ذکر برکة الطعام
[صفحه 90] قال أنس: فأتيته و رسول الله [صلي الله عليه و آله] جالس في المسجد فلما رآني قال: يا أنس. قلت: لبيک يا رسول الله فقال: دعاني أبوک! فقلت: نعم قال: قوموا قال: ثم لما يمر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي مجلس إلا قال [لهم]: قوموا. قال [أنس]: و خرجت سريعا حتي جئت أبا طلحة فقلت له: هذا رسول الله صلي الله عليه و آله قد جاءک بالناس. فقال أبو طلحة: أو لم آمرک أن تخفيه القول! قلت: إنما سألني هل دعاني أبوک! فقلت: نعم لم أکذبه. قال: فتلقي أبو طلحة رسول الله صلي الله عليه و سلم علي باب الدار فقال: يا رسول الله إنما هو شيء أردنا / 24 / أ / أن نتحفک به [خاصة] فقال: ادخل. فدخل هو و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: وأم سليم معها عکة تعصرها قد يبست أو کادت [أن] تيبس فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: ناولينيها عسي أن أکون لها أحسن عصرا منک!؟ فأخذها رسول الله صلي الله عليه و آله بيده فقال بالسمن هکذا قال: ثم وضع رسول الله صلي الله عليه و آله يده علي راس الثريد فقال: يا أبا طلحة أدخل عشرة. فأدخل عشرة ثم عشرة فأکلوا حتي ثملوا وأفضلوا و أهدوا لجيرانهم. [صفحه 91] 42 - [أبو بکر] جعفر بن محمد [بن الحسن بن المستفاض] الفريابي[1] قال: حدثنا أبو سلمة يحي بن خلف قال: حدثنا عبد الاعلي عن سعيد الجريري عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي: عن أبي أيوب الانصاري قال: صنعت لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لابي بکر طعاما قدر ما يکفيهما فأتيتهما به فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الانصار قال: فشق ذلک علي [لانه] ما [کان] عندي شيء أزيده قال: فکأني تثاقلت [ف] قال: اذهب فادع لي ثلاثين من اشراف الانصار فدعوتهم فجاؤا [ف] قال [لهم] أطعموا. فأکلوا حتي صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا. ثم قال: [لي]: اذهب فادع لي ستين من الانصار - فلانا بالستين أجود مني بالثلاثين قال: فدعوتهم فأکلوا حتي صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بايعوه قبل أن يخرجوا. [ثم] قال: اذهب فادع لي تسعين من الانصار قال: فلانا أجود بالتسعين و الستين مني بالثلاثين - قال: فدعوتهم فأکلوا حتي صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله و بايعوه قبل أن يخرجوا. قال: فأکل من طعامي ذلک مائة و ثمانون رجلا / 24 / ب / کلهم من الانصار. [صفحه 92] 43 - حدثنا جعفر قال: حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي: عن فضالة بن عبيد الانصاري قال: غزونا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم غزوة تبوک فجهد الظهر جهدا شديدا[2] فشکوا إلي رسول الله صلي الله عليه و آله ما بظهرهم من الجهد فتخير بهم مضيقا سار الناس فيه و رسول الله صلي الله عليه و آله يقول [لهم]: مروا بسم الله فمروا فجعل ينفخ بظهرهم و يقول: أللهم احمل عليها في سبيلک فإنک تحمل علي القوي و الضعيف و الرطب و اليابس في البر و البحر. [قال] فما بلغنا المدينة حتي جعلت تنازعنا أزمتها. قال فضالة: فقلت: هذه دعوة رسول الله [صلي الله عليه و آله و سلم] علي القوي و الضعيف فما بال الرطب و اليابس! فلما قدمنا الشام و غزونا غزوة " قبرص " في البحر و رأيت السفن و ما يحمل فيها عرفت دعوة رسول الله صلي الله عليه و آله. [صفحه 93] 44 - حدثنا خلف بن عمرو العکبري[3] قال: حدثنا أبو موسي محمد بن المثني قال: حدثنا سالم بن نوح عن الجريري عن ابي السليل: عن صهيب قال: صنعت لرسول الله صلي الله عليه و آله طعاما فأتيته و هو في نفر من اصحابه جالسا فقمت حياله فلما نظر إلي أومأت إليه فقال: و هؤلاء! فقلت: لا. فسکت فقمت مکاني فلما نظر إلي أومات إليه فقال: و هؤلاء! - مرتين أو ثلاثا - قلت: نعم و إنما کان شيئا يسيرا صنعته له فجاء و جاؤا معه فأکلوا - و أحسبه قال: - و فضل منه شيء. 45 - حدثنا المکي بنمحمد بن ماهان[4] قال: حدثنا بندار / 25 / أ / محمد بن بشار[5] قال: حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أبي العلاء: عن سمرة بن جندب قال: کنا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم نتداول [ظ] قصعة منذ غدوة حتي الليل يقوم عشرة و يقعد عشرة فقلنا: فما کانت تمد! قال: فمن اي شيء يعجب! ما کانت تمد إلا من هاهنا و أشار إلي السماء. [صفحه 94] 46 - حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا محمد بن عيسي العبدي عن ثابت البناني: قال: قلت لانس بن مالک: يا أبا حمزة کم خدمت رسول الله صلي عليه و آله و سلم! قال: خدمته عشر سنين فلم يعير علي شيئا قط أسأت أم أحسنت؟ قلت: يا أبا حمزة ما أعجب ما رأيت من النبي صلي الله عليه و آله و سلم في هذه العشر السنين! قال: يا ثابت لنه لما تزوج نبي الله زينب بنت جحش - و کانت تحت زيد بن حارثة مولاه - فقالت لي أم سليم: يا أنس إن رسول الله صلي الله عليه و آله اصبح اليوم عروسا و ما اصبح اليوم عنده غذاء فهلم تلک العکة [قال: فجئتها بها] فجعلت له حيسا من عجوة في تور من فخار بقدر ما يکفيه و صاحبته فذهبت [به] إليه و هذا من قبل أن ينزل الحجاب فلما أن دخلت عليه قال: ضعه فوضعته بينه و بين الجدار فقال لي: اذهب فادع عليا [و عمي العباس و عمار و المقداد] فسمي لي رهطا من اصحابه فجعلت أتعجب من کثرة ما يأمرني أن ادعو [ه] و من قلة الطعام [و] إنما هو طعام نفس و أکره أن أعصيه فقال: يا أنس اذهب أنظر من رأيت في المسجد فادعه. [قال أنس:] فجعلت آتي الرجل و هو يصلي أو هو راقد فأقول / 25 / ب / له: أجب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فإنه اصبح اليوم عروسا [قال: فانثالوا إليه فدخلوا عليه] حتي امتلا البيت فقال: هل حد؟ المسجد أحد! فقلت: لا قال: فمن رأيت في الطريق فادعه [قال: فخرجت [صفحه 95] فکل من رأيته في الطريق قلت: أجب النبي فجاؤا إليه] حتي امتلا البيت و الحجرة فقال لي: هل تري من أحد! قلت: لا يا نبي الله قال: هلم ذلک التور قال: فغمره بثلاث اصابع ثم قال: کلوا بسم الله فرأيت التمر يربو و السمن کأنها عيون تنبع حتي أکلوا [جميعا] أهل البيت و أهل الحجرة و بقي في التور نحو ما جئت به فوضعته عند زينب ابنة جحش وجئت إلي أمي أتعجب مما رأيت فقالت: يا بني فلو أراد أن يأکل أهل المدينة جميعا لاکلوا منه. [قال ثابت البناني:] فقلت: يا أبا حمزة کم تراهم کانوا الذين أکلوا من ذلک التور! قال: فيما أحسب [کانوا] أحدا و سبعين رجلا و أنا أشک في اثنين و سبعين. 47 - قال: حدثنا موسي بن هارون[6] قال: حدثنا أبو بکر ابن ابي شيبة قال: حدثنا شريک عن الاعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله[7] : عن علي [قال: لما نزل قوله تعالي:] " و أنذر عشيرتک الاقربين " [214 / الشعراء: 26] دعاهم [النبي] علي فخذ شاة و قعب من لبن و إن فيهم لثلاثين کل رجل منهم يأکل الجذعة [و يشرب القعب] فأکلوا و شربوا [حتي شبعوا و رووا] ثم أنذرهم. [صفحه 97]
41 - حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا إسماعيل بن ابي أويس قال: حدثنا محمد بن موسي بن ابي عبد الله عن عبد الله بن عبد الله بن ابي طلحة عن انس بن مالک أنه قال: قال أبو طلحة [لامرأته]: يا أم سليم اصنعي شيئا لرسول الله صلي الله عليه و آله فطحنت / 23 / ب / له شيئا من شعير فصنعته [قال أنس:] ثم دعاني أبو طلحة فقال: اذهب إلي رسول الله صلي الله عليه و آله فقل: إن ابي يدعوک و أسرة.
صفحه 90، 91، 92، 93، 94، 95، 97.
و ذکره ايضا ابن الاثير في عنوان: " الفريابي " من کتاب اللباب: ج 2 ص 427 قال: و أبو بکر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي أحد الائمة رحل إلي الشرق و الغرب [في طلب الحديث و] ولي قضأ الدينور مدة و سکن بغداد و حدث فأکثر و کتب عنه الناس. و أيضا عقد له الخطيب ترجمة مطولة تحت الرقم: " 497 " من تاريخ بغداد. و للحديث أسانيد و مصادر و صور مطولة يجدها الباحث تحت الرقم: " 133 " و ما بعده من من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 97 ط 2 و ما حولها و أيضا يأتي هاهنا بأسانيد تحت الرقم: " 294 " و ما بعده في أواسط الجزء الثالث من هذا الکتاب الورق / 78 / أ / و ما بعده و في هذه الطبعة ص 371.