محمد رضا آل صادق











محمد رضا آل صادق



(1364 ه- 1415 ه)

الشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد ابن الشيخ صادق المازندراني، عالمٌ فاضلٌ وأديبٌ شاعرٌ معروف ولد في النجف الاشرف عام 1364 ه 1945 من أسرة دينيّة علمية حيث ربّي في کنف والده العلامة المجتهد ثم درس في الحوزة العلميّة علي أساتذتها المرموقين کالسيد الحکيم والسيد الخوئي والسيد الشهيد الصدر وأضرابهم، کما کان له اساتذة اکفاء في مرحلتي المقدّمات والسطوح، أمّا في الدراسة الاکاديميّة فقد اکمل الاعدادية ثم التحق بکليّة الفقه وتخرّج فيها عام 1389 ه 1969 م وعمل مدرّساً للّغة العربيّة والعلوم الاسلامية، وشارک في الجو الأدبي الثقافي مشارکة مشهودة ونهَل من رموز الادب النجفي الکثير ولازم جلّهم لاسيما الشاعر الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي قدس سره، سجن في العراق بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ثم هجّر عام 1403 ه 1983 م فمکث في مدينة قم المقدّسة دارساً علي ايدي مراجعها ومدرّساً لطلّابها ومشارکاً في نشاطات الثقافة والأدب العربيين في طليعة اخوته شعراء الهجرة العراقية، صدرت له في العراق وايران مجاميع شعريّة عديدة تنبئ عن تضلّعٍ باللغة وحسنِ سبکٍ وأداء واختيارٍ للفظ والمعني، توفّي في قم المقدّسة عام 1415 ه 1994 م.

له من قصيدة: حديث الغدير قوله:

[صفحه 346]

روِّ قلبي من الولاءِ الطهورِ
واروِ في بهجةٍ حديثَ الغديرِ


روّني همسة الحياة نشيداً
مشرقاً رفَّ في سماء الحبور


أيّ ذکري تنسابُ في عالم البش
-رِ فترسو علي ضفاف العبير


أيَّ ذکري تمدنا کلَّ عزم
للمعالي في موکبٍ من نور


أي ذکري فيها تلوِّح للعد
لِ يدُ المصطفي بحشدٍ غفير


رسمت منهج العلي في علي
وأرتنا درب الهدي المستنير


أنّ هذا موليً لمن کنتُ مولي
وهو فيکم خليفتي ووزيري


أن للَّه نعمةً فيه تمَّت
للوري في رسالة التبشير


فتهادت له القلوبُ تزفُّ ال
-نصر حلواً في موجةٍ من سرور


تتباري له الأناشيدُ فجراً
فتصوغ السني بأحلي ثغورِ


ويراعُ الزمانِ يکتُبُ للنا
سِ سطوراً أکرِمْ بها من سطورِ


إيه يوم الغدير اُغرودة ال
-عمر تهادتْ علي ممرِّ العصورِ


فيک نلنا کرامةً.. وعلاءً
کان للشرک أيّ شوکٍ مرير


ورأينا الهدي تلألأ منه
قبسُ الحقِّ کالسراجِ المنير


والتقينا والامنيات فمدَّتْ
بالأيادي الي رفيفِ الضميرِ


مرحباً باللقاءِ اذ يُثلج الصد
رَ ويجني لنا حصاد المسير


أمَّتي مزِّقي الأسي بيد العز
م وهُدي صرحاً من الديجورِ


مالنا نجرعُ الجهالةَ والفک
-رُ ثراءٌ يمدُّ کلَّ فقير


کيف نرجو أن نبلُغَ القصد والخط
-و سليبٌ من جمرنا المقرور


فارکبوا في سفينةٍ ساقها النو
رُ الي شاطئ الجمالِ النضير

[صفحه 347]

وافتحوا للجهاد باباً حباهُ ال
-لّه بالعِزِ فهُوَ خيرُ نصيرِ


أيّها الغارسون حقلاً من الهدي
بسعي من جهدکم مشکور


سوف تجنونَ ما زرعتم رخاءً
يُنعِشُ الکونَ بافترارِ البُکورِ


ويظل العلا يغرّدُ فيکم
کلما خفَّ منسم في الدهور


فلقدْ طِرتم الي المجدِ حتي
خِلتُ فيکم جحافلاً من نسورِ


بورکتْ منکُم الجهودُ ليومٍ
مشرقٍ بالثناءِ والتعبيرِ


أمَّتي فجّري الفؤادَ قصيداً
يبعثُ الحبَّ مخلصاً للأمير


فهو تربُ الکمال من کلِّ حسنٍ
قد سقاهُ الإلهُ عذبَ النميرِ


سيدٌ عاش سيّداً عبقرياً
منقِذاً کلَّ مستجيرٍ أسير


لم يُفرِّق بالعدل بين قريبٍ
وبعيدٍ بحکمة التدبير


تخذ الکوخ بيته- وهو سجنٌ -
فعنا نحوه شموخ القصور


يابن عمِّ النبي دنياک دنياً
من خلودٍ يفيضُ بالتنوير


ايَّ نهجٍ خلفته لذوي الأل
-باب يحکي الابداع في التصوير


انت سر الحياة قد ضمّ کنزاً
للبرايا من الثراء الغزير


غير أنّ الأنام قد ضيَّعوه
فأضاعوا به سبيل المصير


وله من قصيدة: مصرع القائد العظيم قوله:


منک تستلهم اللظي کلماتي
فتجيشُ الاحشاء بالزفرات


يا لهول الأسي وأنت صريع
تتلوي علي بساط الصلاة


وضجيجُ النفوسِ إذْ يتعالي
مفعماً بالعويل والعبراتِ


ونداءٌ من السماء يهزُّ ال
أرض شجواً يمور بالآهات

[صفحه 348]

مصرعٌ أذهل العباد جميعاً
إذ نعاهُ جبريلُ بالحسراتِ


مصرعٌ هدّ کلَّ رکنٍ قويمٍ
للهدي والقواعد الراسيات


مصرعُ القائد الَّذي لم ترعهُ
کلُّ هيجاءَ أظلمتْ بالکُماةِ


إنَّه مصرع الصلابةِ والعز
مِ بسوحِ الفداءِ والتضحياتِ


يا شهيدَ المحراب إنَّ دموعي
من فؤادي تفجَّرت هاطلاتِ


اثکِلَ الدينُ في مصابکَ يامن
کنت درعاً له بوجهِ العُتاةِ


واستشاطت حزناً قلوب اليتامي
بالجراح المشبوبة الدامياتِ


فقدت حصنها المنيع وکانت
بک تلقي أباً سخيَّ الهباتِ


فهي حيري وقد أضلّت هداها
لم تجد غير ظلمةٍ في الحياةِ


ايهِ يا من مضيت في الحقِّ سراً
وجهاراً لم تخش دربَ المماتِ


ورسمتَ «النهجَ» الذي فيه تُهدي
کلُّ نفسٍ تهفو إلي المکرماتِ


لم تَمُتْ «أنتَ» اِنما أنتَ مجدٌ
غمرَ العالمينَ بالمُعطياتِ


قد رآکَ الخلودُ عنوانَ سِفرٍ
زاهرٍ خُطّ في جميلِ الصفاتِ


يتملّاهُ کلُّ عصرٍ فيلقي
فيهِ أسمي بطولةٍ وثباتِ


ثمَّ يمشي برکبهِ مستمداً
منکَ وحيَ الإقدامِ والعزماتِ


يا إمامَ الهدي نشيدَ ولائي
لک قد صغتُ يا إمام الهُداةِ


فتقبله انَّه نفثات
ولهيبٌ يمرُّ في خطراتي


وسلامٌ عليکَ يا صنوَ طه
رقَّ حلواً ورفَّ بالنسماتِ

[صفحه 349]


صفحه 346، 347، 348، 349.