آخر في طلب النبي من العباس ثم من علي قضأ دينه و إنجاز عدته
قال: فالتفت إلي علي فعرض عليه الذي عرض علي العباس فقال: نعم بأبي و أمي يا رسول الله و الله لا ادع أحدا من الناس وعدته شيئا إلا أنجزته حتي لا يبقي من الناس أحد فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أللهم أنه ثلاث مرات فکان علي ينادي في کل موسم: من کان وعده رسول الله فلياتني حتي لم يبق أحد من الناس له عدة إلا أنجزها. و قال الحسن بعد ذلک[2] : [و کان علي] يصيح في الناس في الموسم بذلک. [صفحه 398] خبر سعية بن العريض[3] . [الصحابي] مع معاوية [بن ابي سفيان] 322 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي قال: حدثنا هشام بن المغيرة / 85 / أ / عن سليمان بن محمد القرشي عن جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة بن عجلان عن عبد الله بن لهيعة: [صفحه 399] عن ابي الزبير أن معاوية بن ابي سفيان قدم المدينة فدخل المسجد فرمي ببصره في صحن المسجد فإذا هو بشيخ له ضفيرتان من أحسن ما رئيت من الشيوخ سمتا و أنقاه ثوبا و أشده تشميرا فقال: من هذا الشيخ؟ فقيل: [هو] سعية بن العريض بن السموأل التيمي قال: فبعث إليه معاوية يدعوه فاتاه الرسول فقال له: أجب قال: و لمن أجيب؟ قال: لامير المؤمنين. قال: و من أمير المؤمنين؟ قال: معاوية بن ابي سفيان. قال: التراب في فيک و في في معاوية، [قال الرسول: فرجعت إلي معاوية] فأخبرته بالذي قال. فقال له معاوية: ارجع إليه فقل له: إما أن تأتينا و إما أن نأتيک [فأتاه الرسول فبلغه القول ف] قال: أما هذا فنعم. قال: فأتي [معاوية] فسلم عليه بغير تسليم الامارة و لا الخلافة قال: فقال له معاوية: من أنت؟ قال: فقال له سعية: لا بل [من] أنت؟ قال: أنا معاوية بن ابي سفيان. قال له سعية: و أنا سعية بن العريض بن السمؤال. قال: ما فعلت ارضک التي ب " تيماء "؟ قال: يکسي منها العاري و يعاد بفضلها علي الجار. قال له معاوية: أتبيعنيها؟ قال له سعيد: نعم و لو لا خلة داخلة في الحي لما بعتها بشيء. قال [معاوية]: فبکم تبيعها؟ قال: بست مائة ألف. فقال له معاوية: بخ بخ لقد أحببت أن تثمن بها اتبيعها بستين الفا؟ قال: فقال له: لا و لو کانت لبعض جلسائک لاخذتها بست مائة ألف، قال: فقال له معاوية: و عسي أن تکون کما تقول أنشدني مرثية ابيک التي رثي بها نفسه عند موته؟ قال: نعم أبي الذي يقول: [صفحه 401] ألا ليت شعري يوم أندب هالکا ماذا يبکيني به نواحي لا تبعدن فرب يوم کريهة فرجتها بشجاعة و سماح و لقد أخذت الحق مخاصم و لقد بذلت الحق ملاح و لقد اصبت بفضل مالي حقه عند الشتاء و شدة الارواح و إذا دعيت لضيقة سهلتها ادعو بأفلح مرة و رباح فقال له / 85 / ب /[4] معاوية: بخ بخ أنا و الله کنت أحق بهذه الابيات من أبيک! قال: فقال له سعية: کذبت لعمر الله و لؤمت قال: فقال له معاوية: أما قولک: کذبت فقد عرفنا معناه فما معنا [قولک:] " و لؤمت " قال: لانک أمت الحق في الجاهلية مرة و في الاسلام أخري أما في الجاهلية فإنک قاتلت الرسول و لوحي ما جعل الله خدک الاسفل و ببدر المردودون! و أما في الاسلام فإنک أمرت بإمارة ما جعل الله لک [فيها نصيبا] تخبطها عمياء مطلمة تهوي بها في نار جهنم!! قال: فقال معاوية: ما أظن شيخکم هذا إلا قد خرف! قال: فقال [له] سعية: و الله ما خرفت و لا عزب عني عقلي نشدتک الله يا معاوية [أذکرک بشيء] إن کنت صادقا لما صدقتني و إن کنت کاذبا لما کذبتني. قال [معاوية]: أذکر. [صفحه 402] قال له سعية: [أ] تذکر يوم کنا جلوسا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حين رفع رأسه إلي أبي بکر فقال له: کيف أنت يا أبا بکر إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم. فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم سکت [رسول الله] طويلا ثم رفع رأسه إلي عمر فقال: کيف أنت إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم. فانتقع وجهه ثم سکت ثم التفت إلي عثمان فقال له: کيف أنت يا ابن عفان إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم. فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم سکت / 86 / أ / ثم رفع رأسه إلي علي فقال: کيف أنت يا أبا حسن إن وليت الامر غدا؟ قال: أعدل يا رسول الله في الرعية و أقسم بينهم بالسوية أقسم التمرة و أحمي الجمرة و أعز الذليل و أشفي العليل و أهدم المرج و أحمي الفرج[5] قال: أنت لها. فنکس رأسه ثم بکي حتي استغرق في البکاء ثم رفع رأسه فقال: [له علي]: بأبي أنت و أمي أ [تبکي] لي أم علي؟ قال: لا بل [أبکي] لک. - ثلاث مرات - و أنت أول من يجثو للخصوم. ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إني سألت الله أن يجمع الامة عليک فأبا ذلک علي حتي يبلو بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب و لکونه عوضک من ذلک سبع خصال: تستر عورتي و تقضي ديني وعداتي و أنت معي علي الحوض معک لوائي [صفحه 403] الاعظم تحته آدم و ما ولد و أنت تکاتي يوم القيامة[6] و لن ترجع بعدي کافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان. فقال عمر: بخ بخ لقد اعطي ابن ابي طالب خصالا لان تکون في آل الخطاب واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها. ثم اقبل [رسول الله] عليک يا معاوية فقال: کيف أنت إذا وليت هذا الامر غدا؟ فقلت: الله و رسوله أعلم. فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم قال: أنت مفتاح الفتنة و رأس ألغي أملک طويل و أجلک قصير تأکل و لا تشبع تخبطها عمياء مظلمة. قال: فانصرف عن معاوية فئآم من الناس - قال إبراهيم: و الفئآم: مائة ألف -. قال: فقيل لمعاوية أتهيج رجلا قد سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيک؟ [صفحه 404] خبر الحوض [و أنه لا يرده من أمة النبي إلا النقية قلوبهم. المسلمون لوصيه من بعده] 323 - محمد بن سسليمان قال: حدثنا خضر بن ابان قال: حدثنا يحيي بن عبد الحميد 86 / ب / الحماني قال: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا سعد الخفاف عن الاصبغ بن نباتة: عن ابي أيوب الانصاري أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سئل عن الحوض؟ [ف] قال: أما إن سألتموني عنه فسأخبرکم [عنه] إن الحوض أکرمني [الله] به و فضلني علي من کان قبلي من الانبياء و هو ما بين " أبلة " و " صنعاء " فيه من الآنية عدد نجوم السماء يسيل فيه خليجان من الماء ماؤه أشد بياضا من الثلج و أحلي من العسل حصباؤه الياقوت و الزبرجد بطحاؤه المسک الاذفر شرط مشروط من ربي أنه لا يرده من أمتي إلا النقية قلوبهم و الصحيحة أيديهم[7] المسلمون للوصي من بعدي الذين يعطون ما عليهم في اليسر و لا يأخذ مالهم في العسر يذود عنه يوم القيامة وصيي من ليس من أمتي کما يذود الرجل البعير الاجرب عن إبله من شرب منه لم يظمأ ابدا. [صفحه 406]
321 - محمد بن منصور [عن عباد بن يعقوب][1] عن علي بن هاشم عن [محمد بن عبيد الله بن] ابي رافع عن أبيه: عن جده أبي رافع قال: دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم العباس عند موته [و] قال [له]: يا عم إني قد وعدت الناس مواعيد إلي يساري فهل أنت منجز موعدي؟ فقال: ما يسعه مالي.
صفحه 398، 399، 401، 402، 403، 404، 406.
و ذکره أيضا الدارقطني في حرف الشين في عنوان: " باب شعبة و سعية " من کتاب المؤتلف و المختلف: ج 3 ص 1484، ط 1، قال: أما سعية فهو سعيه بن عريض اليهودي. و مثله ذکره محقق الکتاب في تعليقه عن کتاب التوضيح ج ج 2 ص 204. و بما أن ما ذکره ابن حجر تحت الرقم: " 3686 " في کتاب الاصابة: ج 2 ص 113، يغني عما ذکره تحت الرقم: " 3301 " فنکتفي به و هذا نصه: سعية - بسکون المهملة بعدها تحتانية - ابن غريض بفتح المعجمة [في أوله و آخره ايضا] معجمة - ابن عاديا التيماوي - نسبة إلي تيماء التي بين الحجاز و الشام و هو ابن اخي السمؤال بن عاديا اليهودي الذي يضرب به المثل في الوفاء، ادرک الجاهية و الاسلام قال أبو الفرج الاصبهاني: عمر طويلا و أدرک الاسلام فاسلم و مات في آخر خلافة معاوية. ثم ذکر ابن حجر خلاصة الحديث التالي ثم قال: و قد اختلف في الحرف الذي بعد السين في اسمه فقيل بالنون [سعنة] و قيل بالتحتانية و هو الراجح. و الفرج: جمع الفرجة و هو الحد الفاصل بين بلاد المسلمين و الکفار. و قريب من هذا الذيل قد جاء بسندين في الحديث: (255 - 256) من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من کتاب الفضائل - تأليف أحمد بن حنبل - ص 182، ط قم قال: حدثنا محمد بن هشام بن البختري قال: حدثنا الحسين بن عبد الله العجلي قال حدثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا و ما فيها: أما واحدة [منها] فهو تکاتي بين يدي الله عز و جل حتي يفرغ من الحساب. و أما الثانية فلواء الحمد بيده و آدم عليه السلام و من ولد تحته. و أما الثالثة فواقف علي عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي. و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي إلي ربي عز و جل. و أما الخامسة فلست أخشي عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان و لا کافرا بعد إيمان. [و] حدثنا أبو يعلي حمزة قال: حدثنا سليمان بن الربيع قال: حدثنا کادح قال: حدثنا الحسن بن ابي جعفر عن ابي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم.