الشاة











الشاة



28 - حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا خلف بن عمرو بن عبد الرحمن العکبري قال: حدثني المعلي بن مهدي قال: حدثنا أبو عوانة عن عاصم عن زر: عن عبد الله [بن مسعود] قال: کنت في غنم لعقبة بن ابي معيط فأتاني النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا غلام هل معک من لبن! فقلت: نعم و لکني مؤتمن.

قال: فأتني بشاة لم ينز عليها الفحل.

فاتيته بعناق أو جذعة فجعل يمسح الضرع و يدعو حتي أنزلت فأتاه أبو بکر بصحفة فاحتلب فيها ثم ناول أبا بکر فشرب ثم شرب النبي صلي الله عليه و آله بعده ثم قال للضرع: اقلص بإذن الله فقلص فعاد إلي ما کان فلما کان بعد أتيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقلت: علمني من / 19 / ب / هذا القرآن أو من هذا الکلام فمسح رأسي و قال: إنک غلام معلم.

فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعنيها بشر.

[صفحه 71]

29 محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دکين قال: حدثنا عمر بن ذر الهمداني قال: حدثنا مجاهد: عن ابي هريرة أنه کان يقول: و الله الذي لا إله إلا هو إن کنت لاعتمد بکبدي علي الارض من الجوع [و] إن کنت لاشد الحجر علي بطني من الجوع و لقد قعدت يوما علي طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بکر فسألته عن آية من کتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر و لم يفعل ثم مر بي عمر بن الخطاب فسألته عن آية من کتاب الله ما سألته إلا ليشبعني[1] فمر و لم يفعل.

[صفحه 72]

ثم مر بي أبو القاسم صلي الله عليه و آله فتبسم حين رآني و عرف ما في نفسي و ما في وجهي ثم قال [لي]: أبا هر قلت: لبيک يا رسول الله.

قال: الحق.

و مضي و اتبعته فدخل و استأذنته فأذن لي فدخلت فوجد [رسول الله] لبنا في قدح فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لک فلان أو فلانة [ف] قال: [يا] أبا هر.

قلت:

[صفحه 73]

لبيک يا رسول الله قال: الحق إلي أهل الصفة فادعهم لي قال [أبو هريرة]: و أهل الصفة [کانوا] أضياف الاسلام لا يأوون علي أهل و لا مال و إذا أتته صدقة بعث بها إليهم و لم يتناول منها شيئا و إذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها و أشرکهم قيها - [قال:] فساءني ذلک [و] قلت [في نفسي]: و ما هذا اللبن في أهل الصفة کنت أرجو أن اصيب من هذا اللبن شربة أتقوي بها و أنا الرسول فإذا جاءوا / 20 / أ / أمرني فکنت أنا أعطيهم و ما عسي أن يبلغني من هذا! و [لکن] لم يکن من طاعة الله و طاعة رسول الله بد [قال:] فأتيتهم و دعوتهم فأقبلوا حتي استأذنوا فاذن لهم و أخذوا مجالسهم من البيت فقال: يا ابا هر قلت: لبيک يا رسول الله قال: خذ و أعطهم فاخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتي يروي ثم يرد علي القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتي يروي ثم يرد علي القدح حتي انتهيت إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و قد روي القوم کلهم فأخذ القدح و وضعه علي يده و نظر إلي و تبسم و قال: أبا هر قلت: لبيک يا رسول الله قال: بقيت أنا و أنت قلت: صدقت يا رسول الله قال: فاقعد و اشرب فقعدت فشربت فما زال يقول: اشرب فشربت حتي قلت: لا و الذي بعثک بالحق نبيا ما أجد له مسلکا قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد الله و سمي فشرب الفضلة.

[صفحه 75]


صفحه 71، 72، 73، 75.








  1. کذا في أصلي فيه و ما قبله، و في رواية الحاکم في الموردين: " ما اساله إلا ليستتبعني."

    يقال: استتبع زيد عمرا: طلب منه أن يمضي معه و يمشي خلفه.

    و قريبا من صدر الحديث رواه البلاذري تحت الرقم: " " 154 من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من کتاب أنساب الاشراف: ج 2 ص 151، ط بيروت قال: حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ابي المهزم: عن أبي هريرة قال: جعت فلما صليت المغرب عرضت [نفسي] لابي بکر فجعلت استقرؤه و ما أريد بذلک إلا أن يدخلني بيته فيعشيني فلما بلغ الباب أرسل يدي و دخل!! فعرضت لعمر ففعلت مثل ذلک ففعل بي کما فعل أبو بکر! ثم اتيت عليا فاستقرأته فلما بلغ الباب قال: لو دخلت يا ابا هريرة فتعشيت؟ [قال:] فدخلت فقال [علي]: يا فاطمة عشي ابا هريرة.

    فجاءت بحروقة فأکلتها ثم جاءت بشربة سويق فشربتها و بلغ ذلک عمر فقال: لئن کنت وليت منه ما ولي علي [کان] أحب إلي من حمر النعم.

    أو قال: [کان أحب إلي] مما طلعت عليه الشمس.

    و الحديث رواه ايضا الحاکم - و حکم بصحته و أقره الذهبي - في أوائل کتاب الهجرة من کتاب المستدرک: ج 3 ص 16، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بکير عن عمر بن ذر [قال] حدثنا مجاهد.

    قال: کان أهل الصفة اضياف الاسلام لا يأوون إلي أهل و لا مال و و الله الذي لا إله إلا هو إن کنت لاعتمد بکبدي إلي الارض من الجوع و أشد الحجر علي بطني من الجوع و لقد قعدت يوما علي ظهر طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي أبو بکر فسألته عن آية من کتاب الله ما أسألة إلا ليستتبعني فمر و لم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من کتاب الله تعالي ما أساله إلا ليستتبعني فمر و لم يفعل!!! ثم مر [بي] أبو القاسم صلي الله عليه و آله فتبسم حين رآني و قال: يا أبا هريرة.

    قلت: لبيک يا رسول الله.

    فقال: إلحق.

    و مضي فاتبعته و دخل منزله فاستأذنته فاذن لي فوجد لبنا في قدح فقال: من اين لکم هذا اللبن؟ فقيل: أهداه لنا فلان.

    فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: [يا] أبا هريرة.

    فقلت: لبيک.

    قال: الحق أهل الصفة فادعهم فهم أضياف الاسلام لا يأوون علي أهل و لا علي مال - و کان إذا أتته صدقة بعث بها إليهم و لم يتناول منها شيئا و إذا أتته هدية أرسل إليهم مفاصاب منها و أشرکهم فيها - فساءني ذلک و قلت: ما هذا القدح بين أهل الصفة و أنا رسوله إليهم فيأمرني أن ادوره عليهم فما عسي أن يصيبني منه ما يغنيني؟! و [لکن] لم يکن بد، من طاعة الله و طاعة رسوله صلي الله عليه و آله فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه و أخذوا مجالسهم قال: أبا هريرة خذ القدح فأعطهم.

    فأخذت القدح فجعلت أنا و له الرجل فيشرب حتي يروي ثم يرده و أنا و له الآخر فيشرب حتي انتهيت به إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و قد روي القوم کلهم فأخذ رسول اله صلي الله عليه و آله و سلم القدح فوضعه علي يديه ثم رفع رأسه إلي فتبسم و قال: يا ابا هريرة.

    فقلت لبيک يا رسول الله فقال: أقعد و اشرب فشربت ثم قال: اشرب فشربت ثم قال: اشرب فشربت فلم أزل اشرب و يقول: اشرب حتي قلت: و الذي بعثک بالحق ما أجد له مسلکا فأخذ القدح فحمد ا لله و سمي ثم شرب.