امُّه











امُّه



فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم ـ جدُّ النبيِّ صلي الله عليه وآله وسلم ـ بن عبد مناف بن قصي الهاشمية القرشية، وأُمُّها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن

[صفحه 15]

حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي[1] بنت عم أبي طالب.

وقال أهل السير: «هي أول هاشمية تزوّجت هاشمياً وولدت خليفة هاشمياً»[2] وهي من سابقات المؤمنات إلي الإيمان، وکانت قبل ذلک علي ملَّة إبراهيم الخليل عليه السلام، هاجرت مع رسول الله في جملة المهاجرين إلي المدينة المنوَّرة ـ علي ساکنها السلام ـ ماشية، حافية، و هي أوَّل امرأةٍ بايعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بمکَّة بعد خديجة زوج الرسول..

وکان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يعاملها کما يعامل ابنٌ برَ أمَّه حتي يوم وفاتها. حيث توفِّيت في المدينة المنوَّرة سنة أربع من الهجرة، وأنَّه صلي الله عليه وآله وسلم قال: «اليوم ماتت أمِّي»[3] ، وشهد جنازتها فصلَّي عليها وکفَّنها قميصه ليدرأ عنها هوامَّ القبر، ونزل في قبرها لتأمن ضغطته[4] .

وروي أنها سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: «يُحشر الناس يوم القيامة عراة» فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «فإنِّي أسأل الله أن يبعثک کاسية»[5] .

وسمعته يذکر عذاب القبر فقالت: واضعفاه، فقال: «إنِّي أسأل الله أن يکفيک ذلک»[6] .

وکان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قبل ذلک يزورها ويقيل عندها في بيتها، وقال ابن عبَّاس: «وفيها نزلت (يا أيُّها النبيُّ إذا جاءک المؤمنات

[صفحه 16]

يبايعنک...)[7] »[8] وإنَّها کانت من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بمنزلة الام، تفضله علي أبنائها وتغدقه من حنانها وکان شاکراً لبرِّها.. وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «إنَّها کانت أمِّي، إنها کانت لتجيع صبيانها وتُشبعني، وتشعثهم وتدهنني، وکانت أمِّي»[9] .



صفحه 15، 16.





  1. الطبقات الکبري لابن سعد 8: 178.
  2. تذکرة الخواص: 10.
  3. تاريخ اليعقوبي 2: 14.
  4. تاريخ اليعقوبي 2: 14.
  5. تذکرة الخواص: 10.
  6. تذکرة الخواص: 10.
  7. سورة الممتحنة: 60.
  8. تذکرة الخواص: 10.
  9. تاريخ اليعقوبي: 14.