تفسير آية الانذار











تفسير آية الانذار



و هو قوله تعالي: (و أنذر عشيرتک الاقربين) 314 / الشعراء: 26

294 - محمد ببن منصور عن الحکم بن سليمان قال: أخبرنا علي بن هاشم عن أبي مريم [عبد الغفار بن القاسم] عن المنهال بن عمرو: عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني علي بن ابي طالب قال: لما نزلت هذه الآية: (و أنذر عشيرتک الاقربين) اشتد علي رسول الله صلي الله عليه و آله و أنعمت أن يشق عليه فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد لتبلغن ما امرک الله [به] أو ليعذبنک [الله]!!! [قال:] فدعاني و قال: يا علي إن الله أمرني بأمر اشتد علي و أنعمت أن يشق علي؟ فجاءني جبرئيل فقال يا محمد لتبلغن ما أمرک الله أو ليعذبنک الله فاصنع لي طعاما.

قال: فصنعت له رجل شاة بصاع من طعام فجمع بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا يزيد رجل أو ينقص منهم [رجل] يأکل کل رجل منهم جذعة فأتيته بالصحفة و قد ثردت فيها و وضعتها أمامه فأخذ بضعة [منه] فأهوي فقال بها کذا و رفعها إلي فيه ثم أعادها في نواحي القصعة ثم وضعها علي ذروتها ثم قال: ليقومن إلي أخلقکم عشرة.

فقام [من] أجلتهم عشرة فقال: ضعوا أيديکم وسموا و ليتناول کل رجل من ناحيته.

فأکلوا حتي / 78 / ب / شبعوا [و] لا يري

[صفحه 371]

[في الطعام] إلا آثار أيديهم ثم قال: ليقومن إلي أجلتکم عشرة.

قال: ثم دعاني بشراب فجئته بعس لبن فشرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم ناولهم فشربوا ليس منهم رجل إلا يري أنه سيشرب ما فيه [کله] فشربوا من عند آخرهم حتي رووا! فبدر أبو لهب رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: هذا من سحر صاحبکم.

و قاموا فانطلقوا.

و [لما انطلقوا] قال لي رسول الله [رسول الله] يا علي اصنع لي غدا مثلها.

فصنعت ما أمر لي به فدعوتهم] فلما أکلوا و شربوا بدرهم رسول الله صلي الله عليه و آله بکلام فقال: يا بني عبد المطلب أنا النذير و البشير من الله و إني قد جئتکم بما لم يأت به شاب من [ال] عرب قومه أتيتکم بالدنيا و الآخرة فاسلموا تسلموا و أطيعوني تهتدوا و أيکم [يبايعني علي هذا الامر] يکون أخي و وصيي و وارثي و وزيري و خليفتي فيکم من بعدي؟ فعرضه عليهم رجلا رجلا حتي أتي علي و أنا يومئذ أعمشهم عينا و أحمشهم ساقا و أعظمهم بطنا و أصغرهم سنا فقلت: أنا يا رسول الله.

فوضع يده علي عاتقي[1] ثم قال: يا بني عبد المطلب إن هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيکم من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا.

[صفحه 372]

رواية [الحديث المتقدم عن] رجل ثان

295- محمد بن منصور عن جبارة بن مغلس عن يونس بن بکير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد الله بن الحارث[2] - و استکتمني اسمه - عن ابن عباس: عن علي بن ابي طالب قال: لما نزلت هذه الآية: (و أنذر عشيرتک الاقربين و اخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنين) [214 / الشعراء: 26] قال [لي] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [إني عرفت إن بدأت به قومي رايت منهم ما أکره فصمت علي تلک؟ حتي أتاني جبرئيل فقال: يا محمد إنک إن لم تفعل ما أمرک به [ظ] عذبک الله.

[ثم] قال / 79 / أ /: فاصنع لنا يا علي رجل شاة علي صاع من طعام وأعد لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب.

ففعلت فاجتمعوا و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون - فيهم أعمامه أبو طالب و العباس و حمزة و أبو لهب الکافر الخبيث فقمت إليهم بتلک الجفنة فأخذ رسول الله منها جذبة فشقها بأسنانه ثم أمر بها في نواحيها ثم قال: کلوا بإسم الله.

فأکل القوم

[صفحه 373]

حتي نهلوا عنه[3] ما يري [فيه] إلا اثر اصابعهم! و الله إن کان الرجل منهم ليأکل مثلها ثم قال رسول الله: اسقهم يا علي فجئت لهم بذلک العس فشربوا حتي نهلوا عنه جميعا و ايم الله إن کان الرجل [منهم] ليشرب مثله.

فلما أراد رسول الله أن يکلمهم بدره أبو لهب بالکلام فقال: لهذا من سحر صاحبکم به[4] فتفرقوا و لم يکلمهم النبي صلي الله عليه و آله و سلم فلما کان الغد قال [لي النبي]: يا علي أعد مثل الطعام الاول و الشراب [الاول] فإن هذا الرجل قد بدرني إلي ما قد سمعت قبل أن أکلم القوم.

ففعلت ثم جمعهم رسول الله صلي الله عليه و آله فصنع کما صنع بالامس فأکلوا حتي نهلوا ثم سقيتهم من ذلک العس فشربوا حتي نهلوا عنه - و ايم الله إن کان أحدهم ليأکل و يشرب مثله - ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا بني عبد المطلب و الله ما أعلم [أن] شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتکم به إني قد جئتکم بأمر الدنيا و الآخرة فايکم يکون وزيري علي أمري هذا علي أن يکون اخي و وليي و خليفتي فيکم؟

[صفحه 374]

قال: فأحجم القوم[5] فقلت - [و] إني أحدثهم سنا و أحمشهم ساقا و أعظمهم بطنا و أغمضهم / 69 / ب / عينا: أنا يا رسول الله أکون وزيرک علي هذا الامر قال: فأخذ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعنقي ثم قال: هذا أخي و خليفتي فيکم فاسمعوا له و أطيعوني؟ فقام القوم يتضاحکون منه و يقولون لابي طالب: قد أمرک أن تسمع له و تطيع!!

[صفحه 375]

رواية [الحديث المتقدم عن] رجل ثالث[6] .

296 - محمد بن منصور عن سفيان بن وکيع عن يونس بن بکير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل - و استکتمني اسمه[7] - عن ابن عباس: عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه و آله: (و أنذر عشيرتک الاقربين و اخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنين) [/ 214 / الشعراء] قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: عرفت أني إن بدرت بها قومي رأيت منهم ما أکره فصمت عليه؟ حتي أتاني جبرئيل و قال: يا محمد إنک إن لم تفعل ما أمرت به عد بک ربک قال: فاصنع لنا يا علي رجل شاة علي صاع من طعام وأعد لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا له و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه العباس و حمزة و أبو طالب و أبو لهب الخبيث فقدمت إليهم جفنة فأخذ رسول الله صلي الله عليه و آله جذبة فشقها بأسنانه ثم رمي بها في نواحيها ثم قال: کلوا بإسم الله.

فأکل القوم حتي نهلوا ما اري إلا آثار اصابعهم و الله إن کان الرجل [منهم] ليأکل مثلها ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اسقهم يا علي.

فجئت بذلک القعب فشربوا منه حتي نهلوا جميعا و أيم الله إن کان الرجل منهم ليشرب مثله

[صفحه 376]

فلما أراد رسول الله صلي الله عليه و آله أن يکلمهم / 80 / أ / بدره أبو لهب فقال: لهد ما سحرکم صاحبکم[8] فتفرقوا و لم يکلمهم رسول الله.

فلما کان من الغد قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي أعد لي مثل الذي صنعت بالامس من الطعام و الشراب فإن هذا قد بدرني إلي ما سمعت قبل أن أکلم القوم.

ففعلت ثم جمعتهم له فصنع کما صنع بالامس فأکلوا حتي نهلوا عنه و سقيتهم فشربوا حتي نهلوا من ذلک القعب و أيم الله إن کان الرجل ليأکل مثلها و يشرب مثله! ثم قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا بني عبد المطلب إني و الله ما أعلم شابا من العرب أتي قومه بأفضل مما جئتکم به إني قد جئتکم بأمر الدنيا و الآخرة فأيکم يکون وزيري علي أمري هذا علي أن يکون اخي و وليي؟ فأحجم القوم عنه فقلت: - و إني لاحدثهم سنا و أحمشهم ساقا و أعظمهم بطنا و أرمصهم عينا -: أنا يا رسول الله أکون وزيرک علي ذلک.

فأخذ النبي بعنقي ثم قال: إن هذا اخي فاسمعوا له و أطيعوا.

فقام القوم يتضاحکون بينهم و يقولون لابي طالب: قد أمرک أن تسمع له و تطيع!!!

[صفحه 377]

رواية [الحديث السالف عن] رجل رابع[9] .

297 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد الرواجني عن عبد الله بن عبد القدوس عن الاعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الاسدي: عن علي [عليه السلام] قال: لما نزلت (و أنذر عشيرتک الاقربين) قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا علي اصنع [لنا] رجل شاة بصاع من طعام وأعد قعبا من لبن قال: و کان القعب کقدر ذي الرجل[10] قال: ففعلت فقال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي اجمع لي بني هاشم و إنهم يومئذ لا ربعون رجلا أو أربعون رجل / 80 / ب / قال: فدعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالطعام فوضعه بينهم فأکلوا حتي شبعوا - و إن منهم لمن يأکل الجذعة بأديمها؟ - ثم تناولوا القدح فشربوا حتي رووا و بقي منه عامته فقال بعضهم: ما رأينا کاليوم في السحر!!! - يروون أنه [کان] أبو لهب - [و لم يتکلم النبي بشيء في ذلک اليوم لما صدر من الکلام من ابي لهب فتفرق القوم قبل أن يسمعوا من النبي شيئا].

[صفحه 378]

ثم قال [صلي الله عليه و آله في المرة الثانية]: يا علي اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام[11] وعد قعبا من لبن قال: ففعلت فجمعتهم فأکلوا مثل ما أکلوا في المرة الاولي و فضل منه مثل ما فضل في المرة الاولي و شرابهم مثل شرابهم في المرة الاولي فقال بعضهم: ما رأينا کاليوم في السحر! فقال [صلي الله عليه و آله المرة] الثالثة: يا علي اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وأعد قعبا من لبن.

ففعلت فقال: يا علي اجمع بني هاشم، فجمعتهم فأکلوا و شربوا فبدرهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالکلام فقال: أيکم يقضي عني ديني و يکون خليفتي و وصيي من بعدي؟ فسکت القوم تعظيما للعباس فسکت العباس مخافة أن يحيط ذلک بماله[12] فسکت القوم فأعاد رسول الله صلي الله عليه و آله المنطق فسکت القوم و سکت العباس مخافة أن يحيط ذلک بماله فأعاد رسول الله صلي الله عليه و آله الکلام الثالثة و إني يومئذ لاسوؤهم و إني لا حمش الساقين اعمش العينين ضخم البطن فقلت: أنا يا رسول الله.

فقال: أنت أنت يا علي أنت أنت يا علي [کذا].

[صفحه 379]

[تفسير قوله تعالي: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونک تحت الشجرة).]

298 - [حدثنا] محمد بن منصور عن أحمد بن عبد الرحمن عن الحسن بن محمد عن الحکم بن ظهير عن السدي عن ابي مالک: عن ابن عباس في قول الله: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونک تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السکينة عليهم) [18 / الفتح: 28] قال: علي من علم منه الوفاء.

[صفحه 380]

[طريق آخر لدعوة النبي قومه في يوم إنذار اقربيه و تعيينه وصيه و خليفته من ذلک اليوم]

299 - قالوا / 81 / أ /[13] : فجمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بني عبد المطلب و کانوا اثني عشر رجلا؟ و کان الرجل منهم يأکل الجذعة في المجلس فصنع لهم رجلا من لحم ثم دعاهم فأکلوا حتي نهلوا ثم قال [لهم]: من يبايعني منکم علي أن يکون اخي و وصيي و وارثي و خليفتي و وزيري من بعدي؟ فلم يبايعه إلا علي بن أبي طالب فقال أبو لهب: ألهذا دعوتنا؟ تبت يداک؟! فأنزل الله (تبت يدا ابي لهب [و تب]) إلي آخر السورة.

[صفحه 382]

[طلب النبي في مرض وفاته من عمه العباس قضأ دينه و اعتذار العباس من ذلک ثم طلبه من علي و إجابة علي إلي ذلک ثم تتويج النبي إياه بتاج الاخوة معه]

300 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن إبراهيم بن محمد الخثعمي عن عدي بن زيد الهجري عن ابي خالد عن زيد بن علي عن آبائه: عن علي قال: کنت عند رسول الله صلي الله عليه و آله في مرضته التي قبض فيها و کان رأسه في حجري و العباس يذب عن وجه رسول الله صلي الله عليه و آله فأغمي عليه إغماءا ثم فتح عينيه فقال: يا عباس يا عم رسول الله أتقبل وصيتي و تقضي ديني؟ [ف] قال [العباس]: عمک شيخ کبير لا شيء له! قال له [النبي] ذلک ثلاث مرات يعيدها عليه [و في] کل ذلک يقول [له العباس] مثل ما قال أول مرة!.

ثم قال [النبي]: لا قولها لمن يقبلها و لا يقول مثل مقالتک

[صفحه 383]

فقال: يا علي أتقبل وصيتي و تقضي ديني؟ فقلت: نعم بأبي و أمي أنت.

قال: فأجلسني.

فأجلسته فکان ظهره في صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي.

ثم قال: انطلق فأت بسيفي و دابتي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي التي أشدها علي درعي.

فخرج بلال فجاء بالاشياء [التي ذکرها النبي] فأوقف البغلة بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله فقال [النبي: يا] علي قم فاقبض.

قال: فقمت فقام العباس فجلس مکاني / 81 / ب / فقمت [ف] قبضت ذلک فقال [لي النبي]: انطلق به إلي منزلک.

ففعلت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله قائما قال: فنظر إلي ثم عمد إلي خاتمه فنزعه فدفعه إلي ثم قال: هاک يا علي هذا لک في الدنيا و الآخرة.

[قال:] و [کان] البيت غاص من بني هاشم و ولد عبد المطلب و المسلمين فقال [لهم النبي]: يا بني هاشم يا ولد عبد المطلب يا معاشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا و لا تحسدوه فتکفروا.

[صفحه 384]

ما جاء في قضأ [علي] الدين و العدة و الوديعة [عن رسول الله]

301 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد قال: أخبرنا عمرو بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: لما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله قام منادي علي [فنادي] من کان له عند النبي صلي الله عليه و آله دين أو عدة أو له عنده وديعة أو يطلبه بدين فيجيئني.

[ما جاء عن سلمان الفارسي وصفية زوج النبي و کدير الضبي حول وصي النبي]

302 - [حدثنا] محمد بن منصور عن ابي هشام الرفاعي عن عمر بن سعد عن إسماعيل البزار عن جرير: عن أشياخ من کندة قالوا: أتينا سلمان و هو نازل في کندة فسلمنا عليه فرد علينا السلام و هو جالس يعمل زنبيلا من خوص ثم أخرج إلينا زنبيلا آخر فقال: ترون هذا الزنبيل مر علي النبي صلي الله عليه و آله و أنا أعمل فيه فقال: نعم العمل يا سلمان [قال:] ثم أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله

[صفحه 385]

و سلم الزنبيل من يدي فعمل فيه شيئا بيده قال سلمان: فلا يفارقني الزنبيل الذي عمل فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم أخرج طعاما فقال: کلوا.

فأکلنا [ه] ثم قام إلي فرس له فحسر عنه ثم قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: حق علي کل مسلم يطيق الرباط أن يرتبط فرسا / 82 / أ / في سبيل الله.

ثم قال: [أ] لکم حاجة؟ فقلنا: نعم جئنا نسألک عن وصي النبي صلي الله عليه و آله من هو؟ قال: سألت النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقلت: من وصيک؟ فقال: إن وصيي و موضع سري و خليفتي في أهلي و خير من أترک بعدي علي بن ابي طالب.

303 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت قال: قالت صفية: يا رسول الله ليس من نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم أحد إلا و لها أهل غيري إنکم أهلکتم أهل بيتي يوم خيبر فإن کان کون فإلي من؟ قال: إلي علي بن ابي طالب.

304 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن أبي رافع عن أبيه؟ عن محمد بن ابي بکر الحرمي عن عباد بن عبد الله:

[صفحه 386]

عن سلمان الفارسي قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من وصيک؟ فإن لکل نبي وصي من أمته؟! قال: لم تسم لي بعد يا سلمان.

قال [سلمان]: فمکثت بعد ما شاء الله ثم دخلت المسجد فدعاني رسول الله فقال: [يا سلمان] إنک سألتني من وصيي فهل تعلم من کان وصيي موسي بن عمران؟ قال سلمان: قلت: کان يوشع بن نون فتاه فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: صدقت و هل تدري لم أوصي إليه؟ قلت: الله و رسوله أعلم.

قال: أوصي إليه أنه کان أعلم بني إسرائيل و إن وصيي و أعلم أمتي بعدي علي بن ابي طالب.

305 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عثمان بن ابي شيبة عن جرير عن المغيرة عن سماک بن سلمة قال: دخلت علي کدير الضبي حين صليت الغدات فقالت لي إمرأة؟: هو يصلي.

قال: فدنوت إليه لتعتمد علي فسمعته يقول: السلام علي النبي و الوصي.

306 - حدثنا محمد بن منصور عن الحکم بن سليمان قال: أخبرنا أبو إسماعيل / 82 / ب / اسد بن سعيد النخعي عن مطير عن أنس بن مالک:

[صفحه 387]

عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: إن خليلي و وزيري و خليفتي في أهلي و خير من أترک بعدي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن ابي طالب.

307 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن إسماعيل البزار، عن خالد بن شراحيل عن قيس بن ميناء: عن سلمان الفارسي قال: أتيت النبي صلي الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله إنه لم يکن نبي فيما مضي إلا و له وصيي من قومه فمن وصيک؟ [قال::] فأعرض عني فشق قلک علي مشقة شديدة، فأدبرت فقال: يا سلمان يا سلمان فقلت: لبيک لبيک فأقبلت سريعا فقال: تسألني عن وصيي.

فقلت: نعم.

قال: هل تعلم من کان وصي موسي؟ قلت: يوشع بن نون.

قال: فإن وصيي علي بن ابي طالب هو خير أمتي بعدي.

308 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن ناصح ابي عبد الله عن سماک بن حرب:

[صفحه 388]

عن أبي سعيد الخدري قال: قال سلمان: يا رسول الله إن لکل نبي وصيا فمن وصيک؟ قال: فسکت قال: فلما کان بعد و رآني من بعيد فقال: يا سلمان.

قلت: لبيک و أسرعت إليه قال: تعلم من کان وصي موسي؟ قلت: يوشع بن نون.

قال: و لم کان ذلک؟ قلت: لانه کان يومئذ أخيرهم و أفضلهم و أعملهم.

قال: فإني اشهدک أن عليا خيرهم و أفضلهم و أعلمهم قال: فهو وليي و وصيي و وارثي.

309 - [حدثنا] محمد بن منصور عن الحکم بن سليمان قال: أخبرني شريک عن مسروق عن ابي خالد عن زيد بن علي عن آبائه: قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله.

[لعلي]: أنت الوزير و الوصي و الخليفة / 83 / أ / في الاهل و المال و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة.

310 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن عمرو بن حريث عن برذعة بن عبد الرحمن بن مطعم الشامي: عن أنس بن مالک قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: ليدخلن عليکم البيت اليوم رجل خير الاوصياء و سيد الشهداء و أقرب الناس من النبيين.

قال أنس: فقلت أللهم اجعله رجلا من الانصار قال: فدخل في ذلک اليوم علي بن ابي طالب فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: مالي لا أقول لک هذا و أنت تبري ذمتي و تحفظ وصيتي و تنجز عداتي.

[صفحه 389]

311 - [حدثنا] محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن عمرو بن حريث عن برذعة بن عبد الرحمن رفعه عن سلمان: قال: مر سلمان و هو يريد [أن] يعود رجلا فمر بأهل حلقة جلوس منهم رجل يقول: و الله لو شئت لآ تينکم بأفضل هذه الامة بعد نبيها أبو بکر و عمر؟ و لو شئت أن اسمي الثالث لسميته.

قال: فرد عليه سلمان [و] قال: أما و الله لو شئت لآ تينکم بأفضل هذه الامة بعد نبيها و أفضل من هذين الرجلين الذين ذکرت.

فلم يرد الرجل عليه شيئا قال: و مضي [سلمان] فتبعه رجل من الحلقة فقال: يا ابا عبد الله وقفت علينا آنفا و رجل يقول: کان افضل هذه الامة بعد نبيها أبو بکر و عمر.

قال سلمان: إني دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله [و سلم] و هو في غمرات الموت فأفاق إفاقة فقلت: يا رسول الله أما أوصيت؟ فقال: يا سلمان [أ] و ما تدري من کان وصي موسي؟ قال: قلت: الله و رسوله أعلم.

قال: إنه کان وصي موسي يوشع بن نون و کان أفضل من ترک بعده ألا و إني أوصيت إلي علي و هو افضل من أترک بعدي.

يا سلمان إنه کان / 83 / ب / ثلاثون نبيا و ثلاثون وصيا و ثلاثون سبطا الا و إن سبطي هذه الامة الحسن و الحسين سميتهما باسمي ابني هارون شبير و شبر.

[صفحه 390]

312 - [حدثنا] محمد بن منصور عن الحکم بن سليمان عن نصر بن مزاحم عن ابي خالد الواسطي عن زيد بن علي عن ابيه عن جده: عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي أنت وصيي.

[صفحه 391]

[حديث الوصاية برواية أنس بن مالک خادم النبي]

313 - [حدثنا] محمد بن منصور عن محمد بن حميد عن إبراهيم بن محمد [ين ميمون] عن علي بن عابس[14] ، عن حارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب: عن أنس بن مالک قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أسکب لي ماءا - أو وضوءا - [قال أنس: فسکبت له] فتوضأ ثم قام فصلي رکعتين ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليک؟ من هذا الباب [هو] سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين.

قال: فقلت: أللهم اجعله رجلا من الانصار و کتمته إذ جاء علي فقال [النبي]: من هذا يا أنس.

فقلت [هو] علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه و يمسح عرق وجهه بوجهه قال علي: يا رسول الله لقد رأيتک صنعت بي شيئا ما صنعته [بي قبل] قال: و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.

[صفحه 392]

[حديث الوصاية برواية أمير المؤمنين و أبي رافع مولي رسول الله]

314 - محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن ابي الجارود: عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت عليا علي منبر الکوفة يقول: لاقولن اليوم قولا لم يقله أحد قبلي و لا يقوله أحد بعدي إلا کذاب ورثت نبي الرحمة و زوجتي خير نساء الامة و أنا خير الوصيين.

315 - محمد بن منصور عن عباد عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن ابي رافع عن عون بن عبيد الله عن أبيه: عن جده قال: لما کان اليوم الذي توفي فيه رسول الله / 84 / أ / صلي الله عليه و آله أغمي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأخذت بقدميه أقبلهما و أبکي قال: فأفاق النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أنا أقول: من لي و لولدي بعدک يا رسول الله؟.

فرفع رأسه إلي فقال: لکم الله بعدي و وصيي و صالح المؤمنين.

[صفحه 393]

316 - [حدثنا] محمد بن منصور، عن الحکم بن سليمان عن نصر بن مزاحم، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده: عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي أنت الخليفة في الاهل و المال و في المسلمين في کل غيبة.

يعني بذلک [في] حيات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

[صفحه 394]


صفحه 371، 372، 373، 374، 375، 376، 377، 378، 379، 380، 382، 383، 384، 385، 386، 387، 388، 389، 390، 391، 392، 393، 394.








  1. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " علي عاتقه ".
  2. هذا هو الظاهر و في أصلي هاهنا: " عبد الملک بن الحارث."

    ثم إن في جميع ما وصلنا من مصادر الحديث أن محمد بن إسحاق يروي الحديث عن عبد الغفار بن القاسم الانصاري عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث.

  3. العس - علي زنة " مد " -: القدح أو الانآء الکبير و الجمع: عسس و أعساس و عساس و عسس.

    و نهلوا عنه: أمسکوا عنه و صرفوا منه لانهم شبعوا و امتلاوا منه.

  4. کذا في أصلي هاهنا، و لعل الصواب: " لهد ما سحرکم صاحبکم به ".

    قال ابن الاثير في مادة " هدد " من کتاب النهاية:: و فيه: أن ابا لهب قال: " لهد ما سحرکم [به] صاحبکم " لهد: کلمة يتعجب بها يقال: لهد الرجل: اي ما أجلده! يقال: إنه لهد الرجل: اي لنعم الرجل، و ذلک إذا أثني عليه بجلد و شدة، و اللام للتأکيد.

  5. يقال: حجم من الشيء - علي زنة نصر و ضرب - و أحجم عنه - علي زنة أفعل -: کف منه و نکص عنه.
  6. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " رواية رجل ثاني ".
  7. و ليراجع ما ذکرناه في ذيل تعليق الحديث المتقدم الذکر آنفا.
  8. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " لهدا ما سحرکم.".
  9. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " رواية رجل ثاني ".
  10. کذا في أصلي، و القعب - علي زنة الفلس -: القدح الضخم و قد شرحه هذا الحديث بأنه کان بسعة القدر الذي کان في ذلک العصر ذا الرجل و لکن في رواية ابن عساکر: " و کان القعب قدر ري رجل."

    و الحديث رواه الحافظ ابن عساکر بسنده عن عباد بن يعقوب الرواجني.

    تحت الرقم: " 137 " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 99 ط 2 قال: أخبرنا أبو البرکات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالکوفة أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زکريا المحاربي أنبأنا عباد بن يعقوب أنبأنا عبد الله.

  11. کذا في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق.

    و کان في أصلي هذا: " يا علي اصنع لي طعام رجل شاة.

    " و لکن الظاهر أن کاتب أصلي کأنه قد شطب علي لفظة: " طعام و لکن شطبه لم يکن جليا، و أيضا کان الکاتب کتب في مقابلها بين الصفحتين اربع کلمات و لکن لم يتيسر لي قراءتها.

  12. هذه الزيادة من متفردات هذا الطريق و الظاهر أنها من زيادات بعض الروات في أيام بني العباس زادها تقربا إليهم أو توقيا من شرهم و ذلک لانه لم يکن للعباس سوي کونه عم النبي وزنا في ذلک الاوان و الايام بل في جميع أيام حياته کان شخصا عاديا و لم يکن مرموقا إليه حتي يفرد بالذکر لا سيما مع حضور ابي طالب و حمزة بل و حتي ابي لهب لان ابا لهب إلي ذلک اليوم لم يکن بغيضا إلي اي فئة و کان من اشراف بني هاشم.
  13. کذا و أقرب شيء للحديث بحسب المتن - و ربما بحسب السند أيضا بحسب الواقع - هو ما رواه السيد علي ابن طاووس قدس الله نفسه نقلا عن محمد بن العباس بن الماهيار في تفسير آية الانذار من کتابه: " ما نزل من القرآن في علي " علي ما رواه عنه السيد علي ابن طاووس في أواسط الباب الثاني من کتابه سعد السعود، ص 105.

    ثم إن الحديث رواه ايضا الطبري و صححه في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: " 127 " من کتاب تهذيب الآثار: ج 1 / الورق / 20 / ب / و في ط 1، ج 1، ص 63.

    و رواه أيضا الطبري في عنوان: " أول من آمن برسول الله " في سيرة النبي من تاريخه: ج 2 ص 319، قال: و أيضا الحديث رواه الطبري في تفسير الآية: " 214 " من سورة الشعراء من تفسيره: ج 19، ص 74 - 75 طبع بولاق.

    و لکن أبناء النواصب حرفوا.

    الحديث من بعض الطبعات من تفسير الطبري و هذه شنشنة أخزمية منهم أخذوها عن اسلافهم!! و قد روي الحديث عن الطبري بنحو الصواب بلا تحريف جماعة من الحفاظ من تلاميذ الطبري و غيرهم.

  14. لعل هذا هو الصواب، و في أصلي " عن محمد بن حميل عن إبراهيم بن محمد عن ابي علي عن ابن عياش."

    و الحديث رواه بإختصار الحافظ ابن حجر في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ميمون ثم قال: و رواه عنه أيضا محمد بن عثمان بن ابي شيبة.

    ثم قال: و قال إبراهيم بن أبي بکر بن أبي شيبة: سمعت عمي عثمان بن ابي شيبة يقول: لو لا رجلان من الشيعة ما صح لکم حديث! فقلت: منهما يا عم؟ قال: إبراهيم بن محمد بن ميمون و عباد بن يعقوب.

    أقول: و علي بن عابس هو الاسدي الازرق الملائي الکوفي و هو من رجال الترمذي کما في ترجمته من کتاب تهذيب التهذيب: ج 7 ص 343.

    و أيضا هو مترجم في کامل ابن عدي: ج 5 ص 1835، ط دار الفکر.

    ثم إن الحديث تقدم بمغايرة في بداية السند تحت الرقم: " 232 " و تحت الرقم: " 290 " في الورق 65 / ب / و الورق / 75 / ب / و في هذه الطبعة ص 313 و 360 و تقدم هناک تخريج بعض مصادره.

    و أيضا يأتي الحديث قريبا تحت الرقم " 317 " في الورق: / 84 / أ / و في هذه الطبعة ص 394.