ابو بكر يستشير الإمام علي في حرب الروم











ابو بکر يستشير الإمام علي في حرب الروم



في مطلع سنة 13هـ عزم أبو بکر علي محاربة الروم، فشاور جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فقدَّموا وأخَّروا، فاستشار عليَّ بن أبي طالب عليه السلام، فأشار عليه أن يفعل، وقال له: «إن فعلتَ ظفرت»

[صفحه 150]

فقال: «بُشِّرت بخير»[1] .

لکنَّ الناس تباطؤوا عن تلبية أمر أبي بکر، فقال عمر: لو کان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتَّبعتموه!

فاختار أبو بکر خالد بن سعيد علي قيادة الجيش وعقد له اللواء، لکنَّ عمر ـ وکعادته ـ اعترض، بحجَّة أنَّه تباطأ في بيعته للخليفة؛ فقال: أتولِّي خالداً وقد حبس عنک بيعته، وقال لبني هاشم ما بلغک؟! فحلَّ لواءه وجعل الجيش تحت إمرة يزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبي عبيدة الجرَّاح، وعمرو بن العاص، بالإضافة إلي خالد وجنده.

فحقَّق المسلمون انتصارات عظيمة ومتوالية، افتتحوا خلالها عدَّة مدن، وهذه کانت بشارة أمير المؤمنين عليه السلام.

ولکن سنري قريباً کيف کانت سياسة أبي بکر في تعيين الولاة والامراء قد حقَّقت مطامع بني أُميَّة، وفتحت أمامهم أبواب الخلافة الواسعة، حتي تربَّع أوغاد بني أُميَّة وغيرهم من الطلقاء علي رؤوس المسلمين، وجرت وراءها فتن وبحور من الدماء العظيمة!!



صفحه 150.





  1. تاريخ اليعقوبي 2: 132ـ 133.