عبدالأمير الجمري











عبدالأمير الجمري



(1356 ه-...)

الشيخ عبدالامير منصور الجمري البحراني عالم فاضل مجاهد وأديب خطيب.

ولد في البحرين عام 1356 ه- 1937 م وتلقّي تعليمه الأوّلي في مدارسها، ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الاشرف 1382 ه وبقي فيها قرابة عشر سنوات حضر خلالها دروس العلوم الشرعية علي جملة من العلماء، ثم کرَّ راجعاً الي وطنه مرشداً ووکليلاً دينيّاً، اضافة الي عمله قاضياً في المحکمة الشرعية حتي عام 1409 ه.

اضافة الي ذلک فهو وجهٌ سياسي بارزٌ في بلده حيث کان عضواً في المجلس الوطني المنتخب عام 1393 ه، ثم من ابرز المتصدرين للمطالبة بعودة العمل بالدستور خلال الاعوام اللاحقة، ممّا عرّضه للاقامة الجبريّة والاعتقال وما يزال معتقلاً- فرّج اللَّه عنه-.

صدر له ديوان شعر بعنوان (عصارة قلب(.

وله من قصيدة عنوانها: (من نفس النبي صلي الله عليه و آله و سلم) قوله:


تبارکتِ يا ليلةَ المولدِ
ومنطلقَ النورِ للمهتدي


ونبعاً لکل معاني الکمال
تفجّر، فاضَ، ولم يَنْفَدِ


سيبلي الزمان وأما علاک
فَرَمْزُ الجديد الطريِّ الندي

[صفحه 329]

فتيهي جلالاً وفخراً بما
شَرُفْتِ به من فتيً أوحدِ


إمام الحياةِ ومُروي الظِّماء
علي الحوضِ من کأسه في غدِ


ومِنْ بعدِ ليلةِ خيرِ الأنام
مدي الدهر مثْلُکِ لم يُشهدِ


فياليلةَ العزّ والانتصار
ويا ليلةَ المجدِ والسؤددِ


إليکِ وليس سواکِ الولاء
عليه تربّيتُ من مولدي


إليکِ ولائي مُري تُسمَعي
فهذا لساني وهذي يدي


أباحسنٍ أيَّ شي ء أفوه
به من مزاياکَ يا سيدي


أتربيةً لم ينلْها سواکَ
علي يدِ خير الوري أحمدِ


تغذّيتَ أخلاقَه بُرعُماً
وتابعتَه في الخُطي الأنْجُدِ


لقد کنتَ نفسَ النبيّ الأمين
وأعلي نصيرٍ وأقوي يدِ


لذلک کنتَ جديراً بما
حباک من الفضلِ والسؤددِ


فآخاک، لم يکُ يرضي سواکَ
لهذي المکانةِ مِن أمجدِ


ونصَّ عليکَ بيومِ الغديرِ
وأَعظِمْ به ذاکَ من مشهدِ


وطوّق أعناقَ کلّ الحضور
بأمرٍ لغيرک لم يُعقدِ


وأوجب أن يُبْلِغَ الحاضرون
لمن ذلک اليومَ لم يَشْهَدِ


فبايعک الجمعُ لکنْ هناک
فئاتٌ بألْسُنِهم واليدِ


أباالسّادةِ الغرِّ نفسَ الرسول
ويا بطلَ الحربِ والمسجدِ


ويا مُعِلياً بيرقاً لم تُطق
سواک لإعلائه من يدِ


إليک أباحسنٍ نفثةً
من الصَّدر کالجمرِ لم تَبْرُدِ


أضعنا الطريقَ وملنا إلي
دروبِ مکَدَّرةِ الموردِ


ونهجُک صار وراءَ الظهورِ
وهل بعد نهجک من مُنجدِ

[صفحه 330]

طوينا صحائف أخلاقنا
ولِم لا ولسنا بکمْ نقتدي


وله بعنوان: (نفحة الحب) قوله:


رفّ في عالمِ الخلودِ لواءُ
نُشِرَت رحمةٌ وعمّ رخاءُ


عظُمت منّة الاله وتمت
نعمٌ فات عدَّها الاحصاءُ


بسمَ الزهر غرد الطير لحناً
في رياض الربيع ساد الهناءُ


إنه السرُّ في الحياة الذي لم
تکُ تدري بکنهِهِ الحکماءُ


حيث يومَ الغدير أخلدَ يوم
جلجلت صرخةٌ ورنّ نداءُ


أيها المسلمون هذا عليٌ
هو للحق رائدٌ بنّاء


هو مولاکم وشرط اتباعي
ديني الحق والولا والوفاءُ


في حياة الامام خيرُ نجاحٍ
في الحياتين في خُطاه بهاءُ


في تعاليمهِ الرفيعةِ نورٌ
ونفوذ ورفعة وإباءُ


في وصاياه نصرة ونجاةٌ
وسلامٌ ورحمةٌ وإخاءُ


من صفات الامام من خُلْقِهِ السا
مي تعالت صفاتُه البيضَاءُ


سيدَ الأوصياءِ إنّ لساني
عاقه عند مدحک الاعياءُ


أيَّ يومٍ وأيَّ موقفِ نورٍ
لک أطري فکلُّها بيضاءُ


أنت أسمي من المديحِ فعذراً
قد تلاشي أمامَک الاطراءُ


وله أيضاً بعنوان: (في رحاب الغدير) قوله:


فاضت جراحُکَ يا غديرُ دماءَا
والذئبُ قد ملأ الرحابَ عُؤاءا


هاجت جنودُ الشرّ تنشرُ رعبَها
وتُري بنيکَ مهانةً وعِداءا


قيمُ الشريعةِ أصبحت مظلومةً
يأتي الظَّلومُ بإسمها استهزاءا


أو بعد هذا يا غديرُ يليقُ أن
يحيا بنوکَ الصّمتَ والاغضاءا

[صفحه 331]

أو لست يا يومَ الغدير ذُکاءا
في ظُهرها تکسو الوجودَ ضياءا


وحديثُک الأسمي الجليُّ تواتراً
لِمَ عندهم عاد الظُّهورُ خفاءا


أوليس ما يربو علي مئة من ال
آلافِ فيک تلقَّتِ الأنباءا


فيها يجلجلُ صوتُ أحمدَ معلناً
أمرَ السماءِ يُطبِّقُ الأرجاءا


من کنتُ مولاه فمولاه الذي
للدّين کان الباذلَ المِعطاءا


هو سابقٌ في کلّ موقعةٍ أما
کشف الکروبَ وحطَّمَ اللُّعناءا


أولَم يَبِتْ فوقَ الفراشِ مواجهاً
لِقوي الضلالِ وللرسولِ وقاءا


أولم يکن يا قومُ أوّل مؤمنٍ
برسالتي ولها الأجلَّ عَطاءا


من کنت مولاه فمولاه أبوال
-حسنين من فاق الجميعَ وفاءا


يومَ الغديرِ تحيةً من فتيةٍ
منک استمدّت غيرةً وإباءا


ألهبْتَها فأهجتَ فيها عزمةً
تأبي الخنوعَ وهِمَّةً شمّاءا


لا ننثني مادمتَ قد غذَّيتنا
صدقاً وإيجابيةً ومضاءا


لم نحتفل بعلاک إسماً إنما
جئنا نؤمُّ مَعِينَکَ المِعطاءا


کي يرتوي ظمأُ النفوسِ وتستقي
منک العقولُ معارفاً وثراءا


ونکونَ جندَ رسالةٍ فيکَ السما
قد أَکْمَلَتْ وأتمَّتِ النَّعماءا


وله قصيدة بعنوان: (يا ضمير الحياة) قوله:


أذهلَ الخطبُ منطقي وبياني
فحقيقٌ بأن يضيقَ بياني


کيف أسطيعُ قولةً وأمامي
حادثٌ هدّ وقعُه أرکاني


زلزل الأضَ والسماءَ وأدمي
کلَّ جفنٍ لأمةِ القرآنِ


لفَّ للدين رايةً لم تنکَّسْ
منذُ رفَّت بعزةِ الانسانِ

[صفحه 332]

ملأ الکونَ ضجّةً وعويلاً
ألبسَ الدهرَ حلةَ الأحزانِ


يومَ بين الخضراءِ والأرضِ نادي
جبرئيلٌ بصوتِهِ الرّنّانِ


فُصِمَتْ عروةُ الهدي وهي الوث
-قي وهُدّت قواعدُ الايمانِ


قُتِلَ المرتضي بسيفِ شقيٍّ
خُضِبَ الشيُب من دماهُ القاني


(يا ضميرَ الحياة) أيُّ عظيمٍ
خالدٍ حلَّ منک أسمي مکان


هو للطُّهرِ والحنانِ مثالٌ
ولهذي السماءِ خيرُ لسانِ

[صفحه 333]


صفحه 329، 330، 331، 332، 333.