حسين بحر العلوم
السيد حسين بن السيد محمد تقي بن السيد حسن بحر العلوم الطباطبائي. عالم فاضل مجتهد محقّق وأديب شاعر. ولد في النجف الأشرف عام 1348 ه 1928 م وسط أسرة علمية دينية شهيرة، ودرس عند والده المرجع المغفور له السيد محمد تقي بحر العلوم وکذلک عند جمع من أعلام عصره کالشيخ محمد رضا المظفر والشيخ حسين الحلي والسيد محسن الحکيم والسيد ابوالقاسم الخوئي، کما أسّس في مقبرة جدّه السيد بحر العلوم إلي جنب مقبرة شيخ الطائفة الطوسي مکتبة العلمين التي کانت منتديً عامراً للعلماء والأدباء والرساليين، اضافة الي بروزه شاعراً مجسّداً لمعاني الالتزام وصدق الحس حيث شارک إلي جانب اقرانه في الاحتفالات [صفحه 296] والمنتديات الأدبيّة والثقافية الاسلاميّة، أمّا في المجال العلمي فمساهماته عديدة في الفقه والأصول وتقريرات اساتذته، وهو اليوم أحد مجتهدي الحوزة العلميّة المعروفين،مرجعاً مقيماً لصلاة الجماعة في مسجد الشيخ الطوسي صدره ديوان شعر عنوانه: زورق الخيال، ينبئ عن أدبه الناضج وشاعريّته الخصبة أبان شبابه. وليد البيت: القيت في المهرجان الحولي المقام في النجف بمناسبة ذکري ميلاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بتاريخ 13 رجب سنة 1380 ه ونشرت في مجلة الفيحاء. أسقني من وضح الحب دواءا واجرِ من اعماق روحي نغماً وافجر الواقع من قلبي يفض إن قلباً لم تعش في جوه وشعوراً لم ينغِّم وعيه وخيالا- صوَّحت فکرته - إنما الحبُّ شعورٌ ودمٌ يا وليد البيت فخراً يرتمي يا سميَّ الوحي، هبني نفحة غذّني روحک ينشط قلمي إن قلبي جمرةٌ مسعورة يتشظي من يراعي حمماً هکذا الايمان جيشٌ أعزل [صفحه 297] ليس حد السيف إلا ساعداً إن من يرمي الي الأفق يداً والذي ينتهج الحق أبي هکذا علمنا تاريخنا يا مَعيناً لم يزل ينبوعه بهداک السمح ينجاب عمي وعلي نهجک نضَّاخ السنا فاذا الکون عقول ثرةٌ أنت فجرت من الصخرة ماءا أنت نبع الفکر مهما تنتهل أنت والقرآن صنوا معجز أنت من (أحمد) في روحيکما أحمد کالشمس لکن أفقها شمخت ذاتک حتي لم تجد إن ميلادک فجر زاحف رشَّها بالوعي حتي برعمت واجتناها (العرب) روضاً معشباً واجتنيناها- کسولين- خواءا نحن ما بين شباب نزق ويري الخير لدي «حرية» وشيوخ هرمت أفکارهم قبعوا في کنف الصمت، وما البلاء العقب: أنّا أمة وبأنا کقطيع أبلهٍ فاذا «المسرح» مشلول الهدي واذا الأفلام تختل، فلا يا لها مهزلة کم لعبت [صفحه 298]
(1348 ه-...)
لأباري بسناه الشعراءا
فاض من روحک عطراً ونقاءا
أدباً سمحاً، ويفتر ولاءا
نبضة الوجدان ينهار غثاءا
وتر الحبِّ يضيع الاهتداءا
من هدي الواقع، لم يملک اداءا
ومتي فاضا من القلب أضاءا
بين کفيه فم المدح حياءا
من شذا الوحي تؤدّيک الوفاءا
أن يفحَّ الوعي لفحاً ومضاءا
تشرب الاصرار جرحاً ودماءا
ترجم الکفر فترديه هباءا
يقحم الموت فيضري کبرياءا
أريحي الدم: عزماً وفتاءا
يرفع الارض فيعليها سماءا
عزمه الملحاح إلا الارتقاءا
أن بالاصرار هدماً وبناءا
ينفح المعجز: مدحاً وثناءا
أمة لم تر في الصحو ذکاءا
يزحف التأريخ: جيشاً ولواءا
تستحث الفکر: کداً وعناءا
ومن الجدب تلمست ازدهاءا
منه افکار الوري فاض سماءا
لنبيّ يتحدي الانبياءا
صورة ابدعها اللَّه سواءا
أنت والشمس من الافق تراءي
غير بيت اللَّه بدءاً وانتهاءا
بقرون تخصب الخير نماءا
وسقاها العلم فازدادت بهاءا
بمساعيه فأثري وأفاءا
تثمر الخيبة جهلا ووباءا
يحسب الذروة قولاً وادعاءا
في الهوي، يمشي- کما شاءت وشاءا
فهي لا تقوي علي الوعي استواءا
نطقوا الا ليغزوا البسطاءا
تخذت من دائها المضني دواءا
تخذ المرعي مقيلاً، لا غذاءا
وفصول العرض لم تملک جلاءا
تعکس (الشاشة) الا بلهاءا
دورها فينا: ابتداء وانتهاءا
صفحه 296، 297، 298.