دعوات رسول الله











دعوات رسول الله



51 - محمد بن سليمان قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني قال: حدثنا إسرائيل عن [أبي] إسحاق: عن البراء بن عازب قال: اشتري أبو بکر من عازب رحلا / 26 / ب / بثلاثة عشر درهما فقال أبو بکر لعازب: فمر البراء أن يحمل إلي رحلي.

فقال عازب: لا حتي تخبرني کيف صنعت أنت و رسول الله صلي الله عليه و آله حين خرجتما من مکة و المشرکون يطلبونکما! فقال [أبو بکر]: ارتحلنا من مکة فأحثثنا [السير] و سرنا يومنا و ليلتنا و يومنا حتي أظهرنا اليوم[1] قائم الظهيرة فرمت ببصري هل اري من ظل نأوي إليه فإذا صخرة فاتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته ثم فرشت لرسول الله ثم قلت له: يا رسول الله

[صفحه 102]

اضطجع.

فاضطجع رسول الله ثم انطلقت أقص هل اري من الظل [کي أمکث فيه][2] فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلي الصخرة قال: فسماه [لي شخصه] فعرفته فقلت: هل في غنمک من لبن.

قال: نعم.

فقلت: هل أنت حالب لي.

قال: نعم.

فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض کفيه فقال هکذا ضرب إحدي کفيه بالاخري فحلب لي کثبة من لبن[3] و قد زويت معي لرسول الله إداوة علي فمها خرقة فصببت [فيه] من اللبن حتي يرد أسفله فانتهيت به إلي رسول الله فوافيته [و] قد استيقظ فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله حتي رضيت ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله قال: فارتحلنا و القوم يطلبونا فلم يدرکنا أحد منهم سراقة بن مالک بن جعشم علي فرس له فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال: لا تحزن إن الله معنا.

فلما دنا منا فکان بيننا و بينه قيد رمح أو ثلاثة أو ثلثه! قلت: هذا الطلب قد لحققنا يا رسول الله و بکيت / 27 / أ / فقال: لم تبکي! فقلت: أنا و الله ما علي أبکي يا رسول الله و لکني أبکي عليک.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أللهم اکفناه بما شئت.

قال: فساخت فرسه في الارض إلي بطنها فوثب عنها ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا من عملک فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فو الله لا عمين علي من ورائي من الطلب و هذه کنانتي خذ

[صفحه 103]

منها سهما فإنک علي ابني و غنمي مکان کذا و کذا [ف] خذ حاجتک منها فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا حاجة لنا في إبلک فدعا الله [فخرج فرسه من الارض] فانطلق راجعا إلي اصحابه و مضي رسول الله و أنا معه حتي أتينا المدينة ليلا و ذکر الحديث بطوله[4] .

52 - حدثنا عبد الله بن توبة قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا عبد الله بن المبارک عن معمر: عن قتادة قال: حلب يهودي للنبي صلي الله عليه و آله فقال النبي صلي الله عليه و آله: أللهم جمله قال: فاسود شعره قال: حدثني غيره أنه جاوز التسعين و هو اسود الشعر.

[صفحه 104]

53 - حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن الجنيد و عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي و حدثنا علي بن حجر بن أياس قالوا: حدثنا مطر بن العلاء الفزاري قال: حدثتني عمتي آمنة بنت ابي الشعشاء[5] : عن مدلوک ابي سفيان قال: أتيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم مع موالي فاسلمت[6] قال: فمسح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي رأسي.

قالت أمية: فرأيت [موضع] مسح النبي في رأسه اسود و قد شاب ما سوي ذلک.

[صفحه 107]


صفحه 102، 103، 104، 107.








  1. کذا.
  2. بقدر ما وضعناه بين المعقوفين کان في أصلي بياض.
  3. الکثبة - بضم فسکون: القليل من الماء أو اللبن.
  4. و قد اشار ابن سعد إلي القصة في کتاب الطبقات الکبري: ج 1، ص 157.

    و قد روي قريبا منه الحاکم - بسند آخر صححه هو و الذهبي علي شرط الشيخين - في کتاب الهجرة من المستدرک: ج 3 ص 6.

    و رواه أيضا البخاري في کتاب المغازي من صحيحه: ج 7 ص 187، و 196.

    و رواه ايضا أحمد بن حنبل في مسند أنس من کتاب المسند: ج 3 ص 211.

    و أشار إليه ايضا الحافظ المزي في مقدمة کتاب تهذيب الکمال: ج 1، ص 244.

  5. الظاهر أن هذا هو الصواب و في أصلي: " و عبد الله بن أحمد بن نوبة المزوري.

    قال: حدثنا.

    مطربة العلما العزاري."

    و لم يتيسر لي الفحص حول ترجمة محمد بن عبد الله بن الجنيد و لعله هو الذي کناه الخطيب بأبي الحسين و ذکره تحت الرقم: " 2981 " من تارخي بغداد: ج 5 ص 450.

    و أما علي بن حجر فهو من رجال البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي و وثقوه من ذکر خلاف و قد عاش قريبا من مائة سنة و توفي سنة: " 244 " کما في ترجمته من کتاب تهذيب التهذيب: ج 7 ص 293.

    مدلوک الفزاري مولاهم أبو سفيان قال ابن ابي حاتم: له صحبة.

    و ذکره محمد بن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة.

    و ذکره البرزنجي في الاسماء المفردة من الصحابة و تقدم له ذکر في ضمضم بن قتادة.

    و أخرج البخاري في التاريخ و ابن سعد و البغوي و الطبراني من طريق مطر بن علاء الفزاري [قال] حدثتني عمتي آمنة أو أمية بنت أبي الشعشاء و قطبة مولاة لنا قالتا: سمعنا أبا سفيان - زاد البغوي في روايته: " مدلوکا " يقول: ذهب بي مولاي إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فاسلمت فدعا لي بالبرکة و مسح رأس بيده قالت: فکان مقدم راس ابي سفيان أسود ما مسه النبي صلي الله عليه و آله و سائره أبيض.

    و أخرجه ابن مندة و أبو نعيم من وجه آخر عن مطر فقال في روايته ايضا عن مدلوک أبي سفيان فقال " عن آمنة " بالنون و لم يشک.

    الاصابة: ج 3 ص 395.

  6. هذا هو الظاهر و في أصلي: " فسلمت ".