المقدمة











المقدمة



إنه قد لا يخفي علي قارئ ما يعانيه کاتب وهو يحاول الاقتراب من مقامٍ عليٍّ، کَمَقام عليّ.. ذلک المقام الذي طالما أدهش العقول، وأذهل البصائر، وحيّر الألباب.. فليس لأحد بعد النبي الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم من مقام يشبه مقام رجل اقترنت حياته کلها بحياة ذلک النبي العظيم، منذ ولادته وعلي امتداد أيام نشأته، ومنذ فجر الإسلام ومبعث النبي وعلي امتداد ايام دعوته وفصول جهاده وحتي لحظاته الأخيرة بل حتي توديع جثمانه الطاهر، بل بعد ذلک إلي يوم الدين إذ به قد امتد نسل النبي من ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، بل حتي في يوم الدين وبعده في مقام الخلود تقترن الشخصيتان في أعظم مقام عند الله تعالي، فلواء الحمد لخاتم النبيين محمد، وحامله علي، وحوض الکوثر تحفة الله لنبيه محمد، والساقي عليه عليّ، والمقام المحمود في الجنان لسيد الخلق محمد، وصاحبه فيه عليّ.. فمهما أفاض القلم بالمداد، ومهما أبدع الکاتب وأجاد، فإن الذي بينه وبين حقيقة مقام علي مسافات شاسعة ودنيا واسعة.. ويبقي جهد المقل في صفحات معدودات أن يستعيد العناوين الرئيسية التي تستوعبها الکتابات التقليدية عن رجل له هذا المقام الکبير.

وغاية هذا الکتاب هي الوقوف عند مثل هذه العناوين، إسهاماً في تأکيد الحق العلوي الذي لا يحجب اشراقه کل ما وضعه جبابرة التاريخ من حُجب، ولا يعلو عليه کل ما راکموه من باطل...

[صفحه 8]

تناولنا ذلک معتمدين الترکيز والاختصار، مع التوثيق المناسب.

وقد جاء هذا الکتاب في ثلاثة أبواب:

تناول الباب الأول: حياة علي عليه السلام مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في فصلين

الفصل الأول: علي عليه السلام مع الرسول قبل البعثة.

الفصل الثاني علي عليه السلام مع الرسول بعد البعثة والذي يقسم إلي مبحثين:

المبحث الأول: في مکة.

المبحث الثاني: في المدينة.

وتناول الباب الثاني: علي عليه السلام قبل تولي الخلافة، علي النحو الاتي:

مدخل في خصائصه والادلة علي امامته.

الفصل الأول: قصة السقيفة.

الفصل الثاني: مع أبي بکر وعمر وعثمان.

والباب الثالث: خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وهو في فصلين:

الأول: تولي الخلافة وسياسته عليه السلام في الإصلاح

الثاني: علي عليه السلام في العراق.

راجين أن نکون قد وفينا بهذا الجهد المتواضع بعض الحق الذي في أعناقنا لهذا الامام الکبير، آملين الفوز بشفاعته.. والله من وراء القصد.

[صفحه 9]



صفحه 8، 9.