ذکر علامات النبوة
فلم ينقص من الراوية لا قليل و لا کثيرة [صفحه 40] ثم قال: يا جارية إذا أتيت أهلک فاخبريهم بما رأيت. قالت: يا مولاي لقد رأيت من العجب ما لا أنساه. فذهبت [الجارية] إلي أهلها فاستقبلها مولاها و هو يقول: البعير ببعيري و الراوية راويتي و الجارية ليست بخادمي. فدنا منها و هو يقول: يا جارية فأين جاريتي قالت: تقول [هذا] يا مولاي! أو لست أنا جاريتک! قال: فما شأن وجهک مبيض؟ قالت: استقبلني رجل يقال له: محمد رسول الله فأخذ بخطام البعير و ذهب به إلي اصحابه و هو يقول: هاتوا اوعيتکم و إنه / 11 / أ / حلي راويتي و إنه قال: زودوها من کسرکم. فزودوني من کسرات کانت معهم ودنا منه البعير و هو يقول: بسم الله و بالله فإذا هو لم ينقص من راويتي قليل و لا کثير يا مولاي ليس هذا من الماء الذي استقيته هذا من برکة ذلک الرجل. قال: [لها]: أريني هذا الکساء. فأرته في طرف کسائها کسرات فشمه فقال: مما أطيب هذا الريح إن کان في الدنيا رسول الله فهذا رسول الله آمنا بالله و برسوله. فلما انتهي إليهم سمع الله أکبر[2] الله أکبر أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله. [ف] قال: الايمان و رب الکعبة. ثم أتاه مع جماعة من قومه فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأنک محمد رسول الله. و مسحوا علي يده. [صفحه 41] ثم قالوا: يا رسول الله إن لنا رکيا معورا و إن ماءنا من مکان بعيد. [ف] قال [لهم]: أين الرکية! [فأروه إياها] فاطلع في الرکي فقال: بسم الله و بالله لو لم يقل کذا لا غرقهم أنه قال کذا - فصار ثلثها الماء فشربوا و رووا. ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن العبد إذا قال: لا إله إلا الله قالت کل شعرة في / 11 / ب / جسده: لا إله إلا الله. و إذا قال: سبحان الله. تحرکت کل شعرة في جسده و هي تسبح فإذا قال: الحمد لله. اطمأنت کل شعرة في جسده لقوله: الحمد لله. 12 - أبو جعفر [محمد بن سليمان] قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه البغلاني و أبو بکر[3] قالا: حدثنا محمد بن يونس الکديمي قال: حدثنا قريش بن انس قال: حدثنا کرب أبو وائل قال: صدرنا في صدر هذا الزمان الهند فوقعنا في غيظة فيها شجر عليه ورد أحمر مکتوب فيه بالبياض: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه و آله. [صفحه 42] ما جاء حول أن عليا أول من آمن برسول الله[4] 13 - قال أبو جعفر [محمد بن سليمان]: حدثنا أحمد بن عبدان البرذعي[5] . قال: حدثنا سهل بن شقير قال: حدثنا موسي بن عبد ربه (3) قال: [قال: علي [عليه السلام]: أول من آمن برسول الله صلي الله عليه و آله أنا ثم زيد بن حارثة ثم أبو بکر ثم سعد بن ابي وقاص، کنا نعبد الله في شعاب مکة ب " أجياد " و کان البيت في أيدي المشرکين فأجمع أو جهل بن هشام و أبو سفيان بن حرب و فراعنة قريش علي رسول الله صلي الله عليه و آله فقالوا: يا محمد ألست تدعي أنک نبي الله وأنک رسول الله و أن / 12 / أ / کل ما سألت الله من شيء فعل لک! [صفحه 43] فقال النبي صلي و آله و سلم: ليس بالادعاء أقول بل الحقيقة أقول: أنا رسول الله رب العالمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين إلي جنات النعيم. فقال أبو جهل: لا نحتاج أن يکون بيننا قيل و لا قال و لکن إذا استدار القمر فصار مستديرا فأمر القمر فينشق نصفين فيصير نصفه علي سطح مکة و نصفه علي جبل أبي قبيس و تدعو شجرة أم غيلان من الجبل فيأتيک نصفها و يبقي نصفها فإذا فعلت ذلک آمنا بک من أن يکون بينک و بيننا سيف و لا قتال. فقال لهم النبي صلي الله عليه و آله: نعم - و أنسئ أن يقول " إن شاء الله " - فانتظر جبريل عليه السلام عشرة أيام ثم عشرين يوما ثم ثلاثين يوما لم يأته فقال مشرکوا قريش: إن الذي کان يأتي محمدا قد شنأه و قلاه؟؟ فلما کان ليلة الاربعين لبس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسوح - و هو حجة لمن لبس في هذه الامة المسوح - و دخل إلي مصلاه و دعا فهبط عليه جبريل فقال: يا [صفحه 44] محمد اقرأه: (و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلک غدا إلا أن يشاء الله) / 203 / الکهف: 18]. [و] اقرأ [أيضا] (و الضحي و الليل إذا سجي ما ودعک ربک و ما قلي) [1 - 3 / الضحي: 93]. مر القمر فلينشق فيکون نصفه علي سطح مکة و يکون نصفه علي [جبل] أبي قبيس وادع الشجرة فيأتيک نصفها و يبقي نصفها في موضعه. قال: فأرسل رسول الله صلي الله عليه و آله إلي ابي جهل و من معه فلما حضروا أمر القمر فانشق نصفين فصار نصفه علي سطح مکة و صار نصفه علي ابي قبيس. و دعا [ايضا] الشجرة فأتي نصفها و بقي نصفها في موضعه. فلما نظر أبو جهل و من معه إلي تلک [المعجزة] قالوا: هذا سحر مستمر من سحر محمد. فأنزل الله علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم: (اقتربت الساعة و انشق القمر و ان يروا آية يعرضوا و يقولوا: سحر مستمر) [1 - 2 ب / القمر: 54][6] . [صفحه 47]
11 - قال أبو جعفر: حدثنا خضر بن ابان قال حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة[1] : عن أنس بن مالک قال: حضرت غزوة في سبيل الله مع رسولو الله صلي الله عليه و آله و مع اصحابه قال: فغلبهم العطش فإذا هو بخادمة سوداء للجاهلية معها راوية من ماء فقال أصحابه: آنيتنا يا رسول الله خالية من ماء / 10 / ب / فمضي حتي أخذ بخطام البعير و الجارية تقول: يا عبد الله ما تريد مني! قال: لا بأس عليک فجاء بها إلي أصحابه و هو يقول: هاتوا أوعيتکم فحلي الراوية لم يبق فيها لا قليل و لا کثير ثم قال: زودوها من کسرکم فزودوها کسرات و تمرات کان معهم و قال للجارية: أدني مني فدنت منه فقال بيده علي وجهها بسم الله فابيض وجهها ثم إنه قال علي الراوية بسم الله و بالله.
صفحه 40، 41، 42، 43، 44، 47.
و قال ابن حجر في ترجمته من کتاب لسانا لميزان: ج 1، ص 119: حدث بعيد المائتين عن أنس بعجائب. و أما أبو بکر فلعله هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الذي يروي عنه المصنف الحديث الآتي تحت الرقم: " 18 " فليلاحظ هناک. من هذه الطبعة أخبار متواترة في أن عليا عليه السلام أول من آمن بالله وصلي مع رسول اله صلي الله عليه و آله. و الحديث يأتي حرفيا في آخر الجزء الثاني تحت الرقم: " 222 " من هذا الکتاب في الورق / 63 / ب / و في هذه الطبعة ص 298 و أما موسي بن عبد ربه فلم أجد فيما عندي من کتب التراجم ترجمة له. روي الطبري بسند صحيح عندهم في عنوان: " و قال آخرون: أسلم قبل أبي بکر جماعة " من سيرة رسول الله صلي الله عليه و له و سلم من تاريخه: ج 2 ص 316 ط بيروت قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا کنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن سالم بن ابي الجعد: عن محمد بن سعد [بن ابي وقاص] قال: قلت لابي: أ کان أبو بکر أولکم إسلاما! فقال: لا و لقد أسلم قبله أکثر من خمسين [نفرا] و لکن کان افضلنا إسلاما. و ليلاحظ ما أورده الفيروزآبادي في فضائل الخمسة: ج 1 ص 88. و کذلک ما رواه الطبراني في کتاب الاوائل ص 77 ط بيروت.