مسألة 2- في النص علي أميرالمؤمنين علي












مسألة 2- في النص علي أميرالمؤمنين علي



بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم الملک الحق المبين و صلي الله علي سيدنا محمد النبي و آله الهادين.

و بعد فقد سألني القاضي الباقلاني فقال أخبرونا عن أسلافکم في النص علي أمير المؤمنين (السلام عليه) أ کثير أم قليل.

فإن قلتم قليل قيل لکم فلا تنکرون أن يتواطئوا علي الکذب لأن افتعال الکذب يجوز علي القليل.

و إن قلتم کثير قيل لکم فما بال أمير المؤمنين (سلام الله عليه) لم يقاتل بهم أعداءه لا سيما و أنتم تدعون أنه لو أصاب أعوانا لقاتل.

الجواب:

و بالله الثقة.

قيل له أسلافنا بحمد الله في النص کثير لا يجوز عليهم افتعال الکذب لکن ليس کل من يصلح لنقل الخبر يصلح للجهاد لأنه قد يصلح لنقل الخبر الشيخ الکبير الثقة الأمين و لا يصلح ذلک لضرب السيف. و أيضا فليست الحروف الدينية موقوفة علي کثرة الرجال و إنما هي موقوفة علي المصلحة أ لا تري أن رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلّم) جاهد و هو في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و قعد عن الجهاد يوم الحديبية و هو في ثلاثة آلاف و ستمائة رجل فعلمت أن الحروب الدينية الشرعية موقوفة علي

المصلحة لا علي العدد.

قال السائل فأرنا وجه المصلحة في قعوده عن أخذ حقه لنعلم بذلک صحة ما ذکرتموه. قيل له أول ما في هذا أنه لا يلزمنا ما ذکرت لأنه الإمام المعصوم من الخطأ و الزلل لا اعتراض عليه في قعوده و قيامه بل يعلم في الجملة أن قعوده لمصلحة في الدين و الدنيا.

ثم تبين بعد ذلک بعض وجوه المصلحة فيکون بعض ذلک أنه علم أن في المخالفين من يرجع عن الباطل إلي الحق بعد مدة و يستبصر فکان ترک قتله مصلحة.

و منه أنه علم أن في ظهورهم مؤمنين لا يجوز قتلهم و اجتياحهم فکان ترک قتلهم مصلحة.

و منه شفقة منه علي شيعته و ولده أن يصطلموا فينقطع نظام الإمامة و هذا کلام معروف يعرفه أهل العدل و المتکلمون و هو من أصول الدين أ لا تري أنا إذا سئلنا عن تغريق قوم نوح (السلام عليه) و هلاک قوم صالح لأجل ناقته و بقاء قاتل الحسين (السلام عليه) و الحسين عند الله أعظم من ناقة صالح لم يکن الجواب إلا ما ذکرناه من المصلحة و ما علمه الله من

بقاء من بقاه فلم يأت بشي ء لذلک