النصوص الدالَّة علي إمامته











النصوص الدالَّة علي إمامته



قال تعالي: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَکَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون)[1] .

قال المفسِّرون: إنَّ معناها لنجعلنَّ من أُمِّتک أئمةً يهدون مثل تلک الهداية، لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين.[2] فهذه الآية الکريمة ـ وغيرها من الآيات ـ[3] تفيد وجوب الإمام في کلِّ زمان،

[صفحه 127]

ولمَّا کان الإمام موجوداً بأمر من الله عزَّ وجلَّ فوجب علينا حقُّ طاعته ونصرته، کما قال تعالي: (يَاأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَمْرِ مِنْکُم)[4] .

وکذا السُنَّة المطهَّرة فرضت علينا معرفة الإمام والاقتداء به، قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «من مات وليس عليه إمام فإنَّ موتته موتة جاهلية»[5] ، وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام بوجوب طاعة الإمام وموالاته: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»[6] .

إذن فالرسول الأکرم صلي الله عليه وآله وسلم لم يترک أُمَّته دون إمام يقود زمامها من بعده، وذلک بأمرٍ من السماء، إذ قال عزَّ من قائل: (وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه) فما هو جواب الرسول الذي سيملأ هذا الفراغ؟ سيتَّضح ذلک من خلال الأسطر التالية التي تکشف عن حقيقة أنَّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم کان يمارس إعداد الخليفة من بعده عملياً ونظرياً:



صفحه 127.





  1. سورة السجدة: 24.
  2. الکشَّاف 3: 516، روح المعاني 21: 138، تفسير الرازي 25: 186، تفسير النسفي 3: 45، تفسير أبي السعود 7: 87.
  3. مثل: سورة المائدة: 55ـ 56، سورة النساء: 71.
  4. النساء: 59.
  5. ورد هذا الحديث بعدَّة صيغ، انظر: مسند أحمد 4: 96، کنز العمَّال 1: 103 و464، المستدرک علي الصحيحين 1: 117، مجمع الزوائد 5: 218، 224، الدرُّ المنثور 2: 286ـ عند الآية (103) من سورة آل عمران، ينابيع المودَّة: 117.
  6. صحيح مسلم ـ کتاب الإمارة 3: 1478 و58 ـ (1851)، جامع الأصول 4: 463 و2065.