محمد آل حيدر
الشيخ محمد ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ باقر آل حيدر، مرشد دينيٌّ وخطيب وأديب من أسرة في النجف وسوق الشيوخ معروفة بالفضل والتدين والأدب، وهو ابن عم الشاعر جميل حيدر. ولد في الناصرية سوق الشيوخ عام 1346 ه 1927 م ونشأ بها حيث رعاه أبوه الذي تزعَّم منطقته دينيّاً. إنتقل بعد ذلک إلي النجف لمواصلة دراسته حيث درس ودرّس بعض علومها. نظم الشعر وهو لمّا يتم العقد الثاني بعدُ، حتي استوي شاعراً يُشار اليه بالبنان، وله اکثر من مجموعة شعرية ونثرية، استقرَّ في الحلّة مرشداً دينيّاً وما يزال. وله يمدح الإمام عليّاً عليه السلام قوله: أستهل المدح بالشعر حياءا نحن لو نقوي علي آمالنا ورمينا الشعر في کل فم فإذا ما قصَّرت همتُنا نفس الشاعر روح برةٌ ودَّ لو يملأ مصباح الضحي [صفحه 284] فلقد أبصر في وادي طوي وأميط الستر عنه فرأي ال فوق عينيه ابتسامات الهدي ضُمَّني يا فجرُ إني شاعرٌ فأنا من حيدر لا أستقي أستقي من روحه النور الذي يا أباالسبطين إني شاعرٌ أحتسي بالنور من قارورةٍ أنا لا ألثم إلا تربةً أنا لا أعتز إلا في هوي أنا لا أرمق إلا طالعاً أنا حسبي منه لو کنت علي يا أباالسبطين هبنا قبسةً فأَنِرْ دربَ الوري يابَلْسم ال وله في يوم الغدير وعنوانها- أباالأحرار- قوله: حملت ولاک رأياً واعتقادا وما انصبَّ الدمُ العربيُّ إلّا ولا عجبٌ فإنَّ ولاه فينا غرستُ ولاک في قلبي ليومٍ أميرَ المؤمنين وکلُّ جيلٍ [صفحه 285] يحوّم فوق ربوته جلالاً ولمَّ الفجر ذيلاً ذهَّبَتْهُ علي مجرين من نار ونورٍ وحاز من النبوة معجزاتٍ أباحسن تجشَّمت الليالي وکيف الدهر يوهن منک عظماً قنعت بکوخک الذاوي ضلوعاً وأقراص الشعير ألذّ شي ء يلفک من نسيج الصوف ثوبٌ وبعد الکوخ تحتضن الدراري وذاک القرص يا رحماک فينا [صفحه 286]
(1346 ه-...)
أنت أسمي منه فاعفُ الشعراءا
لرفعناها علي الشمس لواءا
يا أباالسبطين حمداً وثناءا
حسبُنا إنا به نلنا السماءا
تملأ الأجواء لطفاً ورخاءا
منه زيتاً شاعريا واهتداءا
قبسةَ الحق جلاء فاستضاءا
-وحي فوق الأرض يمشي خيلاءا
وعلي جبهته الحق تراءي
فوق ما غُذّيتُ غُذّيتُ ضياءا
غير نور اللَّه هدياً وصفاءا
في جبين العرش قد لاح جلاءا
تحت ظلٍّ منک استوحي السماءا
قد حواها الوحي من قبل رواءا
بشذا القرآن قد طابت ثراءا
حيدرٍ ما دمت أجتاز البقاءا
طالما موسي به شام السناءا
حبه کالشمع ذوباً وانطفاءا
لتزيل البؤس عنا والعناءا
-جرح يامن جئت هدياً وشفاءا
وفي دنياک بصَّرتُ الفؤادا
علي حب الوصي وما تهادي
بياض العين يکتنف السودا
به أبغي علي يدک الحصادا
علي واديک يحتشد احتشادا
ويمسک باب مسجده اعتمادا
دماء بنات ليلته ودادا
به موسي بن عمران تهادي
بها يستنطق الصم الجلادا
مُدِلّاً ما تشکيت الجهادا
وقد حمّلتَها سبعاً شدادا
وفي خفقات شمعته اتقادا
إلي شفتيک طعماً وازدرادا
لتسعد في خشونته العبادا
بأذرعها لک الصرحَ المشادا
جري ذهباً علي يدِنا وجادا
صفحه 284، 285، 286.