محمد رضي الشمّاسي
الاستاذ محمد رضي ناصر الشماسي القطيفي، شاعر فاضل ولد في القطيف السعودية عام 1360 ه 1941 م من اسرة عريقة لها مکانتها الاجتماعيّة واکمل تعليمه الثانوي ثم هاجر الي النجف الأشرف والتحق بکليّة الفقه وتخرّج منها مدرّساً وعمل في جامعة البترول التي ابتعثته الي امريکا لإکمال دراسته فحصل علي الماجستير في اللغة العربيّة وآدابها وعاد ليعمل محاضراً حتي اليوم. تلمذ في الأدب علي التراث وعلي اساتذته وانصقلت موهبته مع زملائه في النجف الأشرف والقطيف مستفيداً من المکتبات ودور العلم والمنتديات، شارک في المناسبات الدينية والاجتماعيّة، ونشر شعره في الصحف والمجلات المحليّة، وله اکثر من مجموعة شعريّة وما يزال يواصل ذلک مع اخوته في الطليعة منهم. وله من قصيدة (جراح علي الغدير) قوله: وتر بآفاق الهدي لا يُشفع يوم الغدير ولا تزال علي فمي فلقاک في الذکري لقاء مؤمل [صفحه 343] شرب الصدي والورد عذب سائغ ويظل يُسقي آسناً وبکفه يقتات من ألم الجراح وفکره خفقت علي شفتيه کأس صديدها ودجت عليه النيّرات فصبحه رانت فلا الأعراسُ صاخبةُ الرؤي مزجت بأصداء الزفاف مآتماً فالرافدان المترفان- وإن هما يا نهر دجلة والفرات سلمتما سلمت يد النوتي في إعصاره يا أيها النجف الأغر ومن به يا کربلاء المجد مجدک باذخ بکما العراق زکا ولولا أنتما سامٍ کأبراج السماء ضُراحه تلک القباب الشامخات وإن هوت ومآذنٌ نطحت سحاب ضلالهم سيظل يصدح في مسامع بغيهم حسبي ونحن علي ضفاف غديره نستاف من أمواجه عبق الهدي يا للغدير وقد تعشقه دمي [صفحه 344] وسقيت شعري من نمير خياله أعذبت من (نهج البلاغة) ورده وإذا انتشت فکر بجرس حروفه عبقت کأنسام الربيع قصائد واليک أنت وفي جلال محمد ستُرد عادية الزمان سنابلاً ولسوف يطوي عن کواهله الدجي وغداً تري الدنيا مناهل حيدر فاذا الغدير العذب رفد رسالة وعليه من روح النبي وحيدر [صفحه 345]
(1360 ه-...)
فجر يرف سناً ونهج مهيع
نغماً برغم المدلجات يرجّع
شرب الظماء (بغلّة لا تنقع)
لسواه من عذباته يتجرع
ماء الحياة وفي النعيم يجوّع
مما يعاني في لظاها مشبع
حبباً علي خمر الحوادث يلذع
ليل ببَرد ظلامها يتلفع
نشوي ولا ليلُ العرائس أروع
فنعيمه بأس الليالي مترع
جريا له ذهباً- حميم ينزع
والشاطئان هناک والمتربع
وسفينه وشراعه المتطلع
لکم علي بعد المدي متطلع
هيهات يسلبه دعي ألکع
والنيران هو اليباب البلقع
يرنو لمنعته السماک الأرفع
لهي الثريا والشموس الطلّع
تبقي بهم وهي الحراب الشرّع
صوت يهز الرافدين مرجّع
مرأيً لأفياء الخلود ومسمع
ومن (الصدي المرنان) ما يتضوع
فغدوت أهزج في هواه وأسجع
نهلاً وفي حب الوصي يُصرّع
فزهت قوافيه ورق المطلع
وکريم ما توحيه، لا تتمنع
بالمهرجان وفي رحابک تبدع
تسمو ودونکما ولاءً تخشع
تروي بماء غديرها إذ تزرع
فيمور بالاشعاع فجر أنضع
وفراء تسقي من تشاء وتمنع
سمحاء في هدي النبوة ينبع
وبنيه والقرآن شمس تسطع
صفحه 343، 344، 345.