اخوته











اخوته



وله عليه السلام خمس إخوة کلُّهم من أمِّه فاطمة بنت أسد: ثلاثة ذکور وبنتان، فالذکور: طالب، وعقيل، وجعفر، وبين کلِّ واحد وآخر عشر سنين والبنتان: أم هاني، وجمانة. وفي ما يلي نذکر موجزاً عن أحوالهم:

1ـ طالب: وهو أکبر ولد أبي طالب، وبه کان يکنَّي، أخرجه المشرکون يوم بدر لقتال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم کرهاً؛ فقال:


اللَّهمّ إمّا يغــزون طـــالب
في منقــبٍ من هــذه المناقب


وليکن المغلــوب غير غالـب
وليکن المسلــوب غيـر السالب


فلمَّا انهزم المشرکون يوم بدر لم يوجد في القتلي، ولا في الأسري، ولارجع إلي مکَّة، ولا يُدري ما حاله، وليس له عقب[1] .

2ـ عقيل[2] : وهو أکبر من جعفر بعشر سنين کذلک، ويکنَّي أبا يزيد.

[صفحه 17]

قال له النبيُّ صلي الله عليه وآله وسلم: «إنِّي أحبُّک حبَّين، حبَّاً لقرابتک، وحبَّاً لما کنتُ أعلم من حبِّ عمِّي إيَّاک»[3] .

وکان عقيل ممَّن خرج مع المشرکين إلي بدر مکرهاً، فأُسر يومئذٍ ولم يکن له مال؛ ففداه عمُّه العبَّاس. ثمَّ أتي مسلماً يوم الحديبية، وهاجر إلي النبيِّ صلي الله عليه وآله وسلم سنة ثمانٍ، وشهد غزوة مؤتة.

قال الواقدي: «أصاب عقيل يوم مؤتة خاتماً عليه تماثيل، فنفله إيَّاه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فکان في يده»[4] .

وکان سريع الجواب المسکت للخصم، وله فيه أشياء حسنة يطول ذکرها، وکان أعلم قريش بالنسب، وأعلمهم بأيَّامها، ولکنَّه کان مبغَّضاً إليهم، لأنَّه کان يَعدُّ مساوئهم.

وکان علي رأس ثلاثة اعتمدهم عمر بن الخطَّاب في تثبيت أسماء العرب وأنسابهم في الديوان الذي أقامه، ويعدُّ هذا الديوان أوَّل کتاب في الأنساب يکتبه المسلمون، وقد کان عقيل رأساً فيه.

وکانت له طنفسة ـ بساط ـ تطرح له في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، ويجتمع الناس إليه في علم النسب وأيَّام العرب، وکان يکثر ذکر مثالب قريش، فعادوه لذلک، وقالوا فيه بالباطل، ونسبوه إلي الحمق، واختلقوا عليه أحاديث مزوَّرة.

وکان ممَّا أعانهم عليه مفارقته أخاه عليَّاً عليه السلام، ومسيره إلي معاوية

[صفحه 18]

بالشام، فقيل: «إنَّ معاوية قال له يوماً: هذا أبو يزيد، لولا علمه بأنِّي خير له من أخيه، لما أقام عندنا، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دُنياي، وأسأل الله خاتمة خيرٍ بمنِّه»[5] .

وکانت زوجته فاطمة بنت عُتبة بن ربيعة خالة معاوية، وعاش عقيل إلي سنة خمسين من الهجرة وتوفِّي بعدما ذهب بصره.

ومن أولاده: يزيد، وبه کان يکنَّي، وسعيد، وأمُّهما أمُّ سعيد بنت عمرو من بني صعصعة.

وجعفر الأکبر وأبو سعيد ـ وهو اسمه ـ وأمُّهما أمُّ البنين کلابية.

ومسلم وهو الذي بعثه الحسين عليه السلام إلي الکوفة وبها استشهد وقبره هناک يزار.

وعبدالرحمن وعلي وجعفر وحمزة ومحمد ورملة وأم هاني وفاطمة وأم القاسم وزينب وأم النعمان وجعفر الأصغر، أولاد لأمَّهات شتَّي.

3ـ جعفر[6] : وهو المعروف بـ (جعفر الطيَّار) فقد کان أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خلقاً وخُلُقاً[7] ، أسلم بعد إسلام أخيه عليٍّ بقليل.

وکان لجعفر من الولد عبدالله، وبه کان يُکنَّي، وله العقب من ولد جعفر، ومحمَّد وعون لا عقب لهما، وُلدوا جميعاً لجعفر بأرض الحبشة في المهاجرة إليها، وأمُّهم أسماء بنت عُميس بن معبد بن تيم.

[صفحه 19]

وقد کان من السابقين الأوَّلين إلي الإسلام.. فقد روي أنَّ أبا طالب رأي النبيَّ صلي الله عليه وآله وسلم وعليَّاً عليه السلام يصلِّيان، وعليٌّ عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: «صِلْ جناح ابن عمِّک، وصَلِّ عن يساره»[8] .

وقيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً، وکان هو الثاني والثلاثين، قاله ابن إسحاق، وله هجرتان: هجرة إلي الحبشة، وهجرة إلي المدينة..

وکان رسول الله يسمِّيه: أبا المساکين... ولمَّا هاجر إلي الحبشة أقام بها عند النجاشي، إلي أن قدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حين فتح خيبر، فتلقَّاه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم واعتنقه، وقبَّل بين عينيه، وقال: «ما أدري بأيِّها أنا أشدُّ فرحاً؛ بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر»؟ وأنزله رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي جنب المسجد[9] .

4ـ أمُّ هاني: قال ابن سعد: «اسمها جعدة، وقيل: فاخته، وقيل: هند، وهي التي أجارت زوجها وقوماً من المشرکين يوم فتح مکة، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «قد أجرنا من أجرت».. وهاجرت إلي المدينة»[10] .

5ـ جُمانة: تزوَّجها أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطَّلب، وهاجرت إلي المدينة، وتوفِّيت في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم..

وذکر ابن سعد لأبي طالب ابنة أُخري وقال: اسمها ريطة وقيل: أسماء، وذکر أيضاً لأبي طالب أبناً آخر، وقال: اسمه: طليق، واسم أمِّه وعلة، والله أعلم بالصواب[11] .

[صفحه 20]



صفحه 17، 18، 19، 20.





  1. أنظر تذکرة الخواص: 11.
  2. أنظر ترجمته في: أسد الغابة 4: 70ـ 73، الطبقات الکبري 4: 31، سير اعلام النبلاء 1: 218، تهذيب التهذيب 7: 226، تذکرة الخواص: 11.
  3. تذکرة الخواص: 12.
  4. تذکرة الخواص: 11.
  5. أنظر أُسد الغابة 4: 71.
  6. أنظر في ترجمته: الطبقات الکبري 4: 25، أسد الغابة 1: 421.
  7. قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لجعفر: «أشبه خَلقُک خلقي وأشبه خُلُقک خُلقي فأنت منِّي ومن شجرتي» ذکرها ابن سعد في الطبقات الکبري 4: 26.
  8. أُسد الغابة 1: 421.
  9. أُسد الغابة 1: 421.
  10. أنظر: تذکرة الخواص 12، بتصرف.
  11. أنظر تذکرة الخواص: 13، بتصرف.