ما ورد حول نعت النبي











ما ورد حول نعت النبي



1 - قال أبو جعفر محمد بن سليمان الکوفي: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي[1] قال: حدثنا أبو غسان مالک بن إسماعيل النهدي[2] قال: حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي.

قال أبو جعفر: و حدثنا الحسن بن علي القطان و حديثه أتم من حديث خضر قال حدثنا سفيان بن وکيع بن الجراح قال حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن بن جعفر العجلي قال: حدثني رجل من بن تميم من ولد هالة يکني أبا عبد الله - زوج خديجة - عن أبي هالة:

[صفحه 18]

عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن ابي هالة - و کان وصافا - عن صفة رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله فخما مفخما يتلالا وجهه تلالا القمر ليلة البدر أطول من المربوع و أقصر من المشذب - قال: و المشذب: [الطويل المفرط الطول] - عظيم الهامة رجل الشعر رجل لا جعد[3] إن تفرقت شعر عقيقته فرق[4] و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب / 4 / أ / سوابغ[5] في قرن بينهما عرق يدره الغضب أقني العرنين - يعني مرتفع مستو - له نور يعلوه يحسبه

[صفحه 19]

من لم يتأمله[6] اشم کث اللحية سهل الخدين ضليع الفم اشنب مفلج الاسنان دقيق المسربة کأن عنقه جيد دمية في نقاء الفضة[7] معتدل الخلق بادنا متماسکا سواء البطن و الظهر[8] عريض الصدر بعيد ما بين المنکبين ضخم الکراديس - يعني الاعضاء - أنور المنحرد[9] موصول ما بين اللبة و السرة بشعر [يجري] کالخط عاري الثديين و البطن مما سوي ذلک[10] اشعر الذراعين و المنکبين و أعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط العصب[11] شثن الکفين و القدمين، سائل الاطراف خمصا [ن] الاخمص[12] مسيح القدمين ينبو بينهما الماء[13] إذا زال زال قلعا.

يخطو تکفئا و يمشي هونا ذريع المشية إذا مشي کأنما ينحط من صبب و إذا التفت التفت جميعا.

خافض الطرف نظره إلي الارض أکثر[14] من نظره إلي السماء جل نظره الملاحظة، يسوق اصحابه[15] يبدر من لقيه بالسلام

[صفحه 20]

قال / 4 / ب /: قلت: صف لي منطقه قال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله متواصل الاحزان ليست له راحة طويل السکت[16] لا يتکلم لغير حاجة يفتتح الکلام و يختمه بأشداقه و يتکلم بجوامع الکلم فصلا لا فصولا و لا تقصيرا دمث ليس بالجافي و لا المهين[17] يعظم النعمة و إن دقت لا يذم منها شيئا أنه لم يکن يذم ذواقا و لا يمدحه[18] .

[صفحه 21]

لا تغضبه الدنيا و ما کان لها فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه حتي ينتصر[19] و لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها.

إذا أشار أشار بکفه کلها و إذا تعجب قلبها و إذا تحدث اتصل بها فيضرب براحته اليمني باطن إبهامه اليسري و إذا غضب أعرض و أشاح و إذا فرح [غض طرفه].

[جل ضحکه التبسم و يفتر عن مثل حب الغمام].

قال الحسن: فکتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه و وجدته قد سأل اباه عن مدخله و مخرجه و شکله و لم يدع منه شيئا.

[صفحه 22]

قال الحسين: فسألت ابي عن دخول رسول الله صلي الله عليه / 5 / أ / و آله و سلم فقال: کان دخوله لنفسه [صلي الله عليه و آله] مأذون له في ذلک.

و کان إذا أتي إلي منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزأ لله و جزأ لاهله و جزءا لنفسه ثم جزء جزء [5] بينه و بين الناس فرد ذلک بالحياطة علي العامة و لا يدخر عنهم شيئا[20] فکان من سيرته في الامة إيثار أهل الفضل بإذنه و قسمه علي قدر فضلهم في الدين [فمنهم] ذو الحاجة و منهم ذو الحاجتين و منهم ذو الحوائج فتشاغل بهم و بشغلهم فيما يصلحهم و الامة من مسألته عنهم و إخبارهم بالذي ينبغي لهم[21] و يقول: ليبلغ الشاهد [منکم] الغائب و أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها فإنه من ابلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة.

لا يذکر عنه إلا ذلک و لا يقبل من أحد غيره.

يدخلون [عليه] روادا - أي يرتادون -، و لا يفترقون إلا عن ذواق و يخرجون ادلة - يعني علي الخير -

[صفحه 23]

قال: فسألته عن مخرجه کيف کان يصنع! فقال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يخزن لسانه إلا مما يعنيه و [کان] يؤلفهم و لا يفرقهم / 5 / ب / و يکرم کريم کل قوم و يوليه عليهم و [کان] يحذر الناس و يحترس منهم من أن يطوي علي أحد بشره و لا خلقه.

و [کان] يتفقد اصحابه و يسأل الناس عما في الناس[22] [و کان] لکل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق و لا يجاوزه[23] .

[و کان] الذين يلونه من الناس خيارهم [و کان] أفضلهم عنده أعمهم نصيحة [للمسلمين] و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة [لهم].

[صفحه 24]

قال: فسالته عن مجلسه کيف کان يصنع فيه.

فقال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله ما يقوم و لا يقعد إلا علي ذکر الله [و کان] لا يوطن الاماکن و ينهي عن إيطانها[24] و إذا انتهي إلي قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلک.

يعطي کل جلسائه نصيبه [منه] لا يحسب جليسه أن أحدا أکرم عليه منه.

من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتي يکون هو المنصرف.

و من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو [ب] ميسور من القول.

[و کان] قد وسع الناس منه بسطه و خلقه [و] صار لهم ابا و صاروا عنده في الحق سواء.

[صفحه 25]

مجلسه مجلس حلم و حياء و صبر / 6 / أ / و أمانة لا ترفع فيه الاصوات و لا تؤبر فيه الحرم و لا يثني فلتاته[25] .

خلطاؤه متعادلون متفاضلون فيه بالتقوي متواضعون يوقرون فيه الکبير و يرحمون فيه الصغير و يؤثرون فيه ذا الحاجة و يحفظون [فيه] الغريب.

قال: و سألته عن سيرته في جلسائه.

فقال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ و لا صخاب و لا فحاش و لا عياب و لا مداح[26] يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس [منه] و لا يخيب فيه[27] .

[صفحه 26]

قد ترک نفسه من ثلاث: المراء و الاکثار و ما لا يعنيه / 6 / أ /.

و ترک الناس من ثلاث: کان لا يذم أحدا و لا يعيره و لا يطلب عورته [و] لا يتکلم إلا [فيما] رجا ثوابه إذا تکلم أطرق جلساؤه کأن علي رؤوسهم الطير و إذا سکت تکلموا [و لا يتنازعون] عنده الحديث من تکلم أنصتوا له حتي يفرغ.

يضحک مما يضحکون منه و يتعجب مما يتعجبون منه.

و [کان] يصبر للغريب علي الجفوة في منطقه و مسألته حتي أن کان اصحابه ليستحلبونهم[28] .

[صفحه 27]

و [کان] يقول: إذا رأيتم صاحب حاجة يطلبها / 6 / ب / فأرفدوه[29] .

و [کان] لا يقبل الثناء إلا من مکافئ[30] و لا يقطع علي أحد حديثه حتي يجوزه بانتهاء أو قيام.

قال: فسألته کيف کان سکوت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال: کان سکوت رسول الله صلي الله عليه و آله علي أربع: علي الحلم و الحذر و التقدير و التفکر.

أما تقديره ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس.

و أما تفکره ففيما يبقي و يفني.

و جمع له الحلم في الصبر فکان لا يغضبه شيء و لا يستفزه أحد.

و جمع [له] الحذر في اربع: أخذه بالحسن ليقتدي به و ترکه للقبيح ليتناهي عنه و إجتهاده الرأي فيما اصلح أمته و القيام فيما جمع لهم الدنيا و الآخرة[31] .

[صفحه 29]


صفحه 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 29.








  1. عقد له ابن حجر ترجمة في کتاب لسان الميزان: ج 2 ص 399 قال: الخضر بن ابان الهاشمي عن ابي هدبة ضعفه الحاکم و غيره و هو کوفي من موالي بني هاشم و سمع أزهر السمان ويحي بن آدم.

    حدث عنه ابن الاعرابي و الاصم و إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم شيخ ابي نعيم الحافظ و تکلم فيه الدارقطني.

    و ذکره أيضا ابن حجر في ترجمة إبراهيم بن هدبة و وصفه و کناه بأبي القاسم القاص المقرئ کما في لسان الميزان: ج 1، ص 120.

  2. هذا هو الصواب، و في أصلي هاهنا: " المهدي ".

    و للحديث مصادر کثيرة و قد رواه الزبير بن بکار في الحديث: " 211 " من الجزء " 16 " و ما بعده من کتاب الموفقيات ص 354 ط 1.

    و رواه ايضا ابن سعد في ترجمة رسول الله صلي الله عليه و آله من کتاب الطبقات الکبري: ج 1، ص 83 و في ط بيروت ص 422.

    و رواه أيضا البلاذري في الحديث: " 832 " من تاريخ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من کتاب أنساب الاشراف: ج 1، ص 383 ط 1، بمصر.

    و رواه ايضا الحافظ الطبراني کما رواه عنه و عن غيره الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في الفصل: " 33 " من منتخب کتاب دلائل النبوة ص 554 ط الهند.

    و قد رواه شيخ الشريعة و حافظ الشيعة محمد بن علي بن الحسين رحمه الله بأسانيد مختلفة في کتاب النبوة و عيون أخبار الرضا عليه السلام و معاني الاخبار و رواه البيهقي بسندين في کتاب دلائل النبوة: ج 1، ص 238 ط 1، بمصر.

    و رواه الحافظ المزي بأسانيد في ترجمة النبي صلي الله عليه و آله و سلم في أول کتاب تهذيب الکمال: ج 1، ص 214 ط 1.

    و نحن ايضا رويناه بأسانيد في المختار (23) من کتاب نهج السعادة: ج 1، ص 107 ط 1.

  3. کذا في أصلي المخطوط و في کتاب الطبقات الکبري و أنساب الاشراف: " ؤاقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر."
  4. و في أنساب الاشراف: " و إن انفرقت عقيقته فرقا."

    و في کتاب الطبقات الکبري: " إن أنفقت عقيصته فرق و إلا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه إذا هو وفر."

    و قال البلاذري في شرح الحديث: واصل العقيقة: شعر البطن الذي يکون علي المولود ثم کل شعر عقيقة.

  5. و في أنساب الاشراف: " صلت الجبين أهدب الاشفار أزج الحواجب سابغهن.
  6. و في أنساب الاشراف: " يحسنه من يتأمله.".
  7. و في أنساب الاشراف: " في صفاء الفضة.".
  8. و في أنساب الاشراف: " سواء البطن و الصدر.".
  9. في الطبقات الکبري و أنساب الاشراف: " أنور المتجرد؟ ".
  10. ما بين المعقوفين مأخوذ من کتاب أنساب الاشراف و فيه: " عاري البطن و الثديين اشعر الذراعين.".
  11. کذا في أصلي و في أنساب الاشراف: " سبط القصب.".
  12. و في الطبقات الکبري و أنساب الاشراف: " خمصان الاخمصين.".
  13. و في الطبقات و الانساب: " ينبو عنهما الماء.".
  14. و في أنساب الاشراف: " نظره إلي الارض أطول من نظره إلي السماء.".
  15. قال في هامش الاصل: " أي [کانوا] يمشون بين يديه و يقول: خلوا ظهري للملائکة [ظ].

    و هذه الجملة موجودة في کتاب أنساب الاشراف.

    و في بعض المصادر: " يسبق أصحابه.

    و في کتاب أنساب الاشراف: " يبدء من لقيه ".

  16. و في أنساب الاشراف: " فقال: کان رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم متواصل الاحزان ليست له راحة لا يتکلم في حاجة طويل السکت."

    و في کتاب الطبقات الکبري: " کان رسول الله صلي الله عليه و سلم متواصلا للاحزان دائم الفکرة ليست له راحة لا يتکلم في حاجة طويل السکت.".

  17. و في أنساب الاشراف: " قولا فصلا لا فضلا و لا تقصيرا دمثا ليس بالجافي."

    و في الطبقات الکبري: " و يتکلم بجوامع الکلم فضل لا فضول و لا تقصير دمثا.".

  18. و في طبقات ابن سعد: " لا يذم منها شيئا لا يذم ذواقا و لا يمدحه."

    و في أنساب الاشراف: " لا يذم منها شيئا لا يذم دواياه و لا يقبحه [کذا].".

  19. و في الطبقات الکبري: " لا تغضبه الدنيا و ما کان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتي ينتصر له."

    و في أنساب الاشرف: " و لا يغضبه الدنيا و ما کان لها فإذا کان الحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء."

    و ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي و أخذناه من کتاب الطبقات.

    و في کتاب أنساب الاشراف: " و إذا غضب أعرض و أشاح و إذا رضي غض بصره و صمت جل ضحکه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام صلي الله عليه و سلم ".

  20. و في أنساب الاشراف: " ثم جزأ جزءه لنفسه بينه و بين الناس فرد علي العامة من الخاصة.".
  21. و في أنساب الاشراف: " و يشغلهم فيما اصلحهم و اصلح الامة من مسألته عنهم و إخبارهم بالذي ينبغي لهم.".
  22. کذا في أصلي و في المختار: " 23 " من کتاب نهج السعادة: ج 1، ص 111، ط 2: و يتفقد اصحابه و يسأل الناس عما في الناس و يحسن الحسن و يقويه و يقبح القبيح و يهونه معتدل الامر مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا.
  23. اي لم يکن قاصرا و لا مقصرا.

    و العتاد: الاعداد و التهيؤ.

  24. الايطان: جعل مکان وطنا و اتخاذه محل الجلوس و الاقامة، و الظاهر أن المراد منه هاهنا أنه صلي الله عليه و آله لم يکن يخصص لنفسه مکانا معينا للجلوس أو الوقوف فيه کما هما هو عادة اشراف أهل الدنيا بل کان صلي الله عليه و آله يجلس اي مکان يجده خاليا و يتيسر له الجلوس فيه.
  25. کذا في أصلي و لعله من قولهم: ابر فلانا أبرا و إبارا - علي زنة نصر و ضرب -: اغتابه.

    و في بعض المصادر: و لا تؤبن فيه الحرم."

    و هو من قولهم: أبنه بالسوء أبنا: عابه.

    و ابنه تابينا: عابه في وجهه.

  26. کذا في أصلي - أنه فيه " و لا سحاب " بالسين ثم الحاء المهملة و في واحد من المصادر: " و لا عياب ".

    و کلمة: " و لا مداح " موجودة في الطبقات الکبري.

    و في دلائل النبوة - لابي نعيم -: " و لا مزاح ".

    و الفظ: السيئ الخلق الخشن الکلام.

    و الصخاب: الکثير الصياح شديد الضجيج.

  27. و في الطبقات الکبري: " يتغافل عما لا يشتهي و لا يدنس منه و لا يجنب فيه ".

    و في المحکي عن کتاب الشمائل و دلائل النبوة للبيهقي: " و لا يؤيس منه راجيه ".

  28. اي کان أصحابه صلي الله عليه و آله: يستجلبون الغرباء کي يسألوا رسول الله ليستفيدوا من جواب رسول الله لهم و شرحه لهم.

    و هذا مثل قول أمير المؤمنين عليه السلام في نعت أکثر الصحابة - کما في المختار: " 203 / أو 208 " من کتاب نهج البلاغة -.

    حتي أن کانوا ليحبون أن يجئ الاعرابي و الطارئ فيسأله عليه السلام حتي يسمعوا.

  29. و في بعض المصادر " لذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ".

    و الارفاد: الاعانة.

  30. اي ثناء مساويا للاحسان مبالغ فيه و لا متجاوز عنه.
  31. و في کتاب دلائل النبوة لابي نعيم: " و القيام فيما يجمع لهم الدنيا و الآخرة ".