آخر في طلب النبي من العباس ثم من علي قضأ دينه و...











آخر في طلب النبي من العباس ثم من علي قضأ دينه و إنجاز عدته



321 - محمد بن منصور [عن عباد بن يعقوب][1] عن علي بن هاشم عن [محمد بن عبيد الله بن] ابي رافع عن أبيه: عن جده أبي رافع قال: دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم العباس عند موته [و] قال [له]: يا عم إني قد وعدت الناس مواعيد إلي يساري فهل أنت منجز موعدي؟ فقال: ما يسعه مالي.

قال: فالتفت إلي علي فعرض عليه الذي عرض علي العباس فقال: نعم بأبي و أمي يا رسول الله و الله لا ادع أحدا من الناس وعدته شيئا إلا أنجزته حتي لا يبقي من الناس أحد فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أللهم أنه ثلاث مرات فکان علي ينادي في کل موسم: من کان وعده رسول الله فلياتني حتي لم يبق أحد من الناس له عدة إلا أنجزها.

و قال الحسن بعد ذلک[2] : [و کان علي] يصيح في الناس في الموسم بذلک.

[صفحه 398]

خبر سعية بن العريض[3] .

[الصحابي] مع معاوية [بن ابي سفيان]

322 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي قال: حدثنا هشام بن المغيرة / 85 / أ / عن سليمان بن محمد القرشي عن جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة بن عجلان عن عبد الله بن لهيعة:

[صفحه 399]

عن ابي الزبير أن معاوية بن ابي سفيان قدم المدينة فدخل المسجد فرمي ببصره في صحن المسجد فإذا هو بشيخ له ضفيرتان من أحسن ما رئيت من الشيوخ سمتا و أنقاه ثوبا و أشده تشميرا فقال: من هذا الشيخ؟ فقيل: [هو] سعية بن العريض بن السموأل التيمي قال: فبعث إليه معاوية يدعوه فاتاه الرسول فقال له: أجب قال: و لمن أجيب؟ قال: لامير المؤمنين.

قال: و من أمير المؤمنين؟ قال: معاوية بن ابي سفيان.

قال: التراب في فيک و في في معاوية، [قال الرسول: فرجعت إلي معاوية] فأخبرته بالذي قال.

فقال له معاوية: ارجع إليه فقل له: إما أن تأتينا و إما أن نأتيک [فأتاه الرسول فبلغه القول ف] قال: أما هذا فنعم.

قال: فأتي [معاوية] فسلم عليه بغير تسليم الامارة و لا الخلافة قال: فقال له معاوية: من أنت؟ قال: فقال له سعية: لا بل [من] أنت؟ قال: أنا معاوية بن ابي سفيان.

قال له سعية: و أنا سعية بن العريض بن السمؤال.

قال: ما فعلت ارضک التي ب " تيماء "؟ قال: يکسي منها العاري و يعاد بفضلها علي الجار.

قال له معاوية: أتبيعنيها؟ قال له سعيد: نعم و لو لا خلة داخلة في الحي لما بعتها بشيء.

قال [معاوية]: فبکم تبيعها؟ قال: بست مائة ألف.

فقال له معاوية: بخ بخ لقد أحببت أن تثمن بها اتبيعها بستين الفا؟ قال: فقال له: لا و لو کانت لبعض جلسائک لاخذتها بست مائة ألف، قال: فقال له معاوية: و عسي أن تکون کما تقول أنشدني مرثية ابيک التي رثي بها نفسه عند موته؟ قال: نعم أبي الذي يقول:

[صفحه 401]

ألا ليت شعري يوم أندب هالکا ماذا يبکيني به نواحي لا تبعدن فرب يوم کريهة فرجتها بشجاعة و سماح و لقد أخذت الحق مخاصم و لقد بذلت الحق ملاح و لقد اصبت بفضل مالي حقه عند الشتاء و شدة الارواح و إذا دعيت لضيقة سهلتها ادعو بأفلح مرة و رباح فقال له / 85 / ب /[4] معاوية: بخ بخ أنا و الله کنت أحق بهذه الابيات من أبيک! قال: فقال له سعية: کذبت لعمر الله و لؤمت قال: فقال له معاوية: أما قولک: کذبت فقد عرفنا معناه فما معنا [قولک:] " و لؤمت " قال: لانک أمت الحق في الجاهلية مرة و في الاسلام أخري أما في الجاهلية فإنک قاتلت الرسول و لوحي ما جعل الله خدک الاسفل و ببدر المردودون! و أما في الاسلام فإنک أمرت بإمارة ما جعل الله لک [فيها نصيبا] تخبطها عمياء مطلمة تهوي بها في نار جهنم!! قال: فقال معاوية: ما أظن شيخکم هذا إلا قد خرف! قال: فقال [له] سعية: و الله ما خرفت و لا عزب عني عقلي نشدتک الله يا معاوية [أذکرک بشيء] إن کنت صادقا لما صدقتني و إن کنت کاذبا لما کذبتني.

قال [معاوية]: أذکر.

[صفحه 402]

قال له سعية: [أ] تذکر يوم کنا جلوسا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حين رفع رأسه إلي أبي بکر فقال له: کيف أنت يا أبا بکر إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم سکت [رسول الله] طويلا ثم رفع رأسه إلي عمر فقال: کيف أنت إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجهه ثم سکت ثم التفت إلي عثمان فقال له: کيف أنت يا ابن عفان إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم سکت / 86 / أ / ثم رفع رأسه إلي علي فقال: کيف أنت يا أبا حسن إن وليت الامر غدا؟ قال: أعدل يا رسول الله في الرعية و أقسم بينهم بالسوية أقسم التمرة و أحمي الجمرة و أعز الذليل و أشفي العليل و أهدم المرج و أحمي الفرج[5] قال: أنت لها.

فنکس رأسه ثم بکي حتي استغرق في البکاء ثم رفع رأسه فقال: [له علي]: بأبي أنت و أمي أ [تبکي] لي أم علي؟ قال: لا بل [أبکي] لک.

- ثلاث مرات - و أنت أول من يجثو للخصوم.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إني سألت الله أن يجمع الامة عليک فأبا ذلک علي حتي يبلو بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب و لکونه عوضک من ذلک سبع خصال: تستر عورتي و تقضي ديني وعداتي و أنت معي علي الحوض معک لوائي

[صفحه 403]

الاعظم تحته آدم و ما ولد و أنت تکاتي يوم القيامة[6] و لن ترجع بعدي کافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان.

فقال عمر: بخ بخ لقد اعطي ابن ابي طالب خصالا لان تکون في آل الخطاب واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها.

ثم اقبل [رسول الله] عليک يا معاوية فقال: کيف أنت إذا وليت هذا الامر غدا؟ فقلت: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم قال: أنت مفتاح الفتنة و رأس ألغي أملک طويل و أجلک قصير تأکل و لا تشبع تخبطها عمياء مظلمة.

قال: فانصرف عن معاوية فئآم من الناس - قال إبراهيم: و الفئآم: مائة ألف -.

قال: فقيل لمعاوية أتهيج رجلا قد سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيک؟

[صفحه 404]

خبر الحوض [و أنه لا يرده من أمة النبي إلا النقية قلوبهم. المسلمون لوصيه من بعده]

323 - محمد بن سسليمان قال: حدثنا خضر بن ابان قال: حدثنا يحيي بن عبد الحميد 86 / ب / الحماني قال: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا سعد الخفاف عن الاصبغ بن نباتة: عن ابي أيوب الانصاري أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سئل عن الحوض؟ [ف] قال: أما إن سألتموني عنه فسأخبرکم [عنه] إن الحوض أکرمني [الله] به و فضلني علي من کان قبلي من الانبياء و هو ما بين " أبلة " و " صنعاء " فيه من الآنية عدد نجوم السماء يسيل فيه خليجان من الماء ماؤه أشد بياضا من الثلج و أحلي من العسل حصباؤه الياقوت و الزبرجد بطحاؤه المسک الاذفر شرط مشروط من ربي أنه لا يرده من أمتي إلا النقية قلوبهم و الصحيحة أيديهم[7] المسلمون للوصي من بعدي الذين يعطون ما عليهم في اليسر و لا يأخذ مالهم في العسر يذود عنه يوم القيامة وصيي من ليس من أمتي کما يذود الرجل البعير الاجرب عن إبله من شرب منه لم يظمأ ابدا.

[صفحه 406]


صفحه 398، 399، 401، 402، 403، 404، 406.








  1. ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي هاهنا و أخذناه من موارد روايات المصنف عن محمد بن منصور في هذا الکتاب.
  2. کذا في أصلي هاهنا، و الحديث قد تقدم بمغايرة جزئية تحت الرقم: " 300 " في الورق: / 81 / أ / و کما تري لا يکون في الحديثين هناک وهنا ذکر للحسن و لازم ذلک أن يکون هاهنا سقط من الحديث سند آخر أو حذف منه فقرة فليلاحظ مظان ذکر الحديث و مصادره.
  3. عقد الحافظ ابن عساکر للرجل ترجمة في من يسمي سعيدا من تاريخ دمشق علي ما في تهذيب تاريخ دمشق: ج 6 ص 157، ط 1.

    و ذکره أيضا الدارقطني في حرف الشين في عنوان: " باب شعبة و سعية " من کتاب المؤتلف و المختلف: ج 3 ص 1484، ط 1، قال: أما سعية فهو سعيه بن عريض اليهودي.

    و مثله ذکره محقق الکتاب في تعليقه عن کتاب التوضيح ج ج 2 ص 204.

    و بما أن ما ذکره ابن حجر تحت الرقم: " 3686 " في کتاب الاصابة: ج 2 ص 113، يغني عما ذکره تحت الرقم: " 3301 " فنکتفي به و هذا نصه: سعية - بسکون المهملة بعدها تحتانية - ابن غريض بفتح المعجمة [في أوله و آخره ايضا] معجمة - ابن عاديا التيماوي - نسبة إلي تيماء التي بين الحجاز و الشام و هو ابن اخي السمؤال بن عاديا اليهودي الذي يضرب به المثل في الوفاء، ادرک الجاهية و الاسلام قال أبو الفرج الاصبهاني: عمر طويلا و أدرک الاسلام فاسلم و مات في آخر خلافة معاوية.

    ثم ذکر ابن حجر خلاصة الحديث التالي ثم قال: و قد اختلف في الحرف الذي بعد السين في اسمه فقيل بالنون [سعنة] و قيل بالتحتانية و هو الراجح.

  4. محل هذه العلامة و رأس السطر کان بعد قوله: " لا تبعدن " في الابيات المتقدمة و لکن من أجل عدم حصول التوازن في شطري البيت مع هذه الزيادة أخرناها إلي هنا.
  5. لعل المراد من المرج هو الحصار الذي يبنيه الظالمون علي الاراضي الواسعة المباحة التي لا يملکها أحد.

    و الفرج: جمع الفرجة و هو الحد الفاصل بين بلاد المسلمين و الکفار.

  6. هذا هو الصواب: و في أصلي: " ميکالي يوم القيامة."

    و قريب من هذا الذيل قد جاء بسندين في الحديث: (255 - 256) من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من کتاب الفضائل - تأليف أحمد بن حنبل - ص 182، ط قم قال: حدثنا محمد بن هشام بن البختري قال: حدثنا الحسين بن عبد الله العجلي قال حدثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا و ما فيها: أما واحدة [منها] فهو تکاتي بين يدي الله عز و جل حتي يفرغ من الحساب.

    و أما الثانية فلواء الحمد بيده و آدم عليه السلام و من ولد تحته.

    و أما الثالثة فواقف علي عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي.

    و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي إلي ربي عز و جل.

    و أما الخامسة فلست أخشي عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان و لا کافرا بعد إيمان.

    [و] حدثنا أبو يعلي حمزة قال: حدثنا سليمان بن الربيع قال: حدثنا کادح قال: حدثنا الحسن بن ابي جعفر عن ابي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم.

  7. هذا هو الظاهر من رسم الخط من أصلي، کما أنه يحتمل بعيدا أن يقرأ " أنديتهم ".