الوزارة والخلافة











الوزارة والخلافة



في نصّ حديث المنزلة يتفرّد عليّ بمنزلة لا يشارکه في مثلها أحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، يا عليُّ: «أنت منِّي بمنزلة هارون من موسي، الا أنَّه لا نبيَّ بعدي» استثني رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم النبوَّة، وأوجب له ما دون ذلک من الخصائص، فهو الوزير بعده والخليفة علي أُمَّته.

وحديث المنزلة هذا حديث متواتر لا خلاف فيه[1] .

وأنَّ القول بمنزلة هارون من موسي عليهما السلام يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسي لأمير المؤمنين عليه السلام من النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلاّ ما خصّه الاستثناء المنطوق به في الخبر من النبوة. وإن من منازل هارون من موسي عليهما السلام هي: الشرکة في النبوَّة، والأخوة، والتقدُّم عنده في الفضل والمحبَّة والاختصاص علي جميع قومه، والخلافة له في حال غيبته علي أُمَّته، وغيرها من المنازل، فوجدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم استثني ما لم يرده من المنازل

[صفحه 131]

بعده بقوله: «إلا أنَّه لا نبيَّ بعدي» فدلَّ هذا الاستثناء علي أنَّ ما لم يستثنه حاصل لأمير المؤمنين عليه السلام بعده، وإذا کان من جملة المنازل الخلافة في الحياة، وثبتت بعده، فقد تبيَّن صحَّة النصِّ عليه بالإمامة[2] .



صفحه 131.





  1. تقدَّمت مصادر هذا الحديث سابقاً، وانظر: مصنف ابن أبي شيبة ـ فضائل عليٍّ 7: 496 و 11ـ 15، السيرة النبوية لابن حبَّان: 149.
  2. إعلام الوري 1: 331ـ 332 بتصرُّف.