جعفر الهلالي
الشيخ جعفر ابن الشيخ عبدالحميد بن ابراهيم الهلالي الاحسائي البصري النجفي.عالم فاضل وخطيب شهير وشاعر أديب. ولد في البصرة عام 1345 ه 1927 م، ونشأ فيها علي والده الخطيب العالم، ودرس في المدارس الرسمية. مارس بعدها الخطابة الحسينية، ثمّ انتقل إلي النجف الأشرف لمواصلة دراسته فيها فدرس في حوزتها علي اساتذة مشهورين. انتسب إلي کلية الفقه بعد افتتاحها، وتخرج منها عام 1383 ه 1963 م، وحصل علي البکالوريوس في العلوم العربية والاسلامية. مارس الخطابة والتبليغ اللذين شغلاه عن مواصلة دراسته الأکاديمية، فاتجه إلي وسط وجنوب العراق وبعض دول الخليج. له مؤلفات عدة وشعر کثير، ولا زال يرفد المناسبات الدينية بشعره الثر. أما علاقاته الأدبية فهي واسعة ومتنوعة. وهو يعدُّ اليوم من شيوخ الخطابة الحسينية وله فيها اسلوبٌ مميّز، امّا في الأدب فطالما أغني ساحته بالرائق الکثير من نتاجاته الشعرية، حيث يعدُّ من طليعة شيوخه. وله في مدح أميرالمؤمنين قوله: [صفحه 278] إلي من غدت تعنو له الفصحاء أباحسنٍ يا آية اللَّه في الوري مقامک أسمي أن تُحيط بکنههِ تعثّرت الأقلام والفکر دونه وهل بعد مدح اللَّه يا نفس أحمدٍ وله أيضاً من قصيدة طويلة: لَکَ هذا الشّعرُ اُنضِّدُه ماذا سأعدُّ بِقافِيةٍ ولفضْلکَ عدٌّ لا يُحصي وبِکَ الشّعراءُ وإن بَلَغَتْ فبلوغُ الغايةِ مَبْدَؤُها لکنَّ ولاَءکَ في قَلْبي قدْ سارَکما قد سارَ دمي حِرزي إن قَصَّرَ بي عَمَلي إنّي وولاکَ لنا فَرضٌ وب (قُلْ لا أسألُکم) نَصٌّ وبِنَصِّ حَديثٍ مُعْتَبَرٍ عِنوانُ صحيفةِ مُؤمِنِنا بِکَ قِدماً قالَ أبوالزَّهرا لَولا ما أخْشي مِنْ قَوْمٍ [صفحه 279] لأبَنْتُ مقالاً لَستَ تَم الّا أَخَذَتْ مِمّا وَطِئَتْ ويَروْنَکَ حِينَ تَهِلُّ الطَّرْ تَدْعوه تُناجِيه لَيلاً تُولِيهِ الفَضْلَ وتَشْکُرَه وبِذَاکَ تَقُولُ لِمنْ غالي أنا عبدُ مَشِيئَتِهِ الکُبري لکنَّ عُقولَهمُ تاهَتْ ودَعَتْکَ بأنّکَ رَبُّ الخَلْ يا وَيْلَهُمُ مِمّا قَالوا وبِذاکَ معاويةُ جَلي فَلِحَرْبِکَ قادَ جَحافِلَهِ وَنَهي أن تُرْوي مَنْقَبَةٌ قَدْ کانَ (وِلاکَ) جريمتهم وهُناکَ کَثِير لا يُحْصي أأبا حَسَنٍ وَمُصَابُکَ ما قدّسْتُ شَهَادَتَکَ العُظمي يَوْمٌ في البَيْتِ بَدا ألقاً وبيومٍ تُصرَعُ عندَ البَيْ قَدْ کُنْتَ أَتَيْتَ تُؤَدّي الفرْ فأتاکَ هناکَ شَقِيُّ الخَلْ [صفحه 280] فَصَرَخْتَ هُنَالِکَ فَزْتُ بها أأبا حَسَنٍ بکَ قد ثُکِلَتْ فَبَکَاکَ الدّينُ وشِرْعَتُهُ وغَدا جبريل أسيً يُعلي والمِنْبَرُ بَعْدَکَ والِمحرا وَبَکَتْکَ يَتامي ما فَتِئَتْ وله في ذکري مولد الإمام علي عليه السلام قوله: ذکراک يا بطل الخلود بمسمعي وتفجرت بفمي فرحت أبثها ذکراک يا رمز الجهاد عقيدة ذکراک دستور الحياة سمت به تمضي الدهور وأنت في أفق الهدي أبداً ستقرؤک الحياة رسالة إيهاً وليد البيت ذکرک عاطر فعلاک شمس قد تألق مشرقا وليوم مولدک المبارک قصة شکوي اليک أباالحسين يبثها هي نفثة المصدور فجّرها الاسي قد عاد وضع المسلمين کما تري وبلادنا وهي الجريحة قد غدت [صفحه 281] وله أيضاً: حين انثنت للبيت امک فاطم يا رب جئتک کي تسهل حاجتي واذا النداء يقول فاطمة ادخلي فولدت طهراً فوق أشرف بقعة لک سجل التأريخ أروع صفحة کرّمت عن (هبل) لتسجد نحوه وسبقت للاسلام لا مترددا وبذلت نفسک في المواطن کلها کم وقفة لک دون احمد جاوزت حتي رفعت لدين أحمد راية أأبا الحسين وما اقول بمعشر ال لو قلدوک الأمر ما زلّت بهم ولأبصروا بحرا خضماً طافحا وامام حق لم يلن بحکومة وفتي سياسيا ولکن ليس في کلا ولن يلج القصور وغيره أو کان يلبس للحرير وفي الوري الملح والخبز الشعير غذاؤه أأبا الهداة الغر أنت زعيمنا وولاک قد نشأت عليه نفوسنا [صفحه 282] وبذاک قرآن الاله مصرح يا سيدي واليوم يرجع نفسه أيکون حبک يا علي جريمة الأنني في کل آن ثورة أم ان جرمي أنّني لا أبتغي [صفحه 283]
(1345 ه-...)
توجهت يحدوني هويً وولاءُ
ويا معجزاً حارت به الحکماء
نعوت ولا يرقي إليه ثناء
فياليت شعري هل تفي الشعراء
سيبلغ أدني وصفک البلغاء
وعلي أعتابِکَ أُنْشِدُه
مهما للشّعرِ اُردِّدُه
قِدْماً قد حارَ مُعَدِّدُه
أقصي ما المَدْحُ يُعَدِّدُه
بِمديحکَ فهو مُؤَبَّدُه
فأَتيتُ اليومَ أُجَسِّدُه
في جِسمي کيفَ أُبَدِّدُه
وضَماني باسْمِکَ أعقِده
أضحي المختارُ يُؤکّدُه
جاء القرآنُ يُؤَيِّدُه
قد صَحَّ هناکَ مُوَرَّدُه
بِولاکَ تَشَيَّدَ مَعْقِدُه
ءِ مقالاً عالٍ مُسنَدُه
قَوْلاً في عِيسي تُوردُه
-رُّ بِقَوْمٍ فيما أعْهَدُه
قَدَماک تُراباً تفسدُه
فَ لِحُبِّ اللَّهِ وتَحْمدُه
بالذُّلِ هُناکَ وتَقْصُدُه
فيما أعطاکَ ونَقْصُدُه
إنّي لِلخالِقِ أعْبُدُه
أنا نُوْرٌ مِنه تَوَقُّدُه
مُذ شَخْصُکَ لاحُ مُمجَّدُه
قِ تُفِيضُ الرِّزْقَ تُحَدِّدُه
قَولاً نَقلُوه ونَجْحَدُه
وسواه مِمَّنْ يَعْضُدُه
ولِسبِّکَ رَاحَ يُمَهِّدُه
لَکَ والرّاوي يَتَهَدَّدُه
واللَّهُ ولاک مُؤَيِّدُه
لِلقَولِ يَطُوْلُ تَعَدُّدَه
زِلنا في الدَّهْرِ نُرَدِّدُه
شَوقاً بالعِزَّةِ تَعْقِدُه
ميلادُک وهْوَ مُخَلّدُه
تِ فَطابَ الخَتْمُ وموْلِدُه
ضَ وذکْرُ اللَّهِ تُرَدِّدُه
قِ بِغَدْرٍ کانَ يُجَسِّدُه
ولِربِّکَ رِحْتَ تُمَجِّدُه
دُنْيا الإسلام ومَعْبَدُه
ونَعاکَ الکَونُ وَفَرْقَدُه
صَوْتاً بالأُفْقِ يُرَدِّدُه
بُ نَعي والفَرْضُ ومَسْجِدُه
لِعَظِيمِ نَوالِکَ تَعْهَدُه
خطرت فکانت في القصيدة مطلعي
مدحاً تفوح بنشرک المتضوع
خلدتها نزهت بلون ممتع
أمم لخير علا وأشرف موضع
قمر ينير الدرب للمتطلع
للحق في وجه الضلال الاسفع
إما يمرّ علي المحب المولع
تعنو له الدنيا بغير تمنع
فيها لشخصک ميزة لم تدفع
قلبي ونار الحزن تلهب أضلعي
شعراً علي فم شاعر متفجع
بدداً بأيدي الخائنين الوضّع
نهباً لرغبة طامع أو أجشع
تدعو بدعوة خاشع متضرع
فإليک منقلبي وعندک مفزعي
حرم الإله وعند مثواه ضعي
هي قبلة للساجدين الرکّع
وکفي بها- مثلاً- علي ما أدعي
ولغير رب العرش لم تتضرع
والناس ثوب الشرک لما تنزعِ
في اللَّه لا تخشي لقاه مدرع
حد الثناء ومثلها لم نسمع
خفاقة بالنصر فوق الاربع
أصحاب بعد أبي الهداة الاروع
قدمٌ عن النهج القويم المهيع
بالعلم لانقص به في موضع
جورا ولم يرغب بلذة مطمع
أفعاله ميل لغدر أفضع
من شعبه يأوي لکوخ أضلع
فرد يحن أسي لثوب أرقع
متأسيا بالبائسين الجوع
لسواک بعد المصطفي لم نتبع
أفهل نحيد عن الصراط المهيع
والناس منه بمنظر وبمسمعِ
تأريخنا الماضي بشکل مفزع
فيها الاقي في بلادي مصرعي
في وجه کل مخرب أو مبدع
حکماً سوي الاسلام يا دنيا اسمعي
صفحه 278، 279، 280، 281، 282، 283.