وقعة بني قريظة











وقعة بني قريظة



بنو قريظة: هي فخذ من جذام اخوة النضير، ويقال: إنَّ تهوُّدهم کان في أيام عاديا أبي السموأل، ثُمَّ نزلوا بجبل يقال له: قريظة، فنُسبوا إليه، وقد قيل: إنَّ قريظة اسم جدِّهم بعقب الخندق[1] .

وکانت هذه الغزوة في ذي القعدة سنة خمس[2] من الهجرة، وکان بين بني قريظة ورسول الله صلي الله عليه وآله وسلم صلح فنقضوه، ومالوا مع قريش، فوجَّه إليهم سعد بن معاذ وعبدالله بن رواحه وخوَّات بن جُبير، فذکَّرهم العهد وأساءوا الإجابة، فلمَّا انهزمت قريش يوم الخندق دعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليَّاً عليه السلام، فقال له: «قدِّم راية المهاجرين إلي بني قريظة» وقال: «عزمت عليکم ألا تصلُّوا العصر الا في بني قريظة» ثُمَّ سار إليهم في المسلمين وهم ثلاثة آلاف، والخيل ستة وثلاثون فرساً، وذلک يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.

[صفحه 85]

وحاصر المسلمون بني قريظة شهراً أو خمساً وعشرين ليلة[3] أشدَّ الحصار.. فدنا منهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فلقيه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: «يارسول الله لا تدنُ»، فقال: «أحسب أنَّ القوم أساءوا القول»، فقال: «نعم يا رسول الله»، فيقال: إنَّه قال بيده کذا وکذا، فانفرج الجبل حين رأوه، وقال: «يا عبدة الطاغوت، يا وجوه القردة والخنازير، فعل الله بکم وفعل».. فحاصرهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أياماً حتَّي نزلوا علي حکم سعد بن معاذ الأنصاري، وقد حکم انَّه تقتل مقاتلتهم، وتُسبي ذراريهم، وتجعل أموالهم للمهاجرين دون الأنصار، فقال رسول الله: «لقد حکمت بحکم الله من فوق سبعة أرقعة ـ سماوات ـ».

ومن مواقف أمير المؤمنين عليه السلام وهي التي تعنينا بالبحث: انَّه ضرب أعناق رؤوساء اليهود أعداء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، منهم: حُيي بن أخطب، وکعب بن أسد، بأمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم[4] .



صفحه 85.





  1. تاريخ اليعقوبي 2: 52.
  2. طبقات ابن سعد 2: 57.
  3. الکامل في التاريخ 2: 75.
  4. انظر إعلام الوري 1: 382.