خليل شقير











خليل شقير



وله من قصيدة مطلعها:


دعوتُه فأتاني منية الخجل
وراح يعثَرُ فعل الواله الوجل


يوم استوي أحمد المختار في حدج
بدوحِ خمٍّ علي ترنيمة الأزَلِ


ويحشر الناس رغم القيظ يلفحهم
ويرفع المرتضي الکرار خير ولي


وتأخذ المصطفي يمناه ساعده
وساعدٍ لو يروم النجم لم يفل


هناک قال: فمن مولاکم أبداً؟
قالوا: الذي برأ الإنسان من وشل


من بعده أنت يا مختار سيّدُنا
وما عسانا نؤدّي الشکر للرسل


قال التي لم تزل لولا حقيقتها
لم يکمل الدين أو يعل علي المِلَلِ


مولاکم حيدر الکرار صاحبُها
إذ حطّ جبريل يتلوها علي مهَلِ

[صفحه 337]

وتمَّت النعمة الکبري ببيعته
وتوّج الدين حرزاً غير مرتجل


وأبرم اللَّه هذا الامر فانطلقت
ان لم تبلّغه لم أعددک في رسلي


وتضرب القبّة البيضاء يدخلها
ليثُ العرين علي کبْتٍ من الذحلِ


تخالها القبّة الزرقاء زيّنها
وسنان بدرٍ وضي ءِ النّور مکتمل


ويدخل المسلمون الغرّ يحفزهم
من النبيّ نداءٌ غير ذي حول


بخٍ، بخٍ لعليٍّ قال قائلهم
مولي البريّة من عند الإله علي


(وکان ما کان مما لست أذکره)
لم يترک الصبح معتلّاً لذي علل


لأحمدٍ آيتان اختصّه بهما
ربّي دليلاً علي الإسلام في الرّسل


فآيةٌ روعةُ القرآن جوهرها
وآية حيدر الکرّار حيث تلي


وقد جرت تلکم الآيات في دمه
حتي استحال کوحي اللَّه في الجمل

[صفحه 338]

وکان عندک قرآنانِ، ذا جمدٌ
وذاهبٌ ذلک الکرار في المثل


يا صاحبيَّ حديثٌ جاء محکمه
بمحکم الآي موصولاً بمتَّصل


فلم ينلها محاباةً لذي رحمٍ
قد کان أحمدُ والأهواء في ذحل


قد نالها بالمعالي فيه إذ جمعت
وزانها فهو في جيد الکمال حلي


(بهل أتي وحديث الدار آيتهُ
وبالمبيتِ وبالإقدام حيثُ ولي


وخيبرٍ ومؤاخاة النبيِّ له
وألف بابٍ بألفٍ قد حفظتَ علي)


وانّني کلّما حاولت عدَّتها
فضائلاً شمتُ موجَ البحر في مقلي


والفضل تحصي إذا ضاقت مذاهبه
وليس تحصي مياهُ المزْنِ إن تسِلِ


وله ايضاً من قصيدة اُخري مطلعها:


هيهات مجدُک لا يدنو فيطَّلَبُ
لليوم فيک عناد الفکر يضطربُ

[صفحه 339]

للسَّيل عنک انحدارٌ غير منقطعٍ
زوارقُ النّور في مجراه تنسرب


للطير عنک ارتدادٌ لم يکن عجباً
قوادم النسر في مرقي العلي زغب


للسيف منک علي هام العدي خطبٌ
ومن سحائبک الفصحي همي الأدبُ


إنَّ العدوَّ يواري فضله حسداً
کما الوليُّ تغشَّته به الکرب


من بين ذينک قد شعَّتْ مآثره
فاخضوضرت من نداه البيد والهضب


مالي اذا لاح فجر العيد أکتئب
وان بدا للأماني فيه مضطربُ


أکابدُ الغصص الحرّي علي کبدي
وان شدا شادنٌ بالعيد أنتحِبُ


نفثتها زفراتٍ ضاق مصدرها
وذاک عذرُ کلامٍ شابه ذرب


وما عليَّ هناتٌ في مصارحتي
إذا صدقْتُ فلم يستهوني کذب

[صفحه 340]


صفحه 337، 338، 339، 340.