النخل و العذق











النخل و العذق



22 - محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن عمر بن منصور[1] قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا منجاب - يعني ابن الحارث - قال: حدثنا شريک عن سماک بن أبي الضحي: عن ابن عباس قال: جاء رجل أعرابي إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: بم تکون أنت نبيا! قال: أ رأيت إن دعوت ذلک العذق [فأجابني] أ تؤمن [بي.

] قال: نعم قال: فدعا العذق فجاء ثم قال: ارجع.

فرجع فآمن الاعرابي.

[صفحه 58]

23 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حمدويه البغلاني قال: حدثنا محمد بن يونس الکديمي[2] قال: حدثنا حماد بن عيسي الجهني قال: حدثنا النهاس بن قهم عن القاسم بن عوف الشيباني: عن زيد بن أرقم قال: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يشد الحجر علي بطنه بالغرث[3] فظل يوما صائما ليس عنده شيء فأتي فاطمة و الحسن و الحسين يقولان: يا أبانا قل لامنا تطعمنا.

[ف] قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا فاطمة اطعمي ابني.

قالت: ما في منزلي إلا برکة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فألقاهما رسول الله[4] صلي الله عليه و آله بريقه حتي شبعا و رؤيا و ناما و استقرضا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثلاثة أقراص من شعير فلما أفطر رسول الله صلي الله عليه و آله

[صفحه 59]

و سلم وضعاها / 17 / أ / بين يديه[5] فجاء سائل فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة إني مسکين اطعموني مما رزقکم الله أطعمکم الله غدا من موائد الجنة.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا فاطمة قد جاءک المسکين و له حنين قم يا علي فأطعمه قال علي: فأخذت قرصا فأطعمته و رجعت و قد حبس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يده [عن تناول الطعام] فجاء الثاني فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة إني يتيم اطعموني مما رزقکم الله أطعمکم الله غدا علي موائد الجنة.

فقال النبي لفاطمة: يا فاطمة قد جاءک اليتيم و له حنين قم يا علي فأطعمه.

فأخذ علي قرصا فأطعمه قال علي: فرجعت و قد حبس رسول الله صلي الله عليه و آله يده فجاء الثالث فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة إني اسير أطعموني مما رزقکم الله أطعمکم الله غدا علي موائد الجنة فإن اسير.

فقال النبي صلي الله عليه و آله لفاطمة: يا فاطمة ابنة محمد قد جاءک الاسير و له حنين قم يا علي فأطعمه.

[صفحه 60]

قال علي [عليه السلام]: فأخذت قرصا فأطعمته.

[ثم] قال علي: فبتنا طاوين فلما اصبحنا اصبحنا مجهودين و نزلت هذه الآية: (و يطعمون الطعام علي حبه مسکينا و يتيما و أسيرا)[6] فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لي: يا علي إلي من نصير! فقلت: ما هو إلا أبو بکر الصديق قال: فانطلقنا نريد أبا بکر فاستقبلنا في الطريق فقال رسول الله: يا ابا بکر ما أخرجک في هذا الوقت! قال: الجوع يا رسول الله.

قال: شريکنا في الخير [ثم] قال: فإلي من نصير! قال: ما هو إلا عمر فانطلقنا نريد عمر فاستقبلنا في الطريق فقال له / 17 / ب / رسول الله صلي الله عليه و آله: ما أخرجک في هذا الوقت من بيتک! قال: الجوع يا رسول الله.

قال: شريکنا في الجوع [ثم] قال: إلي من نصير! قال: مررت بدار المقداد بن الاسود فرأيت فيها دخانا

[صفحه 61]

قال: انطلقوا بنا إليه قال: فأتوا باب المقداد بن الاسود فقال النبي صلي الله عليه و آله لابي بکر: تقدم.

فتقدم فدق الباب فلم يجبه أحد [ثم] قال النبي لعمر: تقدم.

فتقدم فدق الباب ثلاثا فلم يجبه أحد فقال النبي لعلي: يا علي تقدم فتقدم علي فدق الباب ثلاثا فلم يجبه أحد؟ فتقدم النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا ابا الاسود أخرج إلي أصحابک.

قال: فتکلمت المرأة من داخل الدار فقالت: لا صبر و الله عن رسول الله إن خرجت إليه و إلا خرجت إليه.

فخرج المقداد و هو مذعور و قال: بأبي و أمي يا رسول الله کنت أحب أن تأتي أنت و أصحابک و عندي شيء و کان عندي شيء ففرقته علي الجيران.

فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: أحسنت أوصاني جبريل بالجار حتي حسبت أنه يورثه[7] و قال زيد: [إنه] لسمعه[8] فقال النبي صلي الله عليه و آله يا أبا بکر إلي من نصير؟ قال: ما هو إلا أبو الهيثم ابن التيهان.

فقال: الرأي رأيک يا صديق! فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: انطلقوا بنا إليه قال: فانطلقنا إلي أبي الهيثم فدخلنا عليه فقال: بأبي و أمي ما جاء برسول الله و أصحابه! کنت أحب ان يأتيني رسول الله و أصحابه و عند شيء کان عندي شيء ففرقته علي الجيران.

[ف] قال [النبي]: أحسنت أوصاني جبريل بالجار حتي خشيت أن يورثه.

[صفحه 62]

ثم نظر النبي صلي الله عليه و آله إلي نخلة / 18 / [/ في جانب الدار فقال: يا ابا الهيثم أتأذن لي فيها! قال: يا رسول الله إنها نخلة فحل لم تحمل قط شأنک و إياها.

فقال [النبي]: إن الله تبارک و تعالي جاعل فيها خيرا کثيرا ثم قال النبي لعلي: يا علي ائتني بقدح ماء.

فأتاه [علي] بقدح [من] ماء فشربه [النبي] ثم مجه ثم رشه علي النخلة فتدلت أعذاقا من بسر و رطب ما شئنا فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ابدؤا بالخيرات.

قال: فأکلنا و شربنا تي شبعنا و روينا فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: هذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة.

ثم قال لعلي: تزود لمن وراءک لفاطمة و الحسن و الحسين.

قال زيد بن أرقم: فکنا نسميها نخلة الخيرات.

[صفحه 65]


صفحه 58، 59، 60، 61، 62، 65.








  1. لم يتيسر لي الفحص الکافي حول ترجمته و أما شيخه علي بن عبد الرحمن المخزومي فهو مترجم في کتاب تهذيب التهذيب: ج 7 ص 360.
  2. هذا هو الصواب و هو مترجم في عنوان: الکديمي " من کتاب اللباب و غيره.

    و في أصلي هاهنا و في الحديث: " 97 " الآتي کليهما " الکرمي " و هو تصحيف.

  3. الغرث علي زنة الحرث و الحرب: الجوع.
  4. کذا في أصلي هذا، و مثله في الاصل الکرماني من کتاب شواهد التنزيل، و في الاصل اليمني منه: " فالتقاهما " و في الحديث: " 97 " الآتي: " فألعقهما " و هو الظاهر.
  5. هذا هو الظاهر اي فلما أراد رسول الله الافطار وضعا - أي علي و فاطمة - أقراص الشعير بين يديه.

    ثم إن لفظ أصلي هاهنا و ما يأتي معا إلي " وضعناها " أقرب منه إلي " وضعاها ".

  6. إلي هنا يتحد هذا الحديث - و لکن باستثناء حضور النبي صلي الله عليه و آله و سلم - مع الاحاديث الکثيرة الواردة في شأن نزول الآية الکريمة و السورة المبارکة.

    و أما حضور النبي صلي الله عليه و آله عند الانفاق و کذا الذيل المذکور هنا فمن متفردات هذا الطريق و بما أنه ضعيف و معارض لبقية الطرق المستفيضة فلا يعول عليه و ليلاحظ الحديث: " 29 " الآتي في ص 70 ففيه ايضا شاهد لما ذکرناه.

  7. هذا هو الظاهر و لکن في أصلي هاهنا و في الفقرة التالية: " خشيت ".
  8. کذا في ظاهر رسم الخط، و ما بين المعقوفين زيادة منا.