرتقباً
وکنت أعزفُ لحني بالهوي الخجِلِ


الظلمُ ما غيّرَ المسري اليکَ وما
قد غيرتنا قيودُ الحکمِ والدولِ


فکيف تمنحُ وجهي غيرَ قبلتهِ
وکيف تعصفُ تسبيحي ومبتهلي


حملتُ فيک مآسي الکونِ قاطبةً
ما أوهنتني وما أُرهقتُ بالثقَلِ


علقتها في شغافِ القلبِ مرتضياً
وقلتُ للقلب هذي شعلةُ الأزلِ


هذا أنا يا بقايا العمر لا تقفي
حتي ترينَ بخمٍ عذبَ مؤتملي


«لا يعرفُ الشوق إلا من يکابدهُ»
حتي يداوي جراحَ الهجرِ بالقبلِ


أملتُ فيک اذا ما عافني سفري
أن تأخذيني الي مثوي الامام علي


وان تلمي لشملي فوق تربتهِ
فکيف يثمرُ زرعٌ غيرُ مکتملِ


يا کوکبَ الدين يا نجمَ الهدي ابداً
وما تواري بعصفِ الجهلِ والحيلِ


يا دائراً في مجالِ الکونِ مرتدياً
قلادةَ النجمِ إذ حفتهُ بالحُللِ


يا صاعداً وبياني خابَ مقولُهُ
هل يحتويک وهل يجني سوي الکَللِ


يا نقطة الباءِ يا سرَّ الإلهِ ويا
لوح الوجود ويا انشودةَ الرسلِ


قرآنُ مجدِکَ آياتٌ بها نطقت
صحائفُ الفخرِ والتاريخ والمللِ


ومن قصيدة: الغدير الحيُّ قوله:


غديرکَ في ضمير الناس حيُّ
ونبعُکَ والهوي ثغرٌ ورَيّ


عليهِ تهاوت الأرواحُ ظمأي
فعانقها الزلالُ الکوثريّ


وألقت في ضفاف النبعِ جَدباً
وقد أودي بها الزمنُ الرديّ

[صفحه 354]

فألبسها ربيعُکَ ثوبَ زهوٍ
فأزهرَ عودَها النسمُ الزکيّ


وحامتْ حولَهُ الأفکارُ حيري
ليشرق في معانيها الرقيّ


أباالحسنين يا سرّاً تعالي
عن الادراکِ أخفاهُ العليّ


وقد رامَ العَباقرُ منه جزءاً
وأسهلُ ما يُرامُ هو العصيّ


عليٌّ في فم الدنيا دويُّ
واسمٌ في مسامِعها أبيّ


وفي شفةِ الزَمانِ صديً ونجويً
وفي ترديدِها همسٌ خفيّ


تناغمَ والنفوسُ هويً وسحرٌ
فذابَ بلطفِهِ القلبُ الخليّ


تهادي والزمان لظيً وعصفٌ
وفي أرواحنا صحوٌ نقيّ


عليُّ نبضة في کلّ قلب
سمير في الضمائر اريحيّ


يداعب في خواطرها انبهاراً
کأنّ حضوره ألقٌ سنيّ


فراتٌ في تعطشها رواءٌ
ونبعٌ في تدفّقه سخيّ


وإن غنت له فهو ابتهالٌ
وفي أورادِها ثغرٌ طريّ


عليٌّ في امتداد الافقِ نجمٌ
وفوق الأرض قطبٌ أوحديّ


عليٌّ في دجي الأيام نورٌ
صباحٌ مشرقٌ عبقٌ زهيّ


تسلَّل من خلال العرشِ ضوءاً
ونورُ اللَّهِ مؤتلقٌ بهيّ


عليٌّ فوقَ هام الدهر تاجٌ
- محلّي بالقداسةِ- لؤلؤيّ


عليٌّ صوت قرآن ووحي
وترتيلٌ وتسبيحٌ جليّ


عليٌّ في تولّده صلاةٌ
وفي محرابه ذکرٌ شجيّ


عليٌّ في تجلّيه ابتداءٌ
ونهجٌ للحقيقةِ سرمديّ


عليٌّ حيرةُ الألباب روحٌ
مجسدةٌ وفکر عبقريّ

[صفحه 355]

عليٌّ حبوة الباري إلينا
صراطٌ- لا نغادرهُ- سويّ


عليٌّ في تعبدنا دليلٌ
ومعراجٌ بهِ الباري حفيّ


عليٌّ ليس يدرکُهُ وجودٌ
ولا فکرٌ ولا عقلٌ ذکيّ


عليٌّ في حقيقته امتدادٌ
لنفسِ المصطفي وهو النجيّ


عليٌّ للهدي أسٌّ ورکنٌ
وفي نصِّ الغدير هو الوليّ


عليٌّ بابُ حصنِ الدينِ منجيً
ومن يأبي الدخول هو الشقيّ

[صفحه 356]


صفحه 353، 354، 355، 356.