فخر الدين الحيدري











فخر الدين الحيدري



(1354 ه-...)

السيد فخر الدين ابن السيد علي نقي الحيدري الکاظمي، اديب فاضل، ولد في بغداد عام 1354 ه 1935 م من اسرة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والأدب والتجارة، ترعرع في ظل والده العلامة آية اللَّه السيد علي نقي، فنهل منه مقدمات العلوم الدينيّة والعربية والآداب الاسلامية.

ثم تتلمذ علي يد ثلة من علماء الکاظمية وبغداد فدرس عنهم الفقه والاُصول والعربية والتفسير والمنطق وغيرها.

تخرج في کلية اصول الدين ببغداد عام 1388 ه، ثم مارس التدريس والادارة في مدارس بغداد الرسمية لفترة طويلة، ثم هاجر الي الجمهورية الاسلامية الايرانية عام 1413 ه واستقر بقم المقدسة، وهو من المشارکين في الذروات والمناسبات الأدبية والدينية، ومن تراثه الشعري قصائد ولائية کثيرة، کما له ممارسة واسهام طويلين في فن الخط العربي، وما يزال يواصل نشاطه الأدبي هو وثلة من اقرانه الادباء.

وله من قصيدة عنوانها (المولدُ العلويُّ الزاهر) قوله:


بذکرِکَ يحلو الشعرُ او يَتَرنّم
وفي ظل ذکراک الوري تتنعّمُ


وماذا عساني أن أقولَ وإنني
لأَعجزُ عن ادراک ما هو مُبهم


وهلْ بعد ما جاءَ الکتابُ يخصُّه
بأجلي المعاني والرسولُ المعظّم

[صفحه 316]

يُدانيه وصفٌ أو تنال بشخصه
مشاعر حبٍّ او يُحيطُ به فم


وهل وضعت أُنثي وليداً کمثله
باشرفِ بيتٍ يحتويه ويلثم


وهل وطئت رجلٌ علي متن احمدٍ
يکسّر اصنام الأُلي ويحطّم


وهل هُدَّ رکنُ الشرک الا بسيفه
يُدمّرُ اوکار الظلال ويهزم


وهل رُفعت للدين اعلامه التي
ترفرف فوق العالمين وتحکم


وهل نشر الإسلام غيرُ جهاده
يُشيّد ارکان الهدي ويُقوّم


وهل زوّجت خير النساء لغيره
وليس لها کفوءٌ هناک فيقدم


وهل آيةٌ في الذکر تتلي وغيره
يبيّن من اسرارها ويُعلّم


وهل جادت الأيام قرناً کحيدرٍ
يخوض المنايا مفرداً ليس يُهزم


وکان رسول اللَّه يسقيه ريقَه
ويُلقمه ما يَشتَهيه ويُطعِم


فشبَّ بحجر المصطفي سيد الوري
يُغذّيه من شتي العلوم ويُلهِم


وصار له نهجاً عظيماً وقدوةً
فکان رسول اللَّه نعم المعلّم


لذا جمع اللَّه الفضائل کلّها
بشخص عليٍّ فهو أحري وأکرم


ولولاه ما کانت هناک دعامةٌ
تُشاد لدين اللَّه او کان مسلم


فلو ان کلَّ الناس جاؤوا بحبه
جميعاً لما کانت هناک جهنّم


ايا ليلة الميلاد جودي بنفحةٍ
ففيک الهنا يحلو وخيرُک مفعم


وزفّي الي الدنيا بشائر مولدٍ
اطلَّ عليها وجهُهُ المتَوسِّم


واشرقَ منه الکون نوراً ورحمةً
وطبقها الخيرُ الوفيرُ واعظَم


ومُذ عَلِمَتْ بالوضع فاطمُ اَقبلَتْ
الي البيت تدعو اللَّه فيه وتلثم


وقد وَلَجَتْ في کعبةِ اللَّه بَعْدَما
اتاها الندا ما فيه امرٌ مُحَتَّم

[صفحه 317]

وکان وليدُ البيت في بطن امّه
يُکلّمها طوراً واخري تُکلّم


فمذ وَضَعَتْ في البيت فاطمُ طفلها
تشرّف حجرٌ والحطيمُ وزَمزم


اَيا ليلةَ الميلاد طابَ بک المنا
ففجُرکِ فجرٌ صادقٌ مُتَبسِّم


دعيني اَبث الشوقَ لحناً ونغمة
ففيک الورؤي يحلو وفي الحب يَحلُم


لقد ولَدَتْ في البيت فاطمُ حيدراً
فعَمّ الوري فجرٌ وخيرٌ ومغنَم


تحارُ الأُولي عن کُنهه وصفاته
وقد عجزوا انه يُدرکوه فاحجموا


فقد ضَلَّ قومٌ ألّهوه جَهالةً
کما زاغ قومٌ ابغضوه فاجرموا


فکلُّهُم ساروا بغير هدايةٍ
ولم يسلکوا درب الصواب وقد عَموا


ولکننا قومٌ نقدّسُ حيدراً
ومن بعده الطهر الهداةَ وهُمْ هُم


فهم قادةُ الدنيا وأرکانها التي
بظلِّهُمُ سارَ العباد ويَمّموا


فحُبُّهُم فرضٌ ومنجُهُم هُديً
وبغضُهُم ذنبٌ عظيمٌ ومأثَم


وطاعَتُهم من طاعة اللَّه إنها
طريقٌ الي نيل الجناية وسُلَّم


کما له من قصيدة اخري بعنوان (علي عليه السلام انشودة الدهر ومفخرة الوجود) قوله:


عشتَ في الخالدين سفراً جليلا
وصنعتَ التاريخَ جيلاً فجيلا


خلدتک الأيامُ في صفحة المجد
مناراً وقد أنرتَ العقولا


يقفُ الکون صاغراً في خشوعٍ
وتدوّي السماءف لحناً جميلاژ


فکشفت الآفاق للعلم تبغي
مشعلاً للهدي ينيرُ السيبلا


وسمت للعُلا اُصولُ معانيک
صفاتٍ ترتلَت ترتيلا


أنتَ نورٌ وما سواک ظلامٌ
وسراجٌ وقد أبيتَ الأُفولا

[صفحه 318]

وهديتَ العُقولَ شرقاً وغرباً
تبتغي للوري طريقاً ذَلولا


ودَخلتَ التاريخَ ترسِم للأجيا
لِ دَرباً وللشعوبِ دَليلا


وتألقتَ شامخاً تهبُ الکَو
نَ علوماً ومنهجاً واُصولا


وسَمَتْ في عُلاک أحلي المعاني
ترتقي في سماک تبغي الوصولا


قد ترسّمتَ في خطاک طريقاً
مستقيماً وفي هُداک الرَّسولا


يقفُ العقل حائراً لصفاتٍ
تجعَلُ الطرفَ حاسراً وکليلا


أنتَ عدلُ الکتاب معنيً ورمزاً
ترتقي سُلّمَ الخلودِ سَبيلا


قد فديتَ الرسولَ تبغي رضا الل
-هِ تعالي مجاهداً وقتيلا


کعبةٌ أنتَ للوفود ومسعيً
وفرارٌ وقد أجرتَ النزيلا


مُثُلٌ خلّنتک في صفحة الم
جدِ مناراً وقد عَدِمت المثيلا


وبيوم الغدير ذلک سفرة
خلّدته العُصورُ وقعاً جميلا


حيث نصّ الإلهُ فيه بأمرٍ
لعلي فانزل التنزيلا


فولائي ولاؤه أبدَ الدهر
ولمن قد جَفاهُ خزياً طويلا


فانصرِ اللَّهُ من لَهُ بنصيرٍ
واجعل اللَّه خصمَه مخذولا


وبه الحقُّ حَيثُ دار فاضحي
مرکز الکون صارماً مسلولا


يا اباالثائرين يا منبعَ ال
-حقِّ صراطاً ومرشداً ودليلا


أنتَ سُر الحياةِ بل کنه معنا
کَ استحال التفسير والتأويلا


أنتَ فخرُ الوجود نفساً وذاتاً
جسَّدتْ مجدک السما إکليلا


وتروم العقولُ وصفک حتي
قد غَدت فيک تطلبُ المستحيلا


أيَّ مرقيً سَمَوْتَ في صفحة التا
ريخ طوداً معظّماً وجَليلا

[صفحه 319]

أنتَ للعلمِ والمدينة بابٌ
يبتغيها الذي يُريدُ الدخولا


وبنهجٍ من فکرکَ الأروع سف
-راً هديتَ فيه العقولا


کنتَ للمصطفي اخاً ووزيراً
ووليّاً وناصراً وخليلا


فاقتحمتَ الحروبَ ليثاً هزبراً
وأذقتَ الابطالَ حتفاً وبيلا


يومَ بدرٍ وخيبرٍ وحُنينٍ
حينَ لاقيتهم قبيلاً قبيلا


فمعانيک قد فسامت صعوداً
ومراميهُمُ تهاوت نزولا


وتعاليت هِمّةً وعطاءً
وتقدَّستَ راعياً وکفيلا


وسبقت الوري الي الدين قدماً
وبسيفِ الهدي فديت الرسولا


أنت نفسُ النبي ترسِمُ في مَسْ
-راک درباً للثائرين طويلا


فافتديت الدين الحنيف بنفسٍ
شاهراً دونه الحسامَ الصَّقيلا


ودفعتَ الأجيالَ نحو ذري ال
-مجدِ سلوکاً ومنهجاً وفصولا


قِمَمٌ أنت في المواهب حتي
وقفَ الدهرُ خاشعاً مذهولا


القرن الخامس عشر علي في الکتاب والسنة والادب

[صفحه 320]


صفحه 316، 317، 318، 319، 320.