تسمية النبي عليا أميرالمؤمنين و أنه الوصي











تسمية النبي عليا أميرالمؤمنين و أنه الوصي



و قوله [فيه]: إنه الخليفة و الوصي من بعدي

290 - محمد بن سليمان [قال: حدثنا محمد بن منصور][1] قال: حدثنا علي بن سيف الضبي عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب: عن أنس بن مالک قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آهل و سلم: يا أنس أسکب لي وضوءا قال [أنس]: فعمدت فسکبت للنبي وضوءا ثم عدت إليه البيت فأعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد إلي البيت إلي مجلسه ثم رفع رأسه إلي فقال: يا أنس أول من يدخل علينا [هو] أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين.

[صفحه 361]

قال أنس: فقلت بيني و بين نفسي: أللهم اجعله رجلا من قومي.

قال: فإذا باب الدار يضرب فخرجت ففتحت [الباب] فإذا علي فدخل يتمشي فرايت رسول الله صلي الله عليه و آله حين رآه وثب علي قدمه مستبشرا فلم يزل قائما و علي يتمشي [إليه] حتي دخل عليه البيت و اعتنقه رسول الله صلي الله عليه و آله فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يمسح عرق وجهه بکفه فيمسح به وجه علي و يمسح عرق وجه علي بکفه فيمسح به وجه نفسه فقال له علي: يا رسول الله لقد صنعت بي اليوم شيئا ما صنعته بي قط؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: [و] ما يمنعني و أنت وصيي و خليفتي و الذي يبين لهم الذي يختلفون به من بعدي.

[صفحه 362]

[خطبة النبي بغدير خم و أخذه بيعة الخلافة لعلي من الناس ثم نزول قوله تعالي: (اليوم أکملت لکم دينکم و أتممت عليکم نعمتي و رضيت لکم الاسلام دينا]

291 - محمد بن سليمان قال: حدثنا خضر بن ابان و أحمد بن حازم الغفاري و محمد بن منصور المرادي قالوا: حدثنا يحيي / 76 / أ / بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن ابي هارون العبدي: عن ابي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لما دعا الناس إلي علي يوم غدير خم أمر بما کان تحت الشجر من الشوک فقم و ذلک يوم الخميس ثم دعا الناس إلي علي فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض ابطي رسول الله صلي الله عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية: (اليوم أکملت لکم دينکم و أتممت عليکم نعمتي) الآية: [3 / المائدة: 5] فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: الله أکبر علي إتمام الدين؟ و إتمام النعمة و رضي الرب برسالتي و بالولاية لعلي [من] بعدي.

ثم قال: من کنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.

[صفحه 363]

فقال حسان بن ثابت الانصاري: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في علي أبيات شعر؟ فقال [النبي]: قل علي برکة الله فقال: قم؟ فقام [حسان][2] فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله فقال: يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أسمع بالنبي مناديا يقول فمن مولاکم و وليکم فقالوا - و لم يبدوا هناک التعاميا إلهک مولانا و أنت ولينا و لما تجد منا لک اليوم عاصيا فقال له: قم يا علي فإنني رضيتک من بعدي إماما و هاديا

[صفحه 364]

خبر علي و مخرجه من مکة و ما فضله الله به

292 - محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده: عن ابي رافع قال: کان علي يجهز النبي صلي الله عليه و آله و سلم حين کان في الغار و يأتيه / 76 / ب / بالطعام و استأجر له ثلاث رواحل للنبي صلي الله عليه و آله و لابي بکر و لدليلهم قلوصا، و خلفه النبي صلي الله عليه و آله يخرج إليه أهله فأخرجهم و أمره أن يؤدي عنه امانته و وصايا کان يؤتمن عليه من مال فادي علي عنه أمانته کلها و أمره أن يضطجع علي فراشه ليلة خرج [و] قال: له: إن قريشا لن تفقدني ما رأوک فاضطجع علي علي فراش النبي صلي الله عليه و آله فجعلت قريش تطلع علي فراشه فيرون عليه رجلا فيقولون: إنه النبي صلي الله عليه و آله و سلم فلما اصبحوا فإذا هو علي فقالوا: لو خرج محمد لخرج معه علي.

فحبسهم الله عن طلب النبي صلي الله عليه و آله حين رأوا عليا.

[صفحه 365]

و [کان] أمره النبي صلي الله عليه و آله أن يلقاه بالمدينة فخرج [علي] في طلبه بعد ما أخرج إليه أهله [و کان] يمشي الليل و يکمن النهار حتي بلغ المدينة فلما بلغ النبي قدومه قال: ادعوا لي عليا.

فقالوا: يا رسول الله لا يقدر يمشي علي رجليه! فأتاه النبي صلي الله عليه و آله فلما رآه النبي صلي الله عليه و آله اعتنقه و بکي رحمة له مما رآي في قدميه من الورم و أنهما يقطران دما فتفل النبي صلي الله عليه و آله علي يديه و مسح بهما رجليه و دعا له فلم يشکهما حتي استشهد.

[صفحه 366]

مسألة الشامي لعبد الله بن عباس [و جواب ابن عباس له و شرحه بعض مناقب علي]

293 - محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا محمد بن ابي البهلول القرشي عن إسماعيل بن زياد الحمصي عن أبان بن ابي عياش: عن سعيد بن جبير قال: کان عبد الله بن عباس علي شفير زمزم فجاءه رجل من أهل الشام فقام بين يديه فقال: يا ابن عباس إني امرؤ من أهل الشام فقال ابن عباس: أعوان کل ظالم إلا من عصم الله منکم سل 77 / أ / عما بدا لک.

قال: أتيتک أسألک عن علي بن ابي طالب و قتاله أهل لا إله إلا الله [الذين] لم يکفروا بقبلة و لا بصلاة و لا عنت و لا صيام؟

[صفحه 367]

فقال ابن عباس سل عما يعنيک.

فقال الشامي: لم آتک اضرب إليک من حمص لحج و لا لعمرة و لکني أتيتک لتشرح لي أمر علي و فعاله.

قال: فقال ابن عباس: إن علم العالم صعب لا تحتمل و لا تقر به القلوب [الصدية] إن مثل علي فيکم کمثل موسي و العالم و ذلک [کما في] قول الله: (يا موسي إني اصطفيتک علي الناس برسالتي و بکلامي فخذ ما آتيتک و کن من الشاکرين و کتبنا له في الالواح من کل شيء موعظة) [144 - 145 / الاعراف: 7] فکان يري موسي أن الاشياء [کلها] قد أثبتت له کما ترون أنتم أن علماء کم قد أثبتوا لکم [علم] الاشياء کلها فلما أتي موسي ساحل البحر فاستنطق العالم اقر له بالفضل عليه و لم يحسده کما حسدتم عليا في فعاله فرغب موسي إليه و أحب صحبته و علم العالم أن موسي لا يصبر عليه و لا يطيق صحبته فقال [له]: (إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتي أحدث لک منه ذکرا) [70 / الکهف: 18] فخرق السفينة فکان خرقها لله رضا و سخطا لموسي و قتل الغلام و کان قتله لله رضي و سخطا لموسي و اقام الجدار فکان إقامته لله رضا و سخطا لموسي و کذلک کان علي لم يقتل إلا من کان قتله لله رضي و عند أهل الجهالة من الناس سخطا فاجلس حتي أحدثک: إن رسول الله صلي الله عليه و آله لما تزوج زينب ابنة جحش أو لم و کانت وليمته الحيس و کان يدعو من المؤمنين عشرة عشرة فإذا اصابوا طعام نبيهم استأنسوا بحديثه و اشتهوا النظر / 77 / ب / إلي وجهه[3] و کان رسول الله صلي الله عليه و آله

[صفحه 368]

يشتهي أن يخلوا له الدار و کان يکره اذي المؤمنين فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لکم إلي طعام ناظرين إناه) إلي قوله: (و الله لا يستحيي من الحق) [53 / الاحزاب: 33] فلما نزلت هذه الآية کان الناس إذ دعوا إلي طعام نبيهم فطعموا لم يلبثوا فمکث النبي صلي الله عليه و آله في بيت زينب ابنة جحش سبعة أيام و لياليها ثم تحول من بيت زينب بنت جحش إلي [بيت] أم سلمة فمکث عندها يوما و صباحه إلي الغد.

فلما تعالي النهار أتي علي الباب فدقه ذقا خفيا فعرف رسول الله صلي الله عليه و آله دقه و أنکرت أم سلمة فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله: يا أم سلمة قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و هي لا تدري من بالباب - فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فاستقبله بوجهي و معاصمي؟ فقال: يا أم سلمة من يطع الرسول فقد اطاع الله قومي [فافتحي له الباب] فإنه لا يفتح الباب حتي يسکن عنه الوطؤ.

فقامت و هي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله.

ففتحت الباب.

و أمسک [علي] بعضادتي الباب حتي إذا سکن عنه الوطؤ فتح الباب و دخل فسلم علي النبي فرد عليه ثم قال [النبي]: يا أم سلمة هل تعرفين هذا؟ قالت نعم هذا ابن عمک علي بن ابي طالب.

قال: اشهدي يا أم سلمة إنه سيد المسلمين من بعدي و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و إمام المتقين.

[صفحه 369]

اشهدي يا أم سلمة أن لحمه من لحمي و دمه من دمي.

اشهدي يا أم سلمة أنه أخي في الدنيا و رفيقي في الجنة.

اشهدي يا أم سلمة أنه يبعث يوم القيامة / 78 / أ / علي ناقة من نوق الجنة يقال لها: محبوبة[4] تصک رکبته مع رکبتي و فخذه مع فخذي.

اشهدي يا أم سلمة أنه معي علي الصراط يقول لاعدائنا أهل البيت: تعستم تعستم.

اشهدي يا أم سلمة أنه يقاتل من بعدي الناکثين و القاسطين و المارقين[5] .

اشهدي يا أم سلمة أنه مع الحق يزول حيث ما زال لا أخاف عليه فتنة و لا بلاءا حتي يلقاني و قد وعدني ربي - و لن يخلف الميعاد - أنه يحفظني فيه و يسلم دينه حتي يلقاني.

[صفحه 370]


صفحه 361، 362، 363، 364، 365، 366، 367، 368، 369، 370.








  1. ما بين المعقوفين مأخوذ مما تقدم تحت الرقم: " 232 " في الورق 65 / ب / و في هذه الطبعة ص 312 و تقدم هناک تخريج أسانيده و مصادره.

    و أيضا الحديث يأتي بمغايرة في صدر السند في الحديث: " 312 " في الورق / 83 / ب / و في هذه الطبعة ص 391.

    و أيضا يأتي الحديث في هذا الجزء بسند آخر عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالک تحت الرقم: " 335 " في الورق: / 92 / أ / و في هذه الطبعة ص 430.

    و رواه ايضا الحموئي بسنده عن ابي نعيم في الباب: " 27 " من کتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 145، ط بيروت.

  2. ما بين المعقوفين زيادة مأخذوة مما تقدم تحت الرقم: " 66 ".

    و کلمة: " فقام " هاهنا کان کاتب أصلي کتبها بخط الاصل فوق قوله: " قم " و کان الکاتب وضع بينها و بين قوله: " قم " حرف " ظ " للدلالة علي أن کلمة: " فقام " لم تکن هاهنا موجودة في أصله.

  3. و أيضا يحتمل رسم الخط من أصلي أن يقرأ: " و استهووا ".

    و في کتاب علل الشرائع: " و استغنموا النظر إلي وجهه ".

  4. کذا في أصلي. و هذه الفقرة موجودة في کتاب علل الشرائع.
  5. و إلي هنا ينتهي کلام ابن عباس برواية الشيخ الصدوق في کتاب علل الشرائع و يعده هکذا: فقال الشامي: فرجت عني يا عبد الله اشهد أن علي بن ابي طالب مولاي و مولي کل مسلم.