الشجاعة











الشجاعة



الشجاعة و امتيازه بها و تفوقه فيها ملحق بالضروريات قال ابن ابي الحديد في شرح النهج: اما الشجاعة فانه انسي الناس فيها ذکر من کان قبله و محا اسم من يأتي بعده و مقاماته في الحرب مشهورة تضرب بها الامثال الي يوم القيامة و هو الشجاع الذي ما فرقط و لا ارتاع من کتيبة و لا بارزا احد الا قتله و لا ضرب ضربة قط فاحتاجت الي ثانية و في الحديث کانت ضرباته وترا (اقول) و لا دعي الي مبارزة فنکل (قال) و لما دعا معاوية الي المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل احدهما قال له عمرو لقد انصفک فقال معاوية ما غششتني منذ نصحتني الا اليوم اتأمرني بمبارزة ابي الحسن و انت تعلم انه الشجاع المطرق اراک طمعت في امارة الشام بعدي و کانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته فاما قتلاه فافتخار رهطهم بانه عليه السلام قتلهم اظهر و اکثر قالت اخت عمرو بن عبد ود ترثيه:


لو کان قاتل عمرو غير قاتله
بکيته ابدا ما دمت في الابد


لکن قاتله من لا نظير له
و کان يدعي ابوه بيضة البلد


(و لما اقيم حيي سيدا خطب بن بني النضير بين يديه ليقتله قال قتلة شريفة بيد شريف) و انتبه معاوية فرأي ابن الزبير تحت رجليه فقال له عبد الله لو شئت ان افتک بک لفعلت فقال لقد شجعت بعدنا يا ابا بکر قال و ما الذي تنکره من شجاعتي و قد وقفت في الصف ازاء علي بن ابي طالب قال لا جرم انه قتلک[1] و اباک بيسري يديه و بقيت اليمني فارغة يطلب من يقتله بها، و جملة الامر ان کل شجاع في الدنيا اليه ينتهي و باسمه ينادي في مشارق الارض و مغاربها (ا ه) ثم قال و ما اقول في رجل تصور ملوک الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتهاحاملا سيفه مشمرا لحربه و تصور ملوک الترک و الديلم صورته علي اسيافها کان علي سيف عضد الدولة بن بويه و سيف ابيه رکن الدولة و کانت صورته علي سيف الب ارسلان و ابنه ملک شاه کأنهم يتفاءلون به النصر و الظفر (اقول) لا يمکن ان توصف الشجاعة بأکثر من انه ما نکل عن مبارز و لا بارز احدا الا قتله و لا فر قط و لا ضرب ضربة فاحتاج الي ثانية و کان يقول ما بارزت احدا الا و کنت انا و نفسه عليه و في کتاب عجائب احکامه قيل له يا امير المؤمنين أ لا تعد فرسا للفر و الکر فقال اما انا فلا أفر و من فر مني فلا أطلبه (ا ه). و کفي في ذلک مبيته علي الفراش ليلة الغار معرضا نفسه للاخطار لم يخف و لم يحزن فوقي النبي «ص» بنفسه و فداه بمهجته غير هياب و لا متردد و لا حزين.

و خروجه بالفواطم جهارا من مکة و لحوق الفوارس الثمانية به لما علموا بخروجه حنقين عليه عازمين علي قتله ان لم يرجع راغما کما مر عن السيرة النبوية في الجزء الثاني و يأتي في هذا الجزء عند ذکر اخباره متتالية. و لا بد ان يکونوا من شجعان مکة و ابطالها لان من ينتدب لمثل ذلک لا يکون من جبناء الناس و هم فرسان و هو راجل و هم ثمانية و هو واحد و ليس معه الا ايمن بن ام ايمن و ابو واقد الليثي و هما لا يغنيان عنه شيئا و قد أخذ الهلع ابا واقد حين رأي الفرسان فسکن جأشه و لم ينقل انهما عاوناه بشي ء بل کان حظهما حظ الواقف المتفرج و هو ليس بحاجة الي مساعد علي ان ثمانية فوارس و لو لم يکونوا في الدرجة العالية من الشجاعة لا يفلت منهم رجل واحد في العشرين من سنه او تجاوزها بقليل مهما کان شجاعا فيمکنهم ان يحيطوا به من کل جانب فيقتلوه و لو رضخا بالحجارة فاذا کر علي الذين امامه حمل علي الذين وراءه او کر علي الذين وراءه حمل عليه الذين امامه فلا يمکنه الخلاص و يسهل عليهم قتله او أسره اما ان يکون رجل واحد علي قدميه يشد علي فارس في مقدمة ثمانية فوارس و لا بد ان يکون أشجعهم فيقده نصفين و يصل سيفه الي قربوس فرسه فهذا شي ء خارق للعادة من شاب لم يسبق له مباشرة الحرب قبل هذا و هو منتهي الشجاعة و الجرأة و الاقدام فلا جرم ان ترتعد منه فرائص الباقين فيولوا هاربين مذعورين و يطلبوا منه ان يکف عنهم فکانت هذه اول مظهر من مظاهر شجاعته الخارقة و قايس ان شئت بين هذه الحال و حال الرسول «ص» في هجرته الي المدينة قبل ذلک فقد کان معه صاحبه و غلام صاحبه عامر بن فهيرة و دليلهم الليثي عبد الله بن اريقط فهم اربعة احدهم الرسول «ص» الذي يجب ان يکون أشجع من علي بن ابي طالب فلما لحقهم سراقة بن مالک و هو رجل واحد بکي الصاحب خوفا فقال له الرسول «ص» لم تبک قال ما علي نفسي بکيت و لکن أبکي عليک فما دفعه عنهم الا دعاء الرسول عليه فرسخت قوائم فرسه في الارض أ تري لو کان معهم علي هل کان يبکي و يهتم لرجل واحد ليس معه احد و هو لم يهتم لثمانية فوارس ام کان يضربه ضربة حيدرية فيقده نصفين طولا لا عرضا کما فعل بجناح و هل کان يحتاج النبي «ص» في دفعه الي ان يدعو عليه لا أظنک تشک في انه لو کان معهم لفعل به فعله بجناح.

و ما کان منه في وقعة بدر المار ذکرها في السيرة النبوية و الآتية في هذا الجزء التي بها تمهدت قواعد الدين و أذل الله جبابرة المشرکين و قتلت فيها رؤساؤهم و وقعت الهيبة من المسلمين في قلوب العرب و اليهود و غيرهم فقد کان في هذه الوقعة قطب رحاها و ليث وغاها بارز الوليد بن عتبة اول نشوب الحرب فلم يلبثه حتي قتله و شارک عمه حمزة في قتل عتبة و اشترک هو و حمزة و عبيدة في قتل شيبة فأجهزا عليه (قال) المفيد فکان قتل هؤلاء الثلاثة اول وهن لحق المشرکين و دخل عليهم و رهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين و ظهر بذلک امارات نصر المسلمين (قال) و برز اليه حنظلة بن ابي سفيان فقتله و برز اليه من بعده طعيمة بن عدي فقتله و قتل بعده نوفل بن خويلد و کان من شياطين قريش و لم يزل يقتل واحدا منهم بعد واحد حتي أتي علي شطر المقتولين منهم و کانوا سبعين قتيلا تولي کافة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائکة المسومين قتل الشطر منهم و تولي امير المؤمنين قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له و تأييده و توفيقه و نصره و کان الفتح له بذلک و علي يديه (ا ه).

و ما کان منه في وقعة أحد التي مرت مفصلة في غزوات النبي «ص» في الجزء الثاني و يأتي ما يتعلق منها بأمير المؤمنين «ع» في هذا الجزء فقد کان قطب رحاها و ليث وغاها و عليه مدارها و هو واحدها و قائدها کما کان کذلک يوم بدر و المتأمل فيما ذکره اهل السير و التواريخ لا يشک في ذلک مهما دس الدساسون و مهما ارادوا ان يجعلوا له مشارکا في بعض مزاياه التي امتاز بها في تلک الوقعة و غيرها لکن المطالع للاخبار يعرف بأقل نظرة صحة ما قلناه فقد امتاز في تلک الوقعة کغيرها مع الوقائع بأمور کثيرة مرت في الجزء الثاني و تأتي في هذا الجزء عند ذکر اخباره في وقعة أحد. و قتله عزورا اليهودي لما رمي قبة النبي «ص» ليلا و هو يحاصر بني النضير فلحقه علي حتي قتله و جاء برأسه و کان معه تسعة فهربوافلحقهم بعشرة من المسلمين فقتلوهم و کان ذلک سبب فتح حصون بني النضير. و مبارزته يوم الخندق عمرو بن عبد ود فارس يليل و قد جبن عنه الناس و النبي «ص» يندبهم لمبارزته و يضمن لمبارزه الجنة فسکتوا کأنما علي رؤوسهم الطير الا علي بن ابي طالب فبارزه و قتله و لحق بعض من کان معه و هو نوفل بن عبد الله فقتله في الخندق و انهزم بقتله المشرکون و کفي الله المؤمنين القتال به و کانت ضربته في ذلک اليوم تعدل عمل الثقلين الي يوم القيامة. قال المفيد: و في الاحزاب انزل الله تعالي (اذ جاؤوکم من فوقکم و من أسفل منکم و اذ زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا هنالک ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا الي قوله و کفي الله المؤمنين القتال و کان الله قويا عزيزا) قال فتوجه العتب اليهم و التوبيخ و التقريع و لم ينج من ذلک احد بالاتفاق الا امير المؤمنين اذ کان الفتح له و علي يديه و کان قتله عمرا و نوفل بن عبد الله سبب هزيمة المشرکين و قال رسول الله «ص» بعد قتله هؤلاء النفر: الآن نغزوهم و لا يغزوننا و قد روي يوسف بن کليب عن سفيان بن زيد عن قرة و غيره عن عبد الله بن مسعود انه کان يقرأ و کفي الله المؤمنين القتال بعلي و مر ذلک مفصلا في الجزء الثاني و يأتي في هذا الجزء.

و مبارزته مرحبا يوم خيبر و قتله و فتح الحصن و دحو الباب بعد ما رجع غيره منهزما يجبن اصحابه و يجبنونه او منهزما يؤنب قومه و يؤنبونه. و يأتي ذلک مفصلا في هذا الجزء و مر في الجزء الثاني.

و ثباته يوم حنين مع رسول الله «ص» و قد هرب عنه الناس غير عشرة تسعة من بني هاشم و العاشر أيمن بن ام أيمن و قتله أبا جرول و اربعين من المشرکين غيره و انهزام المشرکين بقتله و قتلهم و رجوع المسلمين من هزيمتهم بثباته و من معه الذين کان ثباتهم بثباته (قال المفيد) و ذلک انا أحطنا علما بتقدمه في الشجاعة و البأس و الصبر و النجدة علي العباس و الفضل ابنه و ابي سفيان بن الحارث و النفر الباقين لظهور امره في المقامات التي لم يحضرها احد منهم و اشتهار خبره في منازلة الاقران و قتل الابطال و لم يعرف لاحد من هؤلاء مقام من مقاماته و لا قتيل عزي اليهم بالذکر فعلم بذلک ان ثبوتهم کان به و ان بمقامه ذلک و صبره مع النبي «ص» کان رجوع المسلمين الي الحرب و تشجعهم في لقاء العدو (ا ه). و ما کان منه في غزوة اوطاس و الطائف فکان الفتح فيها علي يده و قتل فيها من قتل من خثعم.

الي غير ذلک من غزواته و وقائعه في زمن النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

اما وقائعه بعد وفاة رسول الله «ص» بعدما بويع بالخلافة ايام الجمل و صفين و النهروان فاشتهار شجاعته العظيمة فيها قد زاد عن حد الضرورة. ففي يوم الجمل ثبت الفريقان و اشرعوا الرماح بعضهم في صدور بعض کأنها آجام القصب و لو شاءت الرجال ان تمشي عليها لمشت و کان يسمع لوقع السيوف اصوات کأصوات القصارين و لما اشتد القتال و قامت الحرب علي ساقها زحف «ع» نحو الجمل بنفسه في کتيبته الخضراء من المهاجرين و الانصار و حوله بنوه ثم حمل فغاص في عسکر الجمل حتي طحن العسکر ثم رجع و قد انحني سيفه فأقامه برکبته فقال له اصحابه و بنوه نحن نکفيک فلم يجب احدا منهم و لا رد اليهم بصره و ظل ينحط و يزأر زئير الاسد ثم حمل حملة ثانية وحده فدخل وسطهم يضربهم بالسيف قدما قدما و الرجال تفر من بين يديه و تنحاز عنه يمنة و يسرة حتي خضب الارض بدماء القتلي ثم رجع و قد انحني سيفه فأقامه برکبته فاجتمع عليه اصحابه و ناشدوه الله في نفسه و في الاسلام فقال و الله ما اريد بما ترون الا وجه الله و الدار الآخرة ثم قال لمحمد هکذا تصنع يا ابن الحنفية فقال الناس من الذي يستطيع ما تستطيعه يا امير المؤمنين. و من مواقفه في صفين ما کان يوم الهرير قال بعض الرواة فو الله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق الله السماوات و الارض اصاب بيده في يوم واحد ما أصاب علي انه قتل فيما ذکر العادون زيادة علي خمسمائة من الاعلام يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة الي الله و اليکم من هذا لقد هممت ان افلقه و لکن يحجزني عنه اني سمعت رسول الله يقول:


لا سيف الا ذو الفقار
و لا فتي الا علي


و انا اقاتل به دونه فکنا نأخذه فنقومه ثم يتناوله من ايدينا فيقتحم به في عرض الصف فلا و الله ما ليث باشد نکاية منه في عدوه و کان في اوائل ايام صفين يسهر الليل کله الي الصباح يعبي الکتائب و يؤمر الامراء و يعقد الالوية و مر في اليوم السابع و معه بنوه نحو الميسرة و النبل يمر بين عاتقيه و منکبيه و ما من بنيه الا من يقيه بنفسه فيکره ذلک و يتقدم نحو اهل الشام و يؤخر الذي يقيه الي ورائه. و هو الذي لبس يوم صفين سلاح العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب لما برز اليه اللخميان فبرز اليه احدهما فکأنما اختطفه ثم برز اليه الآخر فالحقه بالاول و هو الذي قتل الحميري الذي لم يکن في الشام اشهر منه بالبأس و النجدة بعد ان قتل ثلاثة من اهل العراق مبارزة و رمي اجسادهم بعضها فوق بعض و وقف عليها بغيا و عتوا فضربه امير المؤمنين (ع) ضربة خر منها قتيلا يتشحط في دمه و قتل معه اثنين و تلا (الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص فمن اعتدي عليکم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليکم و اتقوا الله و اعلموا ان الله مع المتقين).

(التاسع) القوة و الايد و حسبک في ذلک قلعه باب خيبر و جعله جسرا علي الخندق و کان يغلقه عشرون رجلا و تترسه يومئذ بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر (قال المفيد): روي اصحاب الآثار عن الحسن بن صالح عن الاعمش عن ابي عبد الله الجدلي قال سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا لي فقاتلتهم به فلما اخزاهم الله وضعت الباب علي حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم فقال له رجل لقد حملت منه ثقلا فقال ما کان الا مثل جنتي التي في يدي غير ذلک المقام و ذکر اصحاب السيرة ان المسلمين لما انصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يقله منهم الا سبعون رجلا و مر في الجزء الثاني و يأتي في هذا الجزء في غزوة خيبر زيادة علي هذا. قال ابن ابي الحديد: اما القوة و الايد فبه يضرب المثل فيهما قال ابن قتيبة في المعارف: ما صارع احدا قط الا صرعه و هو الذي قلع باب خيبر و اجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقدروا و هو الذي اقتلع هبل من أعلي الکعبة و کان عظيما کبيرا جدا فألقاه الي الارض و هو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في ايام خلافته بيده بعد عجز الجيش کله عنها فأنبط الماء من تحتها (ا ه). و مر في الامر الثامن عند ذکر شجاعته في غزوة خيبر انه اقتلع باب الحصن فاجتمع عليه سبعون حتي اعادوه (و في رواية) ان ثمانية نفر جهدوا ان يقلبوه فما استطاعوا و هذا امر خارج عن مجاري العادات و قال ابن ابي الحديد قال ابن فارس صاحب المجمل قال ابن عائشة کانت ضربات علي (ع) في الحرب ابکارا ان اعتلي قد و ان اعترض قط (ا ه) و هو الذي قطع حريثا مولي معوية نصفين يوم صفين لما اغراه عمرو بن العاص بمبارزته و کان معوية يعده لکل مبارز و کل عظيم و کان يلبس سلاح معوية متشبها به و کان يقول له انق عليا و ضع رمحک حيث شئت و هو الذي کان يقتلع الفارس من ظهر جواده بيده و يرمي به الي الارض من فوق رأسه فعل ذلک ايام صفين باحمر مولي بني امية لما هم ان يضرب امير المؤمنين عليه السلام بعد ان قتل کيسان مولاه فوضع امير المؤمنين (ع) يده في جيب درع احمر و جذبه عن فرسه و حمله علي عاتقه ثم ضرب به الارض فکسر منکبه و عضديه و اجهز عليه الحسين و ابن الحنفية عليهما السلام و هو الذي کان اذا امسک بذراع احد امسک بنفسه فلم يستطع ان يتنفس ذکره ابن عبد البر في الاستيعاب و قد قبض علي يد خالد بن الوليد ليلة المبيت علي الفراش حين تقدم اليه امام القوم فجعل يقمص قماص البکر، رواه الشيخ الطوسي في اماليه.









  1. اي شارف ذلک. المؤلف.