ذكر علامات النبوة











ذکر علامات النبوة



11 - قال أبو جعفر: حدثنا خضر بن ابان قال حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة[1] : عن أنس بن مالک قال: حضرت غزوة في سبيل الله مع رسولو الله صلي الله عليه و آله و مع اصحابه قال: فغلبهم العطش فإذا هو بخادمة سوداء للجاهلية معها راوية من ماء فقال أصحابه: آنيتنا يا رسول الله خالية من ماء / 10 / ب / فمضي حتي أخذ بخطام البعير و الجارية تقول: يا عبد الله ما تريد مني! قال: لا بأس عليک فجاء بها إلي أصحابه و هو يقول: هاتوا أوعيتکم فحلي الراوية لم يبق فيها لا قليل و لا کثير ثم قال: زودوها من کسرکم فزودوها کسرات و تمرات کان معهم و قال للجارية: أدني مني فدنت منه فقال بيده علي وجهها بسم الله فابيض وجهها ثم إنه قال علي الراوية بسم الله و بالله.

فلم ينقص من الراوية لا قليل و لا کثيرة

[صفحه 40]

ثم قال: يا جارية إذا أتيت أهلک فاخبريهم بما رأيت.

قالت: يا مولاي لقد رأيت من العجب ما لا أنساه.

فذهبت [الجارية] إلي أهلها فاستقبلها مولاها و هو يقول: البعير ببعيري و الراوية راويتي و الجارية ليست بخادمي.

فدنا منها و هو يقول: يا جارية فأين جاريتي قالت: تقول [هذا] يا مولاي! أو لست أنا جاريتک! قال: فما شأن وجهک مبيض؟ قالت: استقبلني رجل يقال له: محمد رسول الله فأخذ بخطام البعير و ذهب به إلي اصحابه و هو يقول: هاتوا اوعيتکم و إنه / 11 / أ / حلي راويتي و إنه قال: زودوها من کسرکم.

فزودوني من کسرات کانت معهم ودنا منه البعير و هو يقول: بسم الله و بالله فإذا هو لم ينقص من راويتي قليل و لا کثير يا مولاي ليس هذا من الماء الذي استقيته هذا من برکة ذلک الرجل.

قال: [لها]: أريني هذا الکساء.

فأرته في طرف کسائها کسرات فشمه فقال: مما أطيب هذا الريح إن کان في الدنيا رسول الله فهذا رسول الله آمنا بالله و برسوله.

فلما انتهي إليهم سمع الله أکبر[2] الله أکبر أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله.

[ف] قال: الايمان و رب الکعبة.

ثم أتاه مع جماعة من قومه فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأنک محمد رسول الله.

و مسحوا علي يده.

[صفحه 41]

ثم قالوا: يا رسول الله إن لنا رکيا معورا و إن ماءنا من مکان بعيد.

[ف] قال [لهم]: أين الرکية! [فأروه إياها] فاطلع في الرکي فقال: بسم الله و بالله لو لم يقل کذا لا غرقهم أنه قال کذا - فصار ثلثها الماء فشربوا و رووا.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن العبد إذا قال: لا إله إلا الله قالت کل شعرة في / 11 / ب / جسده: لا إله إلا الله.

و إذا قال: سبحان الله.

تحرکت کل شعرة في جسده و هي تسبح فإذا قال: الحمد لله.

اطمأنت کل شعرة في جسده لقوله: الحمد لله.

12 - أبو جعفر [محمد بن سليمان] قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه البغلاني و أبو بکر[3] قالا: حدثنا محمد بن يونس الکديمي قال: حدثنا قريش بن انس قال: حدثنا کرب أبو وائل قال: صدرنا في صدر هذا الزمان الهند فوقعنا في غيظة فيها شجر عليه ورد أحمر مکتوب فيه بالبياض: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه و آله.

[صفحه 42]

ما جاء حول أن عليا أول من آمن برسول الله[4] 13 - قال أبو جعفر [محمد بن سليمان]: حدثنا أحمد بن عبدان البرذعي[5] .

قال: حدثنا سهل بن شقير قال: حدثنا موسي بن عبد ربه (3) قال: [قال: علي [عليه السلام]: أول من آمن برسول الله صلي الله عليه و آله أنا ثم زيد بن حارثة ثم أبو بکر ثم سعد بن ابي وقاص، کنا نعبد الله في شعاب مکة ب " أجياد " و کان البيت في أيدي المشرکين فأجمع أو جهل بن هشام و أبو سفيان بن حرب و فراعنة قريش علي رسول الله صلي الله عليه و آله فقالوا: يا محمد ألست تدعي أنک نبي الله وأنک رسول الله و أن / 12 / أ / کل ما سألت الله من شيء فعل لک!

[صفحه 43]

فقال النبي صلي و آله و سلم: ليس بالادعاء أقول بل الحقيقة أقول: أنا رسول الله رب العالمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين إلي جنات النعيم.

فقال أبو جهل: لا نحتاج أن يکون بيننا قيل و لا قال و لکن إذا استدار القمر فصار مستديرا فأمر القمر فينشق نصفين فيصير نصفه علي سطح مکة و نصفه علي جبل أبي قبيس و تدعو شجرة أم غيلان من الجبل فيأتيک نصفها و يبقي نصفها فإذا فعلت ذلک آمنا بک من أن يکون بينک و بيننا سيف و لا قتال.

فقال لهم النبي صلي الله عليه و آله: نعم - و أنسئ أن يقول " إن شاء الله " - فانتظر جبريل عليه السلام عشرة أيام ثم عشرين يوما ثم ثلاثين يوما لم يأته فقال مشرکوا قريش: إن الذي کان يأتي محمدا قد شنأه و قلاه؟؟ فلما کان ليلة الاربعين لبس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسوح - و هو حجة لمن لبس في هذه الامة المسوح - و دخل إلي مصلاه و دعا فهبط عليه جبريل فقال: يا

[صفحه 44]

محمد اقرأه: (و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلک غدا إلا أن يشاء الله) / 203 / الکهف: 18].

[و] اقرأ [أيضا] (و الضحي و الليل إذا سجي ما ودعک ربک و ما قلي) [1 - 3 / الضحي: 93].

مر القمر فلينشق فيکون نصفه علي سطح مکة و يکون نصفه علي [جبل] أبي قبيس وادع الشجرة فيأتيک نصفها و يبقي نصفها في موضعه.

قال: فأرسل رسول الله صلي الله عليه و آله إلي ابي جهل و من معه فلما حضروا أمر القمر فانشق نصفين فصار نصفه علي سطح مکة و صار نصفه علي ابي قبيس.

و دعا [ايضا] الشجرة فأتي نصفها و بقي نصفها في موضعه.

فلما نظر أبو جهل و من معه إلي تلک [المعجزة] قالوا: هذا سحر مستمر من سحر محمد.

فأنزل الله علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم: (اقتربت الساعة و انشق القمر و ان يروا آية يعرضوا و يقولوا: سحر مستمر) [1 - 2 ب / القمر: 54][6] .

[صفحه 47]


صفحه 40، 41، 42، 43، 44، 47.








  1. و انظر ترجمته في کامل ابن عدي و تاريخ إصبهان و غيرهما.

    و قال ابن حجر في ترجمته من کتاب لسانا لميزان: ج 1، ص 119: حدث بعيد المائتين عن أنس بعجائب.

  2. کذا في أصلي أن لفظة " لله " رسم خطها لم يکن واضحا.
  3. لعبد الله بن حمدويه البغلاني ترجمة مختصرة تحت الرقم: " 5075 " من تاريخ بغداد: ج 9 ص 446.

    و أما أبو بکر فلعله هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الذي يروي عنه المصنف الحديث الآتي تحت الرقم: " 18 " فليلاحظ هناک.

  4. و سيأتي في أواخر الجزء الثاني من هذا الکتاب الورق 56 / أ / أو ص.

    من هذه الطبعة أخبار متواترة في أن عليا عليه السلام أول من آمن بالله وصلي مع رسول اله صلي الله عليه و آله.

  5. قال ابن حجر في ترجمته من کتاب لسان الميزان: ج 1، ص 192، قال مسلمة بن قاسم: إنه مجهول.

    و الحديث يأتي حرفيا في آخر الجزء الثاني تحت الرقم: " 222 " من هذا الکتاب في الورق / 63 / ب / و في هذه الطبعة ص 298 و أما موسي بن عبد ربه فلم أجد فيما عندي من کتب التراجم ترجمة له.

    روي الطبري بسند صحيح عندهم في عنوان: " و قال آخرون: أسلم قبل أبي بکر جماعة " من سيرة رسول الله صلي الله عليه و له و سلم من تاريخه: ج 2 ص 316 ط بيروت قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا کنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن سالم بن ابي الجعد: عن محمد بن سعد [بن ابي وقاص] قال: قلت لابي: أ کان أبو بکر أولکم إسلاما! فقال: لا و لقد أسلم قبله أکثر من خمسين [نفرا] و لکن کان افضلنا إسلاما.

    و ليلاحظ ما أورده الفيروزآبادي في فضائل الخمسة: ج 1 ص 88.

    و کذلک ما رواه الطبراني في کتاب الاوائل ص 77 ط بيروت.

  6. و للبخاري أحاديث حول انشقاق القمر ذکرها في تفسير سورة القمر من کتاب التفسير تحت الرقم: (4544) و ما بعده من صحيحه بشرح الکرماني: ج 18، ص 117.