انَّ عليَّاً مولي المؤمنين
وإذا بجبرئيل الأمين يکفي علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الأمر بما فيه إکمال الدين وإتمام النعمة علي المسلمين، بقوله تعالي: (يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْکَ مِن رَبِّکَ وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاس)[1] . ثمَّ فرض رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ولاية عليٍّ عليه السلام علي الشاهد والغائب؛ فقال: «من کنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللَّهمَّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره»، وبعد فرض الولاية نزل قوله تعالي: (الْيَوْمَ أکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الإِِسْلأمَ دِيناً)[2] . فکبَّر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وحمدالله علي إکمال الدين ورضا الربِّ برسالته وولاية عليٍّ عليه السلام من بعده، فأصبح عليُّ بن أبي طالب عليه السلام مولي کلِّ مؤمن ومؤمنة. [صفحه 130] وحديث الغدير هذا حديث صحيح[3] ، قد بلَّغ حدَّ التواتر عند جميع المسلمين[4] کما مرَّ بنا سابقاً.
قُمَّت شجيرات الغدير، وتجمَّع الحشد الهائل من حجَّاج بيت الله الحرام، وإذا بالصمت يخطف الوجوه، فماذا عسي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أن يبلغ في حرِّ الرمضاء وساعة الظهيرة؟
صفحه 130.