ذکر الضب و الذئب
[صفحه 48] بقتلک الاسود و الابيض من بني هاشم؟ قال: فهم به عمر بن الخطاب فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا عمر / 13 / ب / کاد الحليم أن يکون نبيا ثم أقبل النبي عليه السلام علي الاعرابي فقال: يا أخا بني سليم بئس ما قلت و بئس ما جئتنا به أ تستقبلني في وجهي بمثل هذا فو الله إني لامين في الارض محمود في السماء عند الملائکة. قال الاعرابي: فتکلمني [أيضا] فواللات و العزي لا أؤمن بک و لا اصدقک حيت يؤمن بک هذا الضب ثم أخرج الضب من کمه فوضعه بين يدي النبي صلي الله عليه و آله. فاقبل [النبي] صلي الله عليه و آله و سلم علي الضب و قال: يا ضب. فقال الضب: لبيک يا رسول الله يا زين من يوافي القيامة[2] فقال [له] النبي صلي الله عليه و اله و سلم: من تعبد! فقال أ عبد الله الذي في السماء عرشه و في الارض سلطانه و في البر و البحر سبيله و في الجنة ثوابه و في النار عقابه. [صفحه 49] فقال له النبي صلي الله عليه و آله: فمن أنا! فقال: إنک محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أکرمهم حسبا و أطولهم قصبا أنت رسول الله افلح من صدق بک و خاب من کذب بک. قال / 14 / أ: فولي الاعرابي ضاحکا فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا أخا بني سليم أ بالله و اياته تستهزئ! يا أخا بني سليم أسلم تسلم. فقال الاعرابي: ليس المخبر کالمعاين أنا اشهد بلحمي و دمي و شعري و بشري أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له وأنک رسول الله. فقال [له] النبي صلي الله عليه و آله: بخ بخ [لک] يا أخا بني سليم أتيتنا کافرا و ترجع مسلما يا أخا بني سليم هل لک من مال! فقال: لا و الذي بعثک بالحق ما في بني سليم افقر مني و لا اقل شيئا مني. فنظر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في وجوه أصحابه فقال: هل [من] رجل يحمل هذا الاعرابي علي ناقة يتألف بها قلبه اضمن له بناقة من الجنة في الجنة! فقال عدي بن حاتم الطائي: عندي [ناقة] حمراء وبراء عشواء فوق العربي و دون البختي إذا أقبلت به دفت و إذا أدبرت به رفت أهداها لي الاشعث بن قيس غداة قدمت معک من غزوة تبوک. قال [النبي]: فعجلها. ففعل [ف] قال رسول الله صلي الله عليه و آله / 14 / ب / و سلم قد قلت فأحسنت و وصلت فأجملت. ثم ذکر الحديث بطوله. [صفحه 50] 15 - حدثنا موسي بن هارون قال: حدثنا شيبان بن فروخ الابلي[3] قال:: حدثنا قاسم بن الفضل قال حدثنا أبو نضرة: عن ابي سعيد الخدري قال: بينما راع يرعي بالحرة إذ انتهر الذئب شاة [له] فحال الراعي بين الذئب و الشاة فأقعي الذئب علي ذنبه ثم قال للراعي: ألا تتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي. فقال الراعي: العجب من ذئب يقع علي ذنبه يکلمني بکلام الانس. فقال الذئب للراعي: ألا أحدثک بأعجب مني! رسول الله صلي الله عليه و آله بين الحرتين يحدث الناس بما قد سبق. فساق الراعي الشاء حتي انتهي إلي المدينة فزواها في زاوية من زواياها ثم دخل علي رسول الله صلي الله عليه و آله فحدثه الحديث [و بما] قال الذئب فخرج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إلي الناس فقال للراعي: قم فحدثهم. فقام الراعي فأخبر الناس بما قال الذئب / 15 / أ /. 16 - حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد[4] قال: حدثنا عبد الله بن صالح أبو صالح قال: حدثنا الليث قال: حدثنا عقيل عن ابن شهاب قال: حدثنا أبو سلمة ابن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب أنهما سمعا ابا هريرة يقول: [صفحه 51] قال رسول الله صلي الله عليه و آله: بينما راع في غنمه إذ عدي عليه الذئب فأخذ منه شاة فطلبه الراعي حتي استنقذها منه فالتفت إليه الذئب [و قال] فمن لها يوم السبع أو يوم ليس لها راع. فقال الناس: سبحان الله فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إني أؤمن بذلک. 17 - حدثنا أبو جعفر المکي محمد بن صالح بن بکر بن ثوبه[5] قال: حدثنا إسحاق بن حمزة الرازي قال: حدثنا محمد بن عزيز الايلي قال: و حدثني سلامة عن عقيل قال: قال عبد الله بن عبد الرحمان الانصاري أن رجلا من أهل مکة أخبره [قال]: إن ذئبا أقبل يطلب صيدا / 15 / ب / حتي لما بلغ ادني الحرم دخل الصيد فيه و وقف الذئب فلم يطلبه و ناس ينظرون إليه فقالوا: و الله ما زأينا کاليوم صيدا يطلبه الذئب حتي لما دخل الحرم ترکه فأقبل الذئب عليهم فقال: أعجبتم! فقلنا: عجبنا [من] فعلک و کلامک أعجب. فقال الذئب: و الله لانتم أعجب إن محمدا يدعوکم إلي الهدي و تأبون إلا الضلالة. و [کان] ذلک قبل فتح مکة. [صفحه 53]
14 - محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن حمدويه البغلاني[1] أبو محمد قال: حدثنا بشر بن موسي بن عبيد بن الهيثم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن عبد الله أبو عبد الرحمان التميمي المصري قال: حدثنا العباس بن / 13 / أ / الحسن قال: حدثنا المؤمل بن إسماعيل الثقفي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلي الله عليه و آله قاعد إذ أتاه أعرابي من بني سليم في کمه الايمن ضب و في کمه الايسر عظام نخرة فأخرج من کمه عظما ففرکه ثم قال: يا محمد أ تري ربک معيدا هذا العظم خلقا جديدا بعد ما صار عظما رفاتا!؟ قال [ابن عباس]: و کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إذا سئل عن مثل هذا لم يعجل في الجواب حتي يأتي جبرئيل قال: فإن أبطأ عليه [جبرئيل] أجاب من تلقاء نفسه فأتي جبريل فقال: قل يا محمد: (أو لم يري الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين] [77 / ياسين: 36] إلي آخر السورة فقال الاعرابي: و اللات و العزي ما اشتملت أصلاب الرجال علي ذي لهجة أکذب منک و لا ابغض إلي منک و لو لا أن قومي يسموني عجولا لقتلتک فسدت
صفحه 48، 49، 50، 51، 53.
روي الحروف سماعا عن البزي. [و] روي عنه الحروف محمد بن عبد الرحمن بن محمد المکي. أقول: و کان في أصلي من کتاب المناقب هذا: " حدثنا أبو جعفر الکلابي ابن محمد بن صالح بن بکر بن ثوبه.".