خليل شقير
دعوتُه فأتاني منية الخجل يوم استوي أحمد المختار في حدج ويحشر الناس رغم القيظ يلفحهم وتأخذ المصطفي يمناه ساعده هناک قال: فمن مولاکم أبداً؟ من بعده أنت يا مختار سيّدُنا قال التي لم تزل لولا حقيقتها مولاکم حيدر الکرار صاحبُها [صفحه 337] وتمَّت النعمة الکبري ببيعته وأبرم اللَّه هذا الامر فانطلقت وتضرب القبّة البيضاء يدخلها تخالها القبّة الزرقاء زيّنها ويدخل المسلمون الغرّ يحفزهم بخٍ، بخٍ لعليٍّ قال قائلهم (وکان ما کان مما لست أذکره) لأحمدٍ آيتان اختصّه بهما فآيةٌ روعةُ القرآن جوهرها وقد جرت تلکم الآيات في دمه [صفحه 338] وکان عندک قرآنانِ، ذا جمدٌ يا صاحبيَّ حديثٌ جاء محکمه فلم ينلها محاباةً لذي رحمٍ قد نالها بالمعالي فيه إذ جمعت (بهل أتي وحديث الدار آيتهُ وخيبرٍ ومؤاخاة النبيِّ له وانّني کلّما حاولت عدَّتها والفضل تحصي إذا ضاقت مذاهبه وله ايضاً من قصيدة اُخري مطلعها: هيهات مجدُک لا يدنو فيطَّلَبُ [صفحه 339] للسَّيل عنک انحدارٌ غير منقطعٍ للطير عنک ارتدادٌ لم يکن عجباً للسيف منک علي هام العدي خطبٌ إنَّ العدوَّ يواري فضله حسداً من بين ذينک قد شعَّتْ مآثره مالي اذا لاح فجر العيد أکتئب أکابدُ الغصص الحرّي علي کبدي نفثتها زفراتٍ ضاق مصدرها وما عليَّ هناتٌ في مصارحتي [صفحه 340]
وله من قصيدة مطلعها:
وراح يعثَرُ فعل الواله الوجل
بدوحِ خمٍّ علي ترنيمة الأزَلِ
ويرفع المرتضي الکرار خير ولي
وساعدٍ لو يروم النجم لم يفل
قالوا: الذي برأ الإنسان من وشل
وما عسانا نؤدّي الشکر للرسل
لم يکمل الدين أو يعل علي المِلَلِ
إذ حطّ جبريل يتلوها علي مهَلِ
وتوّج الدين حرزاً غير مرتجل
ان لم تبلّغه لم أعددک في رسلي
ليثُ العرين علي کبْتٍ من الذحلِ
وسنان بدرٍ وضي ءِ النّور مکتمل
من النبيّ نداءٌ غير ذي حول
مولي البريّة من عند الإله علي
لم يترک الصبح معتلّاً لذي علل
ربّي دليلاً علي الإسلام في الرّسل
وآية حيدر الکرّار حيث تلي
حتي استحال کوحي اللَّه في الجمل
وذاهبٌ ذلک الکرار في المثل
بمحکم الآي موصولاً بمتَّصل
قد کان أحمدُ والأهواء في ذحل
وزانها فهو في جيد الکمال حلي
وبالمبيتِ وبالإقدام حيثُ ولي
وألف بابٍ بألفٍ قد حفظتَ علي)
فضائلاً شمتُ موجَ البحر في مقلي
وليس تحصي مياهُ المزْنِ إن تسِلِ
لليوم فيک عناد الفکر يضطربُ
زوارقُ النّور في مجراه تنسرب
قوادم النسر في مرقي العلي زغب
ومن سحائبک الفصحي همي الأدبُ
کما الوليُّ تغشَّته به الکرب
فاخضوضرت من نداه البيد والهضب
وان بدا للأماني فيه مضطربُ
وان شدا شادنٌ بالعيد أنتحِبُ
وذاک عذرُ کلامٍ شابه ذرب
إذا صدقْتُ فلم يستهوني کذب
صفحه 337، 338، 339، 340.