محمد حسين الصغير
الدکتور الشيخ محمد حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين الصغير الخاقاني ، شاعر أديب وحوزويٌ فاضل، ولد في النجف الاشرف عام 1358 ه 1939 م من اسرة علميّة ادبية وتربّي في احضان ابيه ثم عمّه وواصل دراستيه الاکاديمية والحوزويّة وقد مارس في الاولي مهنة التعليم ثم واصل شوطه الجامعي حتي نال الدکتوراه برسالة عنوانها الصورة الفنيّة في المثل القرآني واشتغل بالتأليف والتدريس في کلية الفقه وله من المؤلفات العديد المطبوع اضافة الي غيره المخطوط، أما الثانية الحوزويّة فقد تدرّج فيها وحضر علي فضلائها وعلمائها حتي بلغ مرتبة محمودة، وهو اضافة الي ذلک شاعر اديب معدود شارک في ملتقيات شعرية وأدبية وثقافية کثيرة وربطته بإخوانه ادباء العربيّة علائق خاصة، وهو في الطليعة من ادباء النجف الاشرف. وله من قصيدة (من ينابيع الايمان) مطلعها: هداک في صفحات الفتح قرآنُ فأنت أنت، ومن علياک ما ولدت القائد الرکب لم تفلل مضاربه والمستميت إذا جد الوغي وطغي من وحي قدسک ما تجني قرائحنا ومن عقيدتک العصماء افئدة ها نحن أربط جأشاً من فراعنة [صفحه 341] هنا علي شاطئ التقوي زوارقنا مولاي ميلادک الميمون قد نبضت أعاد أية ذکريً منک رائعة فالوعي منتشر والفکر مزدهر والأفق تغمره الأشذاء حافلة والليل تغمره الأضواء مسرجة ما أروع الحفل والأعناق مرهفة ألحان فتح شروق منه قد عميت ونحن نقطف أثماراً تناولها دنياً من المثل الغراء قد سجدت تکاد يعنو لها في الجو عقبان يا أيها البطل الخلاق جمهرة ويا معيداً إلي الإنسان حرمته ويا عصوفاً علي الطغيان مندلعاً ويا معيناً من الاحسان منفجراً ويا سراجاً علي الدنيا نيازکه لولاک ما کان للاسلام من أثر جددت عهد رسول اللَّه فانجذبت للآن لم تلد الأجيال من بشر عذرت فيک الاُلي غالوا وان کفروا لأنهم أبصروا ماليس تدرکه [صفحه 342]
(1358 ه-...)
وأنت في جبهات الدهر عنوانُ
لنا العصور، وما أسدته أزمان
والفاتح الأرض لم تدرکه أقران
بالهول والموت.. مضمار وميدان
ومن ثمارک ما حملن أغصان
حم الفداء بها.. ان ثار برکان
لها علي النور أحقاد وأضغان
تجري.. وأنت بعين اللَّه ربان
به الحياة، فلا بؤس وحرمان
مشي بها الدهر صحواً وهو سکران
والقلب مخضوضر، والذهن فينان
بالطيبات.. فنسرين وريحان
بالأمنيات.. فياقوت ومرجان
قد رنحتها أغاريد وألحان
بعض العيون، وصمت عنه آذان
للمتقين من الجنات رضوان
لها ملوک وهامات وتيجان
وفي السماوات أفلاک وأکوان
من المواهب لا مسّتک أدران
لولاک ماصين في الأحداث إنسان
لولاک ما انصاع للايمان طغيان
لولاک لاندک إيثار وإحسان
بها تنور أفکار وأذهان
ولا لشرعته البيضاء أرکان
بصوتک العذب أرواح وأبدان
علي يديه ترامي الانس والجان
وحدت عنک الاُلي عادوا وإن دانوا
عقولهم، فاستهانوا مثلما هانوا
صفحه 341، 342.