رجوع أبي بكر إليه في الأحكام الشرعية











رجوع أبي بکر إليه في الأحکام الشرعية



ومن جملة موارد الرجوع إليه في الأحکام الشرعية والقضايا الدينيّة في عهد أبي بکر، وکما جاء الخبر به عن رجال من العامَّة والخاصَّة: أنَّ رجلاً رُفع إلي أبي بکر وقد شرب الخمر، فأراد أن يقيم عليه الحدَّ، فقال له: إنَّني شربتها ولا علمَ لي بتحريمها، لأنَّي نشأت بين قومٍ يستحلُّونها، ولم

[صفحه 151]

أعلم بتحريمها حتي الآن.. فأُرتج[1] علي أبي بکر، ولم يعلم وجه القضاء فيه، فأشار عليه بعضُ من حضره أن يستخبر أمير المؤمنين عليه السلام عن الحکم في ذلک، فأرسل إليه من سأله عنه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «مُرْ ثقتين من رجال المسلمين يطوفان به علي مجالس المهاجرين والأنصار، ويُناشدانهم الله هل فيهم أحدٌ تلا عليه آية التحريم أو أخبره بذلک عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟ فإن شهد بذلک رجلان منهم فأقم الحدَّ عليه، وإن لم يشهد عليه أحدٌ بذلک فاستتبه وخلِّ سبيله» ففعل أبو بکر ذلک، فلم يشهد عليه أحدٌ من المهاجرين والأنصار أنَّه تلا عليه آية التحريم، ولا أخبره عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بذلک، فاستتابه أبو بکر وخلأَ سبيله، وسلَّم لعليٍّ عليه السلام فيما حکم به[2] .



صفحه 151.





  1. أُرْتجَ عليه وارتُجَّ عليه: استبهم عليه.
  2. الإرشاد 1: 199 وما بعدها...