غزواته مع الرسول

کانت هجرة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بداية عهد جديد للدعوة إلي الله عزَّ وجلَّ، وقد دخل الاسلام القسم الأعظم من أهل المدينة المنوَّرة، فيما أصرَّ بعضهم بادئ الأمر علي الشرک.

أمَّا قريش فقد بدأت بالتحرُّک السريع لإرهاب المسلمين.. وکان من الطبيعي أن لا يقف النبيُّ صلي الله عليه وآله وسلم من تلک التحدِّيات والتحرُّشات موقف المتخاذل الضعيف، فجعل يرسل السرايا لمطاردتهم، أو لقطع الطريق علي تجارتهم.. وظلَّ علي تلک الحال حتَّي أمر الله سبحانه وتعالي نبيَّه صلي الله عليه وآله وسلم بقتال المشرکين، وليکون لهم بالمرصاد، فکانت حروب وغزوات کثيرة، بلغت في حياة النبيِّ صلي الله عليه وآله وسلم نحو ثمانين غزوة، وليس في کلِّها کانت تقع حروب أو مناوشات، لأنَّ الکثير منها کان عبارة عن سرايا استطلاعية يبعثها النبي صلي الله عليه وآله وسلم في أطراف المدينة أو بعض النواحي التي يحتمل تسلُّل الأعداء منها.

وکان عدد الغزوات التي خرج فيها الرسول بنفسه 27 غزوة، وقع القتال في 9 منها، وهذه الغزوات هي التي اشتهرت في تاريخ الإسلام دون سواها.

وفي کلِّ الغزوات التي خـرج فيها النبي صلي الله عليه وآله وسلم کان عليٌّ عليه السلام معه، لم يفارقه في واحدة، الا في غزوة تبوک، لأمر أراده الله ورسوله، سيأتي

[صفحه 66]

تفصيله في محلِّه، وفي کلِّ تلک الغزوات کان لواء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بيد عليٍّ عليه السلام[1] .

فلنقف بإيجاز علي بعض مواقف وأدوار الإمام عليٍّ عليه السلام في الغزوات والحروب:

صفحه 66.

• غزوة بدر الکبري

• غزوة أُحد

• وقعة بني النضير

• وقعة الأحزاب

• وقعة بني قريظة

• عمرة الحديبية

• وقعة خيبر

• وقعة ذات السلاسل

• فتح مکَّة

• وقعة حنين

• تبوک والاستخلاف

---

1. سير اعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين): 228.